حفتر يُبلغ الروس شروطه لاستكمال المفاوضات

تمديد الهدنة في ليبيا

12 : 02

الميدان يترقّب المساعي الدوليّة (أ ف ب)

تكثّفت جهود الأسرة الدوليّة لإيجاد حل للنزاع الليبي أمس وتحدّثت موسكو عن تمديد هدنة "لفترة غير محدّدة" بين الأطراف المتناحرة، في حين أعلنت المانيا عقد مؤتمر دولي الأحد في برلين.

وبعدما رفض قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار في موسكو، كشفت روسيا أن حفتر، الذي يُحاول منذ تسعة أشهر الاستيلاء على طرابلس، "يحتاج إلى يومَيْن إضافيَيْن لدرس الوثيقة"، فيما وقعها مساء الإثنين رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السرّاج.

وأكدت وزارة الخارجيّة الروسيّة أن "النتيجة الرئيسيّة للاجتماع كانت التوصّل إلى اتفاق مبدئي بين الأطراف لتمديد وقف الأعمال القتاليّة". وأشار وزير الخارجيّة الروسي سيرغي لافروف إلى غياب "نتيجة نهائيّة"، لكنّه أكد "مواصلة الجهود" مع أنقرة.

وأبلغ حفتر الجانب الروسي بعدد من الشروط، بينها مهلة زمنيّة من 45 إلى 90 يوماً لقيام الميليشيات المسلّحة بتسليم السلاح بشكل كامل. كما طالب حفتر بأن تكون هناك لجنة من الجيش الوطني الليبي إلى جانب الأمم المتحدة مسؤولة عن تسليم أسلحة الميليشيات للقوّات المسلّحة الليبيّة. كذلك أبلغ حفتر الجانب الروسي مجدّداً برفض أن تكون تركيا وسيطاً دوليّاً، معتبراً أن الدول الوسيطة هي الدول الحياديّة فقط.

وغداة هذا الإخفاق في موسكو، هدّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "بتلقين حفتر درساً" إذا استأنف هجومه ضدّ حكومة الوفاق الوطني في طرابلس. وقال خلال خطاب أمام نوّاب حزبه: "لن نتردّد أبداً في تلقين الانقلابي حفتر الدرس الذي يستحقّه إذا واصل هجماته ضدّ الإدارة المشروعة وضدّ أشقائنا في ليبيا". وجرت هذه المفاوضات التي تعكس التأثير المتزايد لموسكو في هذا الملف الشائك، نتيجة اتفاق روسي - تركي أعلنه في اسطنبول الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين وأردوغان في الثامن من كانون الثاني.ويؤكّد النصّ الذي حصلت وكالة "فرانس برس" على نسخة منه، الدعم للمبادرة الروسيّة - التركيّة لتطبيق "وقف غير محدود للأعمال العدائيّة" في ليبيا. وهو يدعو إلى "تطبيع الحياة اليوميّة في طرابلس والمدن الأخرى" و"إتاحة توزيع المساعدة الإنسانيّة بكلّ أمان".

ميدانيّاً، يبقى التوتر على أشده، وبُعيد منتصف ليل أمس الأوّل سُمِعَ إطلاق المدفعيّة الثقيلة في الضاحية الجنوبيّة من العاصمة قبل عودة هدوء نسبي. وأعلنت قوّات الوفاق مساء الإثنين أنّها رصدت "تحرّكات للقوّات ونشر" قوّات إضافيّة موالية لحفتر جنوب العاصمة، بحسب المتحــدّث باسمها، بينما أكد الموالون لحفـتر "تصميمهم على الانتصار".ولمواصلة الجهود الديبلوماسيّة لإيجاد تسوية للنزاع الدموي، سيُنظَّم مؤتمر دولي حول ليبيا الأحد في برلين باشراف الأمم المتحدة، وفق ما أكدت الحكومة الألمانيّة أمس. وأوضحت الحكومة في بيان أن المستشارة أنغيلا ميركل قرّرت، بعد تنسيق مع الأمين العام للأمم المتحدة، "عقد مؤتمر حول ليبيا على مستوى رؤسـاء الدول والحكومات". وأورد البيان أن المؤتمر سيجري بمشاركة الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا ومصر والإمارات والجزائر وتركيا والكونغو، إضافةً إلى ممثلين عن الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربيّة. وأشار البيان إلى أن "رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج، والجنرال خليفة حفتر، مدعوّان إلى برلين هما الآخران". واللقاء الذي سيُعقد في المستشاريّة الألمانيّة، يدخل في إطار عمليّة أطلقتها الأمم المتحدة للتوصّل إلى "ليبيا ذات سيادة" ولدعم "جهود المصالحة داخل ليبيا".

والهدف الأوّل سيكون منع أي بلد أجنبي من التدخّل في الشأن الليبي الداخلي، خصوصاً من ناحية الدعم العسكري. وعلى هذا الأساس، قد يُقترح حظر على الأسلحة على المشاركين، بحسب ما كشف وزير الخارجيّة الألماني هايكو ماس، الذي قال: "يُشكّل هذا التطوّر الشرط الضروري كي لا يكون هناك حلّ عسكري في ليبيا بل حلّ سياسي".