التحالف الدولي يستأنف دوريّاته مع "قسد" في شمال سوريا

02 : 00

آليّة عسكريّة أميركيّة ضمن دوريّة في منطقة الحسكة قرب الحدود مع تركيا أمس (أ ف ب)

إستأنف التحالف الدولي بقيادة واشنطن أمس دورياته المعتادة في مناطق سيطرة المقاتلين الأكراد في شمال سوريا، بعد تقليصها إثر الضربات الجوّية التركية المكثفة على المنطقة، وفق ما أفادت وكالة «فرانس برس»، فيما اعتبر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن «واشنطن وموسكو فشلتا في الوفاء بوعودهما بتطهير الحدود السورية من المسلّحين الأكراد، ما أجبر أنقرة على التدخل».

وبينما تترقّب المنطقة ما إذا كانت تركيا ستشنّ عمليّة برّية أم لا، انطلقت دوريّتَان للتحالف الدولي ضدّ تنظيم «الدولة الإسلامية» صباح أمس في اتجاهَين مختلفَين من قاعدة رميلان في شمال شرق البلاد برفقة مقاتلين من «قوات سوريا الديموقراطية» (قسد).

وتضمّنت كلّ دورية 4 مدرّعات رفعت الأعلام الأميركية ورافقتها سيارة عسكرية لـ»قسد»، وجالت إحداها في قرى متاخمة للحدود التركية قرب مدينة المالكية الحدودية، في حين توجهت الثانية شرقاً في اتجاه الحدود العراقية.

وكانت قد تراجعت الدوريات، وفق مصدر عسكري كردي، من «20 دورية أسبوعيّاً إلى نحو 5 أو 6 تقريباً بعد الضربات التركية»، مؤكداً في الوقت عينه أنّه «لم يتوقّف التنسيق بين «قسد» والتحالف، لكنّه تراجع مع تقليص الدوريات وحاجة «قسد» للتركيز على التصدّي للتهديدات التركية وحماية مناطقها».

وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» تسيير دوريات في محافظة دير الزور (شرق). وحذّرت «قسد» من أن التصعيد التركي يُعرقل حملات ملاحقة التنظيم المتطرّف التي تضطلع بها مع التحالف الدولي، بعدما طال القصف مواقع تابعة لها، بينها قاعدة مشتركة مع التحالف ونقطة حراسة في مخيّم الهول الذي يضمّ عشرات الآلاف من النازحين وأفراد عائلات مقاتلي التنظيم.

وفي هذا الصدد، قال عضو القيادة العامة لـ»قسد» محمود برخدان: «إستهدفت تركيا مقاتلينا الذين كانوا يعملون بشكل مباشر مع التحالف الدولي في مخيّم الهول، وكذلك القاعدة العسكرية المشتركة شمال الحسكة، ما أدّى إلى استشهاد عدد من المقاتلين»، لافتاً إلى أنه «اضطررنا إلى وقف العمليات ضدّ خلايا «داعش» لأيّام عدّة، لكنّنا اليوم بدأنا بإعداد جدول جديد للبدء بعمليات ملاحقة «داعش» بالتنسيق والاشتراك مع التحالف اعتباراً من اليوم».

ولدى مرور دورية للتحالف أمام متجره أمس، قال إبراهيم خليل (42 عاماً): «الدوريات الأميركية والتجوّل في الشوارع غير كافيَين، الأهمّ أن نرى الأميركيين حين يقصف الطيران الحربي مناطقنا»، مضيفاً: «هم موجودون في مناطقنا، فعليهم حمايتها، عليهم وقف القصف».

على صعيد آخر، أكد مصدر أمني سوري مقتل زعيم تنظيم «الدولة الإسلامية» أبي الحسن الهاشمي القرشي خلال عملية عسكرية للجيش السوري ومقاتلين محلّيين قبل شهر ونصف في جنوب البلاد، وفق ما أفادت وكالة «سانا»، بعدما أعلن التنظيم الإرهابي مقتله في معارك لم يُحدّد تاريخها أو مكانها أو خصمه فيها، لكن واشنطن كشفت أنه قضى منتصف تشرين الأوّل في جنوب سوريا.

وأكد المصدر الأمني في درعا أن الهاشمي القرشي «هو ذاته المدعو عبد الرحمن العراقي والمعروف باسم «سيف بغداد»، وقد قُتل خلال العملية الأمنية التي نفّذها الجيش العربي السوري بمساندة المجموعات المحلّية والأهلية ضدّ تنظيم «داعش» في جاسم (شمال مدينة درعا) في 15 تشرين الأوّل».

وأشار إلى أنه «قُتل مع كامل أفراد مجموعته»، موضحاً أن الهاشمي القرشي أشرف على توسّع نفوذ التنظيم «في اتجاه الأراضي الأردنية والعراقية والسورية، وهو المسؤول الأوّل عن مخطّط عمليات الاغتيال» في محافظة درعا، عبر «ما يُشبه محكمة قصاص أُنشئت» في جاسم.


MISS 3