صدر الكتاب الجديد للدكتور منذر محمود جابر بعد سنين من العمل والبحث، وحمل عنوان "يوسف بك الزين من جبل عامل الى الجنوب اللبناني". ويتناول الكتاب سيرة يوسف الزين ومكانته في لبنان، كما ومكانة جبل عامل نفسه. ويوسف الزين من الجيل التأسيسي لتاريخ الشيعة في الجمهورية اللبنانية، حيث كان بالصف الأول من السياسيّين الذين خاضوا معموديّة الدخول في لبنان الكبير.
والفترة التي يتناولها مجلّد جابر، هي بالدرجة الأُولى عهد الاستقلال الأوّل للبنان الذي دخله جبل عامل مُحتاراً ضائعاً، بين أن يلتحق بلبنان، أو ينضمّ إلى سورية أو أن يلتحق بفلسطين، التي كانت يومذاك تحتَ الانتداب الإنكليزي.
كان جبل عامل، جديداً على لبنان، وهذا ما يحيّر العامليِّين واللبنانيّين. كيف يمكنُ لجديدٍ على لبنان، أن يحظى بهذه السيرة الباهظة. السؤال الذي يبدو بديهياً، احتاج إلى قرابة 900 صفحة، ليتجلّى كما هو في التباسه وأطرافه وتطوّره. كان هذا أوّل الاستقلال أو، بمعنى آخر، أوّل تكوين للبنان الحالي. وفي الصفحات الـ900، نرى في علاقات يوسف الزين، ويوميّات جبل عامل ما يفضي إلى معارك ومواقع واشتباكات، لن تكون، بحدّ ذاتها، سوى مسارات هذه العلاقات وفيضها. ونرى كيف تجنّب الزين والعامليّون الآخرون ثورات الاستقلال السوري، والحروب الأهلية بدءاً من ثورة 1958.
يستند هذا العمل إلى أرشيف صحافة تلك المرحلة، وإلى أرشيف أديرةٍ وإلى مذّكراتٍ غير منشورة لفاعليات ثقافية وسياسية، وإلى المئات من وثائق الأرشيف الفرنسي والمقابلات الشخصية. على أمل أن يساعد في فهمٍ أفضل لتاريخ لبنان، وإلقاء الضوء بشكلٍ أكثر دقّة على تاريخ الجنوب اللبناني.
