بكين تعهّدت شراء بضائع إضافية بـ 200 مليار دولار خلال عامين

إتفاق أوّلي تجاري تاريخي بين الصين وأميركا

02 : 00

خلال التوقيع على الإتفاقية بين ترامب ونائب رئيس الوزراء الصيني

وقّع الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس مع نائب رئيس الوزراء الصيني ليو هي اتفاقاً تجارياً مرحلياً مرتقباً منذ وقت طويل وصفه بأنه "تاريخي".

وتعهدت الصين شراء بضائع أميركية إضافية بقيمة 200 مليار دولار خلال السنتين المقبلتين، بموجب الاتفاق الذي يتضمن أيضاً بنوداً تتعلق بحماية الملكية الفكرية استجابة لمطلب أميركي آخر.

وأكد الرئيس الصيني شي جينبينغ أن الاتفاق التجاري بين الصين والولايات المتحدة إيجابي "للعالم أجمع"، وذلك في رسالة إلى نظيره الأميركي دونالد ترامب، تلاها مسؤول صيني خلال حفل توقيع المرحلة الأولى من الاتفاق في البيت الأبيض.

وقرأ المفاوض الصيني الرئيسي ليو هي الرسالة باللغة الصينية أمام ترامب في حضور مجموعة من المسؤولين في الإدارة الأميركية ورؤساء شركات.

وحذّر ترامب الصين من أن الرسوم الجمركية العقابية المفروضة عليها منذ عامين، ستبقى سارية إلى حين التوصل إلى المرحلة الثانية من اتفاق تجاري، كان من المقرر ان يوقع ترامب والمفاوض الصيني ليو هي المرحلة الأولى منه أمس. وأعلن ترامب "سنبقي الرسوم لكن أقبل إلغاءها إذا أنجزنا المرحلة الثانية" من الاتفاق، مضيفاً "أريد أن أبقيها وإلا لن يكون بيدنا أي ورقة للتفاوض".

وكان ترامب باشر الحرب التجارية في ربيع 2018 بهدف وضع حد للممارسات التجارية الصينية "غير النزيهة" برأي واشنطن، وتم في هذا السياق تبادل رسوم جمركية مشددة بين البلدين شملت مئات مليارات الدولار من البضائع.

ورغم الاتفاق، يبقى تهديد الرسوم الجمركية مخيماً إذ حذر وزير الخزانة ستيفن منوتشين أمس متحدثاً لشبكة "سي إن بي سي" قبل ساعات من التوقيع، أن واشنطن تبقى على استعداد لتشديدها إذا لم تحترم بكين التزاماتها.

كذلك دافع مستشار البيت الأبيض لاري كادلو عن استراتيجية الضغوط القصوى على الصين، وقال لشبكة "سي إن بي سي" إن "الرسوم الجمركية شكلت عاملاً جوهرياً" للتوصل إلى هذا الاتفاق مضيفاً "دونالد ترامب كان على حق".

وتتوقع الإدارة الأميركية أن يعزز هذا الاتفاق نمو الاقتصاد الأول في العالم بمقدار نصف نقطة مئوية، بعد أن انعكست الحرب التجارية بشدة على قطاعي الزراعة والتصنيع في الولايات المتحدة، وهما القطاعان اللذان أوصلا الرئيس الجمهوري إلى البيت الأبيض في 2016.

وراهن ترامب على الحسّ الوطني للعاملين في الزراعة والصناعة، فطلب منهم أن يصبروا مبشراً بمستقبل أفضل، وقدمت إدارته الحرب التجارية على أنها شر لا بد منه لإعادة التوازن إلى المبادلات التجارية مع الشريك الصيني.

وردد ترامب الذي كان يدّعي على الدوام أن الحروب التجارية يسهل كسبها، أن الاقتصاد الأميركي لم يتأثر بالرسوم الجمركية في حين سجل النمو الاقتصادي الصيني تباطؤاً.

لكن الواقع أن هذا الخلاف غير المسبوق من حيث حدته ومدته كبح المستثمرين وانعكس بالتالي على النمو العالمي كما على نمو الاقتصادين الصيني والأميركي.

كما أثارت الحرب التجارية الغضب وصولاً إلى اليأس بين المزارعين. وفي مثال على ذلك، انهارت صادرات الصويا الأميركي الى الصين عام 2018 إلى 3,1 مليارات دولار مقابل 12,3 ملياراً في 2017، وفي أقل من عامين تراجعت الصين من المرتبة الثانية إلى المرتبة الخامسة لجهة تصدير المنتجات الزراعية الأميركية.