المكتبة البريطانية تُؤرشف الأصوات المنسيّة

02 : 00

باستثناء السيّاح، قلّةٌ من الناس لا تزال تُعير أهميّةً كبيرةً لأكشاك الهاتف الحمراء الشهيرة في لندن. وبعدما باتت بأكثريّتها خارج الخدمة، لا يتوانى ستيوارت فوكس عن تسجيل رنّة أيّ من هذه الأكشاك إذا كانت لا تزال تعمل بصورةٍ طبيعيّةٍ ليُثري بها مكتبته من «الأصوات شبه المنسيّة».

على مدى السنوات الخمس الماضية، جمع موقع فوكس Cities And Memories، ودمج أكثر من 5000 صوت من 100 بلد تقوم بأرشفتها «المكتبة البريطانية». والآن، يهدف مشروعه الأخير إلى الحفاظ على الأصوات التي أصبحت «شبه منسيّة».

ويقول فوكس عن تجاربه: «ما أدهشني هو كيف استجاب الناس عاطفياً لبعض التسجيلات. ثمة أشخاص سمعوا صوت كاميرا سوبر 8، وهذا أعاد لهم ذكريات وجودهم في الصالون الخاص بهم عام 1978 فيما كان والدهم يعرض لهم من خلالها أفلاماً منزليةً للمرّة الأولى».

ويشمل مشروع «الأصوات شبه المنسية» أكثر من 150 تسجيلاً جُمعت من كلّ أنحاء العالم، وإعادة دمج تلك الأصوات على أيدي موسيقيين وفنانين.

وتضمّ المجموعة التي تُعتبر الكبرى من نوعها، أصوات مشغّلات الكاسيت (ووكمان) ووحدات التحكّم في ألعاب الفيديو القديمة والقطارات البخارية وسيارات السباق القديمة. كما سجّل فوكس أيضاً صوت البيئة المحيطة المتغيّرة بسرعة، مثل تكسّر وذوبان الأنهار الجليديّة.

وأطلق فوكس موقعه citiesandmemories.com في العام 2015 واستقطب حوالى ألف متعاون من كل أنحاء العالم. ويروي: «أستيقظ كل صباح على رسائل إلكترونية تحوي تسجيلاتٍ من مكانٍ غير متوقَّع تماماً، مثل شاطئ في بالي أو مترو في بيونغ يانغ». ويضيف أن هذه التسجيلات عصريّةٌ، ويستخدمها فنانّون على غرار المغنية الأيسلندية بيورك في موسيقاهم. 


MISS 3