مايز عبيد

"ثورة طرابلس" مستمرة: حكومة "المستشارين" مرفوضة

17 كانون الثاني 2020

02 : 00

إنتقادات واسعة وجهها أهالي طرابلس والشمال للحكومة العتيدة وللطريقة المعتمدة للتأليف. فهي بحسب ما نشر كثيرون على مواقع التواصل الإجتماعي "حكومة اللون الواحد... حكومة مستشاري الوزراء من الدرجة الثانية... حكومة الوكيل بدل الأصيل".

إلى ذلك، لاقت طريقة تعامل عناصر مكافحة الشغب مع الصحافيين والمتظاهرين في بيروت استنكاراً واسعاً من أبناء المنطقة. فهم رفضوا الطريقة التي استخدمت لقمع الناس وكمّ أفواههم.

ولليوم الثالث لما بات يُعرف بـ"أسبوع الغضب"، وفي اليوم الـ92 لـ"ثورة 17 تشرين" شهدت مناطق الشمال "فعاليات ثورية" مختلفة في تأكيد على أنّ "الثورة" في هذه المناطق ما زالت مستمرة حتى تحقيق المطالب.

وبدت طرابلس معزولة تماماً عن محيطها القريب والبعيد حيث قطعت كل الطرقات والمنافذ تقريباً. الطرقات بين طرابلس وكل من عكّار والمنية والضنية وزغرتا والكورة شهدت بمعظمها إقفالاً بالإطارات المشتعلة والمستوعبات.

مسيرات حاشدة

المسيرات لم تتوقف في المدينة، وقد باتت نشاطاً يومياً لأهالي طرابلس وشبابها وشاباتها وطلابها، يعبّرون خلالها عن رفضهم للسلطة السياسية ومحاصصاتها، ولسياسة المصارف التي تتواطأ مع السلطة ضد مصالح الناس. أبرز هذه المسيرات جابت عدداً من شوارع طرابلس في البحصاص ودواري السلام والنيني والضم والفرز. وحمل المتظاهرون الأعلام اللبنانية ورفعوا شعارات ولافتات منددة بالسلطة وتقاسم الحصص في إشارة إلى الحكومة المزمع تشكيلها التي أسموها "حكومة تكنو- باسيلية".

وقد بلغت أصداء الأجواء الإيجابية في ملف تشكيل حكومة الرئيس المكلّف حسان دياب المشاركين في المسيرات لا سيما بعد لقاء دياب مع الرئيس نبيه بري وتصريح وزير المالية علي حسن خليل، حيث استهجن المتظاهرون "تصريح خليل باسم رئيس الحكومة المكلف" مشيرين إلى أنها "حكومة مستشارين لوزراء حكومة تصريف الأعمال الذين رفضتهم الثورة، فإذا بهم يعودون بقوالب أخرى بعد اخضاعهم لعمليات تجميل، ولكن لن تمرّ هذه الحيلة على الناس، وهناك بالتالي من يقرر عن هؤلاء الوزراء ومن يتحدث ويصرّح عنهم أيضاً وعن حكومتهم ورئيسها".

وفي زغرتا وتحديداً في منطقة التل أقيمت مسيرة حاشدة جابت عدداً من الشوارع ورفعت هتافات وشعارات "الثورة".إعتصام أمام مدخل السراي

وبعد مواجهات وقعت في شارع المصارف بين الجيش اللبناني ومتظاهرين احتجوا على سياسة المصارف وحجزها لأموال المودعين، شهدت سراي طرابلس أمس وقفة احتجاجية نفّذها عددٌ من المحتجين أمام مدخل سراي طرابلس احتجاجاً على طريقة تعامل قوى مكافحة الشغب مع المعتصمين في بيروت.

وأطلق المحتجون هتافات منددة بوزيرة الداخلية في حكومة تصريف الأعمال ريا الحسن وبالقوى الأمنية، كما رددوا هتافات ضد محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا.

"عدوى" الإعتصامات انتقلت إلى النازحين السوريين المتواجدين في طرابلس الذين كانت لهم وقفتهم أيضاً. فقد اعتصم عدد من هؤلاء النازحين أمام مقر مفوضية الأمم المتحدة لشؤون النازحين في معرض رشيد كرامي الدولي في طرابلس، احتجاجاً على تقليص خدمات المفوضية لهم من استشفاء وطبابة وأدوية للأطفال وخدمات أخرى. وطالب المعتصمون المفوضية بـ"الضغط على الدول الأوروبية لفتح باب اللجوء لهم وتوطينهم في دول أوروبا".

ومن طرابلس إلى عكّار حيث لا يزال عدد من الطرقات الرئيسية مقطوعاً لا سيما طريق المحمرة التي تربط عكّار بطرابلس. وحتى ساعات المساء كان الجيش اللبناني يُجري مفاوضات مع المعتصمين من أجل فتح الطريق بعد موجة من الرفض. في هذه الأثناء استمرت أزمة المحروقات لا سيما المازوت والغاز بالتفاعل، وسط مناشدات المواطنين المستمرة خاصة أبناء المناطق المرتفعة للمعنيين بضرورة "تأمين مادّة المازوت للتدفئة في هذا البرد، وسط توقعات بتأثّر لبنان بموجة جديدة من البرد والعواصف".


MISS 3