الغضب الشعبي يدفع الرئيس الصيني إلى التراجع

02 : 00

قبل أسابيع فقط كان القادة الصينيون يتمسّكون بسياسة «صفر كوفيد» مهما كان الثمن، لكنّ الاحتجاجات الشعبية الغاضبة التي تفجّرت في وجه النظام الشيوعي ضدّ إجراءات الإغلاق والتباطؤ الاقتصادي الذي تسبّبت به، دفعت الرئيس شي جينبينغ إلى التراجع بشكل جذري عن هذه الإجراءات الصارمة التي تحمل بصماته.

وأعلنت أعلى هيئة صحية في البلاد أمس تخفيفاً واسع النطاق للإجراءات «لمواكبة تغيّر الأزمنة». وتغيّر الأزمنة يشمل الاحتجاجات التي لم تشهدها الصين منذ عقود، والتي توسّعت لتتحوّل إلى دعوات لحرّيات سياسية أوسع بعد أن وصل الإحباط من القيود الصحية إلى ذروته في الشارع الأسبوع الماضي.

وأوضح محلّل المخاطر السياسية في شنغهاي دان ماكلين لوكالة «فرانس برس» أن الحزب الشيوعي «يسعى الآن لتبنّي هذا التغيير أمام الرأي العام، وبالتالي تعزيز شرعيّته لدى الجماهير»، لافتاً إلى أنّه «يُريد أن يُنظر إليه على أنه يدفع بالاتجاه الجديد، بدلاً من أن تتوجه إليه موجة السخط». وبالفعل، فقد تغيّرت الرسائل الإعلامية للدولة في شأن «كورونا» بعد التظاهرات، على الرغم من تسجيل الصين أرقاماً قياسية لإصابات «كوفيد».

فالسلطات الآن باتت تُركّز على ضعف المتحوّرة «أوميكرون»، بعد أن كانت في السابق تبرز مخاطر «كوفيد» وتستند إلى مشاهد الفوضى التي تسبّب بها الوباء في دول العالم. وقال محلّل المخاطر ماكلين: «باعتقادي هناك خطر على الحزب بالتأكيد بأن يرى الناس التراجع على أنه استسلام أمام الضغط الشعبي، ما قد يُشجّعهم على الاحتجاج أكثر في المستقبل». لكنّه أضاف: «ومع ذلك، أعتقد أن الحكومة تُحاول بصدق الاستجابة لتغيير ما في الرأي العام، وسيُقدّر الكثير من الناس ذلك».

MISS 3