DishDash موسيقى صاخبة في بلدٍ متحفِّظ

02 : 00

يقفز شبّان وشابّات سعوديّات وضعوا طلاءً ملوّناً على وجوههم ونظّارات شمسيّة مضيئة، معاً على الإيقاعات الصاخبة لفرقة تنسيق الأسطوانات السعودية "دشداش" التي يعكس صعودها المشهد الموسيقي في المملكة المحافظة. واكتظّت قاعةٌ في الرياض بهؤلاء، وقد ارتدى معظمهم سترات مريحة وسراويل جينز، فيما اختار آخرون حضور الحفلة بالثوب التقليدي والعباءة.

ولا تشبه الصالة أبداً الأماكن التي بدأت فيها فرقة "دشداش" المكوّنة من الأخوَين عباس وحسن غزاوي المولودَين في جدّة، رحلتها بعالم تنسيق الأغاني قبل أكثر من 15 عاماً. ويقول حسن إنه: "منذ وقتٍ ليس ببعيدٍ اعتاد الناس أن يقولوا لنا: إنك تضيّع وقتك فقط ولا تنجز أي شيء"، مضيفاً: "الآن يتّصل بنا الناس ليكونوا على قوائم المدعوّين إلى حفلاتنا".

على غرار الجوانب الأخرى للحياة الثقافية في المملكة السريعة التغيير، يخضع المشهد الموسيقي لعمليّة تجديد. وبات موسيقيون وفنانون عالميون يقصدون السعودية. وفي مهرجان "ميدل بيست ساونستورم"، قال المنظّمون إنّ أكثر من 600 ألف شخص حضروا حفلات لمغنّين من أمثال برونو مارس ودي جي خالد. وتشكّل هذه الحفلات وجهاً من الإصلاحات التي شجّعها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وتتضمّن تخفيف القيود التي كانت تمنع دور السينما والحفلات الموسيقية المختلطة بين الجنسَين، ولو أن هذه الإصلاحات ترافقت مع قمعٍ متصاعدٍ للمعارضة السياسيّة.

ويشير رئيس العمليات في مهرجان "ميدل بيست" طلال البهيتي إلى أنّ المملكة باتت سوقاً شاسعةً متعطّشةً إلى هذا النوع من الترفيه. ويوضح "ما زلت أقول للناس إن هذا هو ذهبنا الأسود الجديد"، في إشارةٍ إلى النفط. ويتابع: "هذه هي الطفرة الجديدة، والأمر كلّه يتعلّق بهؤلاء المبدعين وما يقدّمونه. أعتقد أن النجم الكبير القادم سيكون من هذه المنطقة".