رندة تقي الدين

"مؤتمر برلين"... الكل مُطالَب بتحمّل مسؤولياته

18 كانون الثاني 2020

02 : 00

رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس خلال اجتماعه مع حفتر في أثينا أمس

ينعقد "مؤتمر برلين" حول ليبيا غداً بمشاركة الرئيسَيْن الفرنسي ايمانويل ماكرون والروسي فلاديمير بوتين وممثلي خمس دول دائمة العضويّة في مجلس الأمن، إضافةً إلى ألمانيا ومصر والإمارات وتركيا والجزائر ورئيس الكونغو ومبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة وممثل الاتحاد الأوروبي، وذلك في ظلّ وضع شديد التقلّب الناجم عن أسباب عدّة، منها إصابة اتفاق الصخيرات بالانهاك، وهو يقضي بتوحيد المؤسّسات الليبيّة ويواكبه وقف لإطلاق النار وتقاسم الموارد الطبيعيّة، وهو نهج سيكون موضع متابعة عن كثب من قبل مجلس الأمن، بحيث لا تُصبح ليبيا ساحة مغلقة للنزاعات الإقليميّة أو مسرحاً تنتشر عليها قوّات متعدّدة وخطرة.

وفي هذا الإطار، أوضح مصدر ديبلوماسي فرنسي خلال لقاء صحافي عن المؤتمر أن الهدف منه هو إعادة تأمين التوافق الدولي الضروري للاستقرار في ليبيا، في وقت تشهد البلاد المزيد من التدخّلات من قبل أطراف خارجيّة خدمةً لأهدافها ومصالحها. وأشار إلى أن باريس تُشارك في المؤتمر استكمالاً لما فعلته حتّى الآن في شأن ليبيا خلال الاجتماع الذي عُقِدَ في "لاسيل سان كلو" ومن ثمّ لاحقاً في باريس، بهدف التوصّل إلى متابعة عملانيّة لالتزامات متّخذة سابقاً وينبغي اليوم إعادة تأكيدها، وسط هذه الأجواء البالغة الحساسيّة.

وبالنسبة إلى ماكرون، لفت المصدر إلى أنّ هناك نقاطاً عدّة أساسيّة، وعلى رأسها ضرورة النظر إلى الأمور كما هي عليه والأخذ بموازين القوى القائمة بين سلطات طرابلس والميليشيات المتحالفة معها من جهة، والجيش الوطني الليبي الذي يُسيطر على نحو 80 في المئة من أراضي البلاد تقريباً من جهة أخرى.

وبخصوص النهج الذي تعتمده فرنسا، لفت المصدر إلى أنّه النهج المتّبع ذاته من قبل مجلس الأمن، وهو ما سيُعبّر عنه الاعلان الذي سيصدر عن "مؤتمر برلين"، مؤكداً أن "ما نُريده بالعمق هو تطبيق القرارات التي سبق أن أُقرّت في مجلس الأمن، وهذا يستدعي التزام قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر وتجنّب رئيس حكومة الوفاق فايز السرّاج للّعبة الخطرة التي تقضي بالاستعانة بقوى خارجيّة وميليشيات، إذ إن الجميع مطالب بتحمّل مسؤوليّاته".

واعتبر أيضاً أنّه من الضروري جدّاً التوصّل إلى وقف للقتال في محيط طرابلس، ومن ثمّ دخول طرفَيْ النزاع في عمليّة تفاوض معاييرها معروفة وسيُعاد تأكيدها في برلين، علماً أنّها كانت موضع نقاشات مطوّلة بين المعنيين خلال الأشهر الستة الأخيرة.

وعن المسعى الروسي لوقف إطلاق النار الذي حصل في موسكو، رأى المصدر أن كلّ المساعي الهادفة إلى وقف الأعمال القتاليّة هي مساعٍ حميدة، لافتاً إلى أن أُسس وقف إطلاق النار حُدّدت في إطار مجلس الأمن في آب الماضي، وترتّب عليها هدنة خلال العيد، لكنّها انتُهكت لاحقاً.

كما شدّد على أن وقف إطلاق النار بنبغي أن يجري التوصّل إليه بمعزل عن أي شروط مسبقة، كاشفاً أن "ما عطّل امكانيّة التوصّل إلى "وقف النار" في موسكو، هو شروط مسبقة حاول الأتراك والسرّاج، بالاتفاق مع الروس، فرضها. الأمر الذي رفضه حفتر.

ووصف المصدر تصريح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حول إرسال جنود أو عناصر مرتزقة إلى طرابلس، بأنّه "عامل يبعث بالطبع على القلق"، مشدّداً على أن هدف "مؤتمر برلين" هو تعزيز الاجماع الدولي والتحقق من أن الأطراف الخارجيّة المعنيّة موجودة حول الطاولة، سواء القوى المؤثّرة على السرّاج أو تلك المؤثّرة على حفتر.

وأوضح أن "الدول التي التزمت بنهج "مؤتمر برلين"، قبلت بالتوجّه القاضي بإرساء الاستقرار في ليبيا عبر وقف اطلاق النار وحظر دخول السلاح وإطلاق الحوار السياسي، معتبراً في الوقت عينه أنّه "لتحقيق ذلك ينبغي على جميع الأطراف أن تحترم التزاماتها".


MISS 3