الخلاف الداخلي يظهر في "صلاة الجمعة"

خامنئي "يُهمّش" التظاهرات المناهضة للنظام

14 : 48

خامنئي يؤم المصلّين في طهران أمس

حافظ المرشد الأعلى للجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة علي خامنئي على موقف حازم تجاه القوى الغربيّة، خلال خطبة الجمعة في مسجد المصلّى في طهران، حيث أمّ الصلاة للمرّة الأولى منذ العام 2012، ولمّح إلى أنّ التظاهرات المناهضة للنظام التي اندلعت عقب كارثة الطائرة الأوكرانيّة لا تُمثّل مجمل الشعب الإيراني.

وبينما ارتفعت مرّات عدّة خلال الخطبة هتافات "الموت لأميركا" و"الموت لإسرائيل"، من قبل حشود ملأت المسجد والساحة المحيطة به، وفق مشاهد بثّها التلفزيون الرسمي، توجّه خامنئي بانتقاد شديد للإيرانيين المعارضين للنظام قائلاً: "بضعة مئات ممّن أهانوا صورة الجنرال سليماني، هل هم الشعب الإيراني أم هذا الحشد المليوني في الشوارع؟"، مضيفاً: "الذين كانوا يُطلقون شعار "لا غزة ولا لبنان، روحي فداء إيران"، ليسوا مستعدّين للتضحية بأرواحهم من أجل إيران".

واعتبر خامنئي أن كارثة الطائرة "حادث مرير أحرق قلبنا"، لكنّه تدارك بأنّ "العدو ابتهج بذات القدر، متوهّمين أنّهم حصلوا على ما يُمكّنهم من التشكيك من خلاله بـ"الحرس الثوري" والقوّات المسلّحة والجمهوريّة الإسلاميّة ككل". وأكد أن عمل قائد "فيلق القدس" السابق الجنرال قاسم سليماني خارج حدود البلاد كان من أجل "أمن" إيران، مشيراً إلى أن الشعب يؤيّد "الحزم والمقاومة" في مواجهة "أعداء" البلاد. ورأى أنّ "اليوم الذي خرجت فيه عشرات الملايين في إيران ومئات الآلاف في العراق وبعض الدول للمشاركة في مراسم تشييع سليماني... كان يوماً من أيّام الله". وتابع المرشد الأعلى: "قتلوا شخصاً كان القائد الأكثر قوّة في الحرب على الإرهاب، بعمليّة غادرة وجبانة وقد اعترفوا بها، فأي خزي وعار أكبر من ذلك لهم؟"، مؤكداً أن "فيلق القدس... هم مقاتلون بلا حدود، وسيكونون حيث لزم تواجدهم وسيُحافظون على كرامة المضطهدين".

كما شدّد على أنّ "اليوم الذي دكّت فيه صواريخ "الحرس الثوري" القاعدة الأميركيّة (في العراق) كان أيضاً يوماً من أيّام الله"، مضيفاً: "لقد رأيتم قدرة الشعب في توجيه الصفعة لقوّة الاستكبار والغطرسة، ما يُشير إلى القدرة الإلهيّة". وعن الاتفاق النووي، الذي يُسمّم العلاقات بين إيران والمجتمع الدولي، ندّد خامنئي بالحكومات البريطانيّة والفرنسيّة والألمانيّة، معتبراً أنّها "في خدمة مصالح الولايات المتحدة ولا يُمكن الوثوق بها"، ولفت إلى أنّه حذّر "في وقت سابق من هذه الدول الأوروبّية الثلاث في موضوع الاتفاق النووي، باعتبارها أذيالاً لأميركا"، مشيراً إلى أنّها "حكومات جبانة تُريد من الأمّة الإيرانيّة أن تركع".

ووسط المعلومات التي تتحدّث عن خلافات كبيرة في الداخل الإيراني على خلفيّة كارثة الطائرة الأوكرانيّة التي أسقطها "الحرس الثوري" بصاروخَيْن بعد إقلاعها من "مطار الخميني" في طهران، رصدت الكاميرات لقطة غير اعتياديّة من قبل الرئيس حسن روحاني تجاه خامنئي خلال صلاة الجمعة، التي كان التلفزيون الإيراني يبثها مباشرةً على الهواء.

وأثار مقطع فيديو يُظهر روحاني وهو يستعجل بالنهوض بالرغم من أن خامنئي كان لم ينتهِ بعد من "التسليم"، جدلاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي، حول الخلاف المتفجّر بين الرجلَيْن، خصوصاً في ملف التعامل مع أزمة الطائرة المنكوبة. وأفاد ناشطون إيرانيّون بأنّ وسائل الإعلام المقرّبة من المرشد الأعلى، انتقدت روحاني بشدّة بسبب هذا الموقف، وسط تباين في الرؤى بين الحكومة الإيرانيّة و"الحرس الثوري" في قضايا عدّة.

وبدأت الخلافات السياسيّة الداخليّة بين مؤسّسات السلطة في طهران تطفو على السطح بشكل واضح، عندما ألقت الحكومة الإيرانيّة باللوم على "الحرس الثوري" بخصوص "الأوكرانيّة"، ما أثار غضب "الحرس".


MISS 3