محمد دهشة

تحرّكات غاضبة في صيدا: إقفال طرقات وحزام نار من دون صدام مع القوى الأمنية

20 كانون الثاني 2020

02 : 00

محتجّون حول الشعلة في صيدا

لم تهدأ "ساحة الثورة" عند "تقاطع ايليا" في صيدا، رغم الطقس الماطر والبارد، نزل الناشطون في "حراك صيدا" اليها، لمواصلة تحركاتهم الاحتجاجية والضغط باتجاه تحقيق مطالبهم من جهة والتضامن مع المتظاهرين في بيروت الذين خاضوا مواجهات عنيفة مع القوى الامنية من جهة أخرى.

"التقاطع" الذي فتح مساربه أمام حركة المرور باتجاهاته كافة بعد "التفاهم" مع الجيش اللبناني وازالة الخيم، عاد واقفل على شارات "الحراك"، الذين لم يلتزموا بـ "الضوء الاحمر"، تمددوا الى وسطه بـ "الشارة الخضراء"، متجاوزين ضوء الانتظار "البرتقالي"، وأضاؤوا على طريقتهم "شعلة الثورة" لمناسبة مرور ثلاثة أشهر على اندلاع شرارتها في 17 تشرين الاول الماضي.

وأكدت مصادر الحراك لـ "نداء الوطن"، ان ناشطي صيدا لا يمكنهم ان يقفوا مكتوفي الايدي إزاء ما يجري في باقي الساحات وخاصة مع المتظاهرين في بيروت، غير انهم اختاروا لأنفسهم اسلوباً "سلمياً" في التعبير عن موقفهم، من دون أي صدام مع القوى الامنية، فنزلوا الى وسط الساحة، نظموا "وقفة تضامنية"، رددوا "هتافات ضد الفساد والمفسدين"، مؤكدين "مواصلة تحركاتهم حتى تحقيق مطالبهم وفي مقدمها "وقف الهدر والمحسوبيات ومحاسبة المسؤولين عن نهب المال العام"، ثم انطلقوا مجموعات متفرقة الاولى قطعت عدداً من الطرقات بالاطارات ومستوعبات النفايات المشتعلة، وتحديدا عند "البوابة الفوقا"، وبالقرب من المدينة الصناعية الاولى، الطريق البحري مقابل المرفأ الجديد، والثانية قامت بطلاء "ماكينات السحب النقدي" – الصراف الالي، باللون الأسود، وكتبت على أبواب وجدران عدد من المصارف، عبارة "مش دافعين" وعبارات ضد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، إضافة إلى عبارات نابية، كما رشوا كلمة "حرامي" عند باب مؤسسة الكهرباء، قبل ان تقوم مجموعة ثالثة فجرا بإشعال "حزام ناري" أمام مدخل فرع المؤسسة في رسالة احتجاج وغضب، فيما جال شبان آخرون ملثمون في أزقة المدينة وشوارعها، وهم يهتفون "ثورة، ثورة".

كر وفر

خطوات التضامن التي وصفت بعمليات "الكر والفر" مع القوى الامنية التي أعادت فتح الطرقات، لم يتخللها أي مواجهة مباشرة او اعمال شغب او تخريب، على قاعدة "إقطع طريق.. اضرم النار، وارحل دون اي صدام"، وفق ما اشار احد الناشطين لـ "نداء الوطن"، الذي أكد أن عددا من "ثوار صيدا" شاركوا في احتجاجات بيروت، وقد أصيب أمين سر المكتب الطلابي في "التنظيم الشعبي الناصري" أحمد الأشقر برصاصة مطاطية إصابة طفيفة.

واللافت في "حراك صيدا" وفي رسالة تأكيد على استمراره، الحرص على إضاءة "شعلة الثورة" لمناسبة مرور ثلاثة أشهر على انطلاق الإنتفاضة الشعبية، مؤكدين ان "الانتفاضة الشعبية" مستمرة حتى تحقيق كل المطالب المحقة التي تنادي بها الثورة منذ اليوم الاول ولن تستطيع السلطة ان تطفئ شعلتها وذلك وسط اجراءات امنية للجيش اللبناني.

وقالت الناشطة في الحراك جمال عيسى لـ "نداء الوطن"، لقد اردنا مع مرور ثلاثة أشهر على اندلاع الثورة الشعبية، اضاءة شعلتها بتجمع رمزي في "ساحة 17 تشرين"، للاعلان بشكل حازم اننا مستمرون بها وباقون على مطالبنا المحقة في اقامة دولة العدالة والمساواة وحفظ كرامة الانسان، وللتأكيد أننا نرفض تشكيل الحكومة العتيدة من نفس الطاقم السياسي الذي ما زال يختلف على المحاصصة وتقسيم الحقائب والاسماء ولم يستجب لما يجري في الشارع بل بات يعتمد القوة والاسلوب البوليسي في محاول لثني الثوار عن اهدافهم، في دليل اضافي على ان المسؤولين غير مهتمين بصوت الشارع واوجاع الناس، لكن صوتنا سيبقى عاليا، قد يخفت حينا ثم يعلو احيانا، قد تتغير اساليب "الحراك" لكن "الثورة" باقية، والشعب باق على مطالبه المحقة، وسوف يثور اكثر، لان الجوع دخل الى كل بيت، ونحن مستمرون وسنحقق كامل مطالبنا مهما حاولوا اللعب علينا.


MISS 3