أكد "احترام حظر السلاح" و"وقف التدخّل الخارجي"

"مؤتمر برلين"... لا حلّ عسكرياً في ليبيا

02 : 00

خلال انعقاد "مؤتمر برلين" أمس

التزم قادة أبرز الدول المعنيّة بالنزاع الليبي احترام حظر إرسال الأسلحة، الذي فرضته الأمم المتحدة العام 2011 والذي سيخضع الآن "لرقابة أقوى من ذي قبل"، ووقف أي تدخّل خارجي في هذا النزاع الدموي، خلال "مؤتمر برلين"، الذي دعا المشاركون فيه إلى "وقف دائم وفعلي لإطلاق النار" في ليبيا، إذ دخل وقف لإطلاق النار بين طرفَيْ النزاع حيّز التنفيذ في 12 كانون الثاني، لكنّه لا يزال هشّاً.

ووافقت 11 دولةً مشاركة في هذا المؤتمر الدولي، الذي عُقِدَ برعاية الأمم المتحدة، بينها روسيا وتركيا، على أن لا "حلّ عسكريّاً" للنزاع الذي يُمزّق ليبيا منذ 10 سنوات، وفق ما أعلنت المستشارة الألمانيّة أنغيلا ميركل في ختام المحادثات، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ومبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا غسان سلامة، الذي أعرب عن رضاه عن المؤتمر، وقال: "اليوم كان يوماً عظيماً لإعطائنا دفعة".

وسيجري تنظيم لقاءات بين القادة العسكريين من طرفَيْ النزاع لضمان احترام فعّال ودائم لوقف العمليّات القتاليّة، وستوجّه دعوة "خلال الأيّام المقبلة" في هذا الصدد، وفق ما أكد غوتيريش، الذي دعا طرفَيْ النزاع إلى تشكيل "لجنة عسكريّة" مؤلّفة من 10 مسؤولين عسكريين، 5 من كلّ طرف، من أجل تعزيز وقف إطلاق النار. وقال: "لقد شهدنا تصعيداً في النزاع وصل في الأيّام الأخيرة إلى مستويات خطرة"، مشيراً إلى "خطر تصعيد إقليمي فعلي".

وأوضح غوتيريش أن "جميع المشاركين التزموا عدم التدخّل بعد اليوم في النزاع المسلّح أو في الشؤون الداخليّة لليبيا"، في حين طالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بـ"الكف" عن إرسال مقاتلين سوريين موالين لتركيا إلى طرابلس، دعماً لحكومة الوفاق برئاسة فايز السرّاج. وقال: "من يعتقدون أنّهم يُحقّقون مكاسب من ذلك، لا يُدركون المجازفات التي يُعرّضون أنفسهم ونحن جميعاً لها"، مضيفاً: "يعود إلى الأمم المتحدة أن تتفاوض حول مضمون وقف فعلي لإطلاق النار، من دون أن يطرح أي من الطرفَيْن المتنازعَيْن شروطاً مسبقة". وشدّد ماكرون أيضاً على ضرورة المصادقة على مقرّرات "مؤتمر برلين" في مجلس الأمن الدولي.

من ناحيته، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر، إلى وضع حدّ لسلوكه "العدائي" بما يسمح بتسوية النزاع في ليبيا، وذلك خلال لقائه نظيره الروسي فلاديمير بوتين، الذي أشار إلى أن النزاع الليبي "يُقلق بالتأكيد أوروبا، لأنّه عبر بوابة ليبيا يتوجّه عدد كبير من المهاجرين نحو أوروبا من الشرق الأوسط وإفريقيا"، فيما رأى وزير الخارجيّة الروسي سيرغي لافروف أن طرفَيْ النزاع في ليبيا لم ينجحا في بدء "حوار جدّي ودائم" خلال "مؤتمر برلين"، إذ كما حدث في موسكو، لم يجتمع حفتر والسرّاج في العاصمة الألمانيّة.

بالتوازي، نقلت وكالة الأنباء الإماراتيّة عن وزير الخارجيّة الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان أن أبوظبي "تدعم تحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا على أساس عدم التدخّل في شؤونها الداخليّة". وأشاد الوزير أيضاً بألمانيا لاستضافتها القمّة سعياً للتوصّل إلى تسوية سياسيّة للصراع في ليبيا.


MISS 3