دفعت الأزمة النقدية اللبنانية إلى ظهور ثلاثة أنواع من الدولار، الأول حقيقي، يمثل سعر الصرف الذي يحدده العرض والطلب في السوق، والثاني وهمي وهو دولار الودائع العالق الذي يحدد قيمته سعر الصرف الرسمي ولا يزال يساوي 1515 ليرة. أما النوع الثالث فهو ما بات يُطلق عليه "الدولار النظيف"، أي دولار "حزب الله" المتأتي من بوابة الدعم الإيراني لـ"الحزب" والذي بدأ يحجز مكاناً له في الأسواق.
هذا التعايش "الثلاثي" المستحيل تحت سقف الإقتصاد اللبناني الهزيل، يُمعن في ضرب الإستقرار النقدي ويدفع باتجاه تعميق الأزمات والتحول نحو cash economy الذي يسهل على "حزب الله" تسييل أمواله الناتجة عن أطر تمويله من مصادر مختلفة وإدخالها في الدورة الإقتصادية... و"هذه العمليات التي بقي مردودها "مخبأ" نتيجة التضييق المصرفي وصعوبة تسييلها، أصبحت اليوم سهلة جداً مع تحوّل الإقتصاد نحو "النقدي"، بما يساعد في تعميق هوة فقدان الثقة بالقطاع المصرفي وتوجّه المودعين إلى سحب أموالهم والتحوّل إلى التعامل بالكاش، الأمر الذي يُصعّب تالياً عملية ملاحقة مصادر الأموال والتدقيق بها"، حسبما يلفت الخبير الاقتصادي جان طويلة.
