عماد موسى

عصفورية للجميع

20 كانون الثاني 2020

01 : 58

يوم طُرح موضوع استملاك أراضٍ لبناء مستشفى للأمراض العقلية ("عصفورية "على ما درجت على ألسن العامة) إقترح النائب الراحل شهيد الخوري، على سبيل المزاح: الاكتفاء بتسويرعمشيت، وفي البلدة من الجنون فنون كثيرة.

كانت أياماّ جميلة وتتسع لنكات النواب، ومنهم ألمعيون في حبكها وروايتها وآخرهم نائب كسروان الراحل الياس الخازن واخوه الكسرواني الساكن في جورة بدران خادم قومه وهو ليس بمطران ولا حتى "قندلفت": منصور غانم البون.

والجنون في لبنان محطات مضيئة بقذائف ومفرقعات وتصريحات نارية وتغريدات وما شهدناه يوم السبت، في بعض تجلياته وتعبيراته، أقل ما يُقال فيه حفل شغب وجنون.

فاقتلاع عامود إنارة أو تكسير شارة سير بمعزل عن الأهداف السامية، أو "قبع" بلاطات ورميها على قوى الأمن مشفوعة بـ "سلمية سلمية" جنون. كما أن الإنتقام من رمزية سوليدير وشارع الحمرا ومصرف لبنان، تحت عناوين يصوغها حنا غريب أفضل مني بكثير، هستيريا طبقية.

تسطيل أركان الدولة وإعلان الناطق الفارع الطول باسمهم أنهم أشرف الناس خيلاء وطرف جنون.

الجنون عام، ويتظهر بأشكال عدة: فمن يأكل حصة دسمة من الركل واللكم في جل الديب ليصرّح بعد دقيقتين مادحاً العماد قائد الجيش واخوتنا الضبّاط والجنود، هذا إن لم يرفع الرنجر إلى مستوى رأسه ويؤدي له التحية أهو إنسان متزن أو مضروب؟

وتحوّل بقايا السلطة في أيام المواجهات إلى فئران هائجة حول قالب جبنة عفنة أليس انفصالاً عن الواقع وإنكاراً له؟

إن الأمراض في الجهاز السلطوي المعطوفة على الإنفلات الطائفي والعلماني والطبقي، وعلى التثوير، والتنوير، والتعتير، والتطبيل، والتزمير، تحسسك كلها أنك عضو شرف في عصفورية شاملة جامعة اقتحمها العاقل سيمون أبي رميا بتغريدة هزت وجدان الأمة:

"الإنكار خطيئة والإتعاظ واجب".

فيا حاملي كتابة اسماء الوزراء والحقائب لن يغفر لكم هذه المماطلة وتضييع الوقت من اجل حقيبة من هنا وتسجيل نقطة من هناك الشعب لن يرحم. العار سيلاحقكم".

أخ سيمون لا يمكنك أن تقسو على "جبران" بهذا الشكل، بخاصة أن رئيس تكتل لبنان القوي قالها بالفم الملآن "مستعدون للتضحية ليس بمقعد وزاري واحد بل بكل مقاعدنا".

كما ولا يمكنك أن تغمز من قناة رئيس البلاد الذي استهلك 50 يوماً في مشاورات سبقت الإستشارات ثم أعلن جهاراً أمام أعضاء السلك الديبلوماسي "أننا لا نملك ترف التأخير".

وبالتأكيد لم يقصد أبي رميا بروفسور دياب بتغريدته! الرجل مسكين. مش قادر يشد حتى بدميانوس.

أما وقد أصبحنا في حال فقدان الوزن والمنطق والبوصلة أتشرف بتقديم أقتراح إلى أولياء نعمتنا يقضي بأن يسوّر كل البلد ونشرّعه عصفورية للجميع، فذلك عين العقل.