تغيّر الضغط الجوي سبب للانهيارات الأرضية

02 : 00

يبدو أن تغيرات بسيطة في الضغط الجوي قد تُحدِث انهياراً أرضياً في طقس معيّن. من خلال فهم السبب، يستطيع العلماء تحديد المنحدرات الأكثر عرضة للانهيار.

منذ عشر سنوات تقريباً، تفاجأ الكثيرون باكتشاف رابط بين الانزلاق المتقطع لمساحة "سلامغوليون" في جبال "سان خوان"، في جنوب غرب كولورادو، والتغيرات الحاصلة في الضغط الجوي.

كنا نعرف أن الانهيارات الأرضية تنجم عن الزلازل أو الأمطار الغزيرة، لكن زادت اكتشافات "سلامغوليون" احتمال أن يؤدي تغيّر الضغط الجوي إلى تحريك سفوح التلال ونقلها إلى أماكن أخرى.

في الفترة الأخيرة، أخذ لوكاس بيلاسكيني وزملاؤه من جامعة "رين" في فرنسا بيانات عن الطقس والانهيارات الأرضية من تايوان، حيث تشكّل سفوح التلال شديدة الانحدار والأعاصير خليطاً مثالياً لانهيار الأراضي بشكلٍ متكرر، فحوّلوها إلى نموذج للانهيارات الأرضية.

تبيّن أن الأعاصير قد تؤثر على سفوح التلال عبر جلب الأمطار الغزيرة وزيادة ضغط المياه في المسام الواقعة بين الحُبيبات داخل الرواسب، لكن يتوقف توقيت الانهيارات الأرضية وطبيعتها على الطقس خلال الأشهر السابقة.

كشف نموذج العلماء أن الأمطار الغزيرة بعد موجة جفاف ترفع مستوى المياه فجأةً، فيحصل تغيير كبير وسريع في ضغط المسام ويبدأ انهيار أرضي فوراً. لكنّ الأمطار التي ترافق الإعصار وتسقط في أرض مُشبَعة أصلاً لم تغيّر ضغط المسام بدرجة كافية لإحداث انهيار أرضي. يصبح التغيّر اللاحق في الضغط الجوي، بعد مرور العاصفة مثلاً، كافياً لتحريك الأرض.

يوضح بيلاسكيني: "يشكّل الأثر المترتب على الغلاف الجوي المرحلة الأخيرة من الاندفاع، حين تعجز الأمطار المتساقطة عن متابعة تسلّلها أو عندما تتسارع وتؤثر على المنحدر قبل الأمطار".

تسهم هذه النتائج في تفسير عدم حصول بعض الانهيارات الأرضية إلا بعد ساعات، أو حتى أيام، من تساقط أمطار غزيرة. هي توضح أيضاً الأسباب التي جعلت إعصار "موراكوت" كارثياً: إنه أسوأ إعصار شهدته تايوان في تاريخها. كانت فترة الجفاف التي سبقت الإعصار تشير إلى تراجع منسوب المياه وإحداثه تغيّرات كبرى ومفاجئة في ضغط المسام، ما أدى إلى حصول عدد من الانهيارات الأرضية الفورية.