المُكمّلات الغذائيّة تحرق الدهون لوقتٍ طويل بعد الرياضة

11 : 50

تنتج الجراثيم المعوية كابحاً للشهية يستطيع تفعيل برامج فقدان الوزن المبنية على التمارين الجسدية!أصبحت المنافع الصحية للتمارين المنتظمة معروفة اليوم. لكن لم يتّضح بالقدر نفسه بعد مدى انعكاسها على فقدان الوزن لأن الرياضة تفتح الشهية، ما قد يؤدي إلى زيادة كمية السعرات الحرارية المستهلكة.

نُشِرت نتائج دراسة جديدة في مجلة "الأيض"، وهي تطرح حلاً محتملاً. جرى البحث بالتعاون مع مركز الأبحاث البيئية التابع للجامعات الاسكتلندية، وجامعتَي غلاسكو وغرب اسكتلندا، وكلية "إمبريال كولدج" في لندن. تقع هذه الجامعات كلها في المملكة المتحدة.تكشف الدراسة أن إضافة مكمّل كابح للشهية إلى برنامج من التمارين المعتدلة تزيد احتمال فقدان الوزن، حتى لو لم تتغير الحمية الغذائية.

حصل البحث على التمويل اللازم من "مجلس أبحاث التكنولوجيا الحيوية والعلوم البيولوجية"، واستكشف مكمّلاً اسمه "إينولين إستير البروبيونات".البروبيونات حمض دهني قصير السلسلة ينتجه الجسم حين تهضم الميكروبات المعوية الألياف الغذائية. إنه كابح طبيعي وفاعل للشهية. يتفكك البروبيونات بسرعة داخل الجسم. لتقوية مفعوله إذاً، ربطه العلماء كيماوياً بالإينولين (نوع شائع من الألياف في الثوم والأرضي شوكي والهندباء البرية والبصل).

اشتق عنصر إينولين إستير البروبيونات من هذه العملية.يقول المشرف على الدراسة، دوغلاس موريسون: "في الوقت الراهن، ثمة اهتمام واسع بطريقة تأثير البيئة الميكروبية في الأمعاء على صحة الناس وراحتهم".

استنتج العلماء في أبحاثهم السابقة أن استعمال عنصر إينولين إستير البروبيونات على شكل مكمّل غذائي يزيد وتيرة تأكسد الدهون أو حرقها في الجسم خلال أوقات الراحة. كذلك، كشــــفت الأبحاث أن إينولين إستير البروبيونات يكبح الرغبة في استهلاك منتجات غنية بالسعرات الحرارية. على سبيل المثال، تلقى المشاركون كميات كبيرة من المعكرونة، لكنهم تناولوا في النهاية كمية أقل من تلك التي يستهلكونها في العادة بنسبة 10%.

أما الدراسة الجديدة، فتذكر أن إينولين إستير البروبيونات قد يعزز آثار فقدان الوزن التي تعطيها البرامج الرياضية المعتدلة، من دون الحاجة إلى إحداث أي تعديلات غذائية.

يوضح موريسون: "أثبتنا للمرة الأولى أن هذا الأثر الإيجابي الأخير يستمر حين تتزامن الرياضة مع أخذ إينولين إستير البروبيونات بانتظام". لكن لم تحلل الدراسة فاعلية الحمية الرامية إلى فقدان الوزن تزامناً مع ممارسة التمارين الجسدية وأخذ إينولين إستير البروبيونات.شملت التجربة 20 امرأة تتراوح أعمارهنّ بين 25 و45 عاماً. كان مؤشر كتلة الجسم لدى كل امرأة أعلى من 25. استمرت التجربة طوال أربعة أسابيع.

قسّم الباحثون المشارِكات على مجموعتين من عشر نساء، وشاركت المجموعتان في برامج من التمارين المعتدلة.

تلقّت المجموعة الأولى مُكمّل إينولين إستير البروبيونات، وأخذت المجموعة الثانية مكمّلاً وهمياً يحتوي على السليلوز. حافظت جميع المشارِكات على أنماط غذائية عادية طوال فترة التجربة.

قاس العلماء مستويات تأكسد الدهون في أوقات الراحة لدى كل امرأة، قبل التجربة وبعدها، باستعمال عينات من الدم والغازات جمعوها قبل الفطور وبعده، ثم بعد الغداء. لم تسجّل المجموعة التي مارست التمارين الجسدية تزامناً مع أخذ مكمّل وهمي أي تغيير في تأكسد الدهون بعد التجارب. أما المجموعة التي أخذت إينولين إستير البروبيونات، فسجلت زيادة بارزة في حرق الدهون خلال أوقات الراحة، حتى بعد مرور 7 ساعات على تلقي آخر جرعة من المكمّل.

كانت الدراسة الجديدة صغيرة ومدتها قصيرة، لذا تبرز الحاجة إلى التأكد من استنتاجاتها. تقول داليا مالكوفا التي شاركت في الإشراف على الدراسة: "تبدو هذه النتائج الأولية واعدة طبعاً، لكن تبقى الدراسة محدودة على بعض المستويات، فقد اقتصرت على مجموعة صغيرة من المشاركين وامتدت على أربعة أسابيع فقط. لا نستطيع مثلاً أن نستخلص أي استنتاجات عن أثر زيادة تأكسد الدهون تزامناً مع الرياضة على تركيبة الجسم وكتلته".

يحاول الباحثون نيل التمويل اللازم لإجراء تجارب أخرى عن إينولين إستير البروبيونات، على أن تشمل عدداً إضافياً من المشاركين وتمتد على فترة أطول.


MISS 3