جورج خباز: أؤيّد فرض المواد الفنيّة على المناهج التربويّة

02 : 01

نظّم القسم الثقافي في السفارة الأميركية في بيروت لقاءً مع الممثل والمؤلّف والمخرج جورج خباز، في إطار برنامج Meet the Artist وهو اللقاء الأخير للعام 2022. وتحدّث خباز عن تجربته الفنية الشاملة ونشاطاته.



 

السفيرة شيا مرحبة بخباز




رد خباز على أسئلة الحضور في فقرة "سين وجيم" التي جمعها قسم الشؤون الديبلوماسية من المواهب المشاركة في اللقاء بالإضافة الى أسئلة من نخبة الوجوه في حقلي التمثيل والمسرح، ورداً على سؤال عن تحول لبنان الى استديو تنفذ فيه أعمال فنية على المستوى الإقليمي والذي انعكس إيجاباً في ظل تردي عائدات الإنتاجات والأعمال الفنية التي تكاد تكون شبه معدمة، قال: "للأسف أعادت الأزمة الإقتصادية لبنان الى أن يكون استوديو للمستثمرين في الصناعة السينمائية، ولكننا سنحاول الإستفادة من ذلك على مستوى تبادل الخبرات مع الوافدين من الغرب أو الشرق للعمل في لبنان، وأنا سعيد بهذا الوضع رغم أنه ناجم عن الأزمة لأن لبنان بات أرخص من سواه وسيؤمن ذلك فرص عمل للكثيرين، فضلاً عن أن لبنان يتمتع بالموقع المناسب وبالإمكانيات البشرية وسيشكل ذلك فرصة لتعزيز خبراتنا جراء تبادلها مع حضارات أخرى".

وكشف أن التسمية المفضلة لديه وأحب لقب إلى قلبه هو "رجل المسرح، لأنه يتطلب قوة مواجهة للتحديات ولا سيما المسرح الموسمي اليومي، الذي مارسته مدة 17 سنة، كمنتج ومخرج وكاتب وممثل، حامل البطيخات السبع مع فريق عمل رائع من دون شك".

وفي معرض رده على سؤال عن تأثره بالمسرحيين العالميين أو المحليين وصف الفنان عمر ميقاتي "بالفنان الكبير"، مشيراً الى "تعاون عمره ثماني سنوات في العمل المسرحي كونه نجل الفنان نزار ميقاتي مؤسس المسرح الوطني، مسرح شوشو"، وأشار الى أنه "تعلم منه الكثير فنياً وأخلاقياً، كاشفاً عن تأثره بالأخوين رحباني، زياد الرحباني، شوشو، بعض أعمال نبيه أبو الحسن، يعقوب الشدراوي، ريمون جبارة، أنطوان ولطيفة ملتقى، جلال خوري، دريد لحام وغيرهم".

وعن أصعب تجربة مرتبطة بالمسرح واجهها قال: "تقديم مسرحي الخاص، الذي يتطلب منتجاً يؤمن بك، مسرحاً يتبناك، جمهوراً يقبلك، وأهم من كل ذلك الإيمان بالنفس، ومدى جهوزيتك معنوياً للرفض والقبول، وكل ذلك يشكل صعوبات نفسية من الصعب تخطيها إن لم تتوفر الإمكانية المادية الخاصة للإنتاج"، مشيراً الى اقتراضه عام 2004 مبلغ 35 ألف دولار من أحد المصارف"، متوقعاً في ذلك الوقت إحتمالاً من إثنين رداً على مديره: "إما المواجهة في المحاكم أو إعادة المبلغ المقترض". وأشار خباز الى أن شخصية "عبدو" التي كتبها ومثلها على شاشة أل. بي. سي كانت ورقة رابحة جيرها لاستثماره في مجال المسرح".

وعن دور المسرح في المناطق المهمشة في لبنان اعتبر أنه "لن يكون مجدياً إن لم يتم إدراجه في المنهج التربوي، لأنه يتطلب أرضية جاهزة من الناس، من البيئة الحاضنة كي ينجح"، مثنياً على "خطوة إنشاء المسرح الوطني في كل من صور وطرابلس"، داعيا الى "دخول المسرحيين الى المدارس لتعريف الطلاب من الطبقات المهمشة الى المسرح ودوره في التعبير فيصبح حاجة يطلبونها".

وقال: "نحن كمسرحيين نوظف مشاكلنا في أعمالنا الفنية"، كاشفاً أنه قدم أفضل عروضه المسرحية يوم توفيت جدته"، مشيراً الى أن "المسرح هو إبن اللحظة ولا يعاد، تماما كمغيب الشمس الذي نراه بطريقة مختلفة كل يوم". وقال: "الفن أنقذني لأنه يعزز الثقة بالنفس، وينعكس على حياتنا في المجالات العائلية والإجتماعية والعاطفية". وأشار الى أن "استئنافه النشاط المسرحي مستبعد حالياً بسبب ارتفاع الكلفة على المشاهد اللبناني"، معتبراً أنه "استعاض عن ذلك في التأليف في مجال التلفزيون والسينما وذلك حتى تتحسن الظروف الإقتصادية وتصبح اكثر ملاءمة للعودة الى الإنتاج المسرحي"، مثنياً على تجربة مسرح مونو الأخيرة.

وتوجه بناء على مداخلة إحدى المشاركات الى "جورج خباز الصغير" بقوله: "أنت أهم من أي عمل، ورفاقك المحيطون بك هم أفضل من أي عمل، الناس هم أجمل من أي شيء آخر؛ وحسن إنكليزيتك من أجل أي لقاء محتمل في السفارة الأميركية".

وشدد على "ضرورة وجود التنوع في المسرح من حيث المضمون والمستوى"، مشيراً الى "تقبله أن يكون لديه جمهور واسع وأن لا تحبذ شريحة واسعة من المجتمع مسرحه"، آملا في "حدوث نهضة على مستوى المسرح"، ومتوقفاً عند "النقص العددي في لبنان من حيث الجمهور والذي يعيق تغطية كلفة الإنتاج المسرحي وخصوصاً الإنتاج السينمائي الذي يتطلب إمكانات مادية هائلة".




يرد على أسئلة الجمهور



وكشف أنه "يفضل أن يكتب مسرحية مدتها ساعتان على كتابة خمسين ساعة لمسلسل على التلفزيون"، معتبراً أن "الزمن هو زمن YouTube وأن الوقت الحالي لم يعد ملائماً لتجربة تلفزيونية مثل "عبدو وعبدو".

وعن الأجواء العائلية المشجعة لانخراطه بالفن اعتبر خباز أنه "محظوظ لأنه يتحدر من عائلة فنية تؤمن بحرية الفرد الشخصية وتحترم القرارات والخيارات المهنية وشكلت البيئة الحاضنة لكل أحلامنا"، كاشفاً عن عائلة يمارس أفرادها الفن في مجال السمعي- البصري، الموسيقى، التمثيل والرقص"، معتبراً أن "توظيف الموهبة أصعب من إكتشافها".





ورداً على السؤال الختامي للسفيرة شيا عن مدى تفاعله وتأثره بردات فعل الجمهو، وكيفية قراءته لجمهوره أثناء وجوده على المسرح قال: "متعة المسرح تكمن في اكتشافنا كل ليلة جمهوراً جديداً، هوية هذا الجمهور وعلام سيتوحد، والتحدي هو في إشعاري له أن الحدث الجاري على المسرح يحدث للمرة الأولى، وإن كان العرض الألف، فهذا التحدي اليومي مصحوباً بمتعة اكتشاف الجمهور، متعة إمتاع الناس، يجعلني أكسر الروتين في العرض اليومي". أضاف: "مهمة رجل المسرح عزل مشاعر الناس وهواجسها ومحاولة الإضاءة عليها لوضعها كمرآة أمام وجه .


MISS 3