تمهيد جوّي لعمليّة عسكريّة برّية

تصعيد روسي على شمال غربي سوريا

10 : 53

رجل يبكي ضحايا من عائلته في بلدة كفرنوران أمس (أ ف ب)

تواصل حصيلة الضحايا في ريفَيْ إدلب وحلب ارتفاعها على خلفيّة القصف الجوّي الروسي المكثّف، بحيث بات عدد القتلى في صفوف المدنيين 22 شخصاً، بينهم 13 طفلاً، بحسب ما أفاد "المرصد السوري لحقوق الانسان"، الذي كشف أن 8 منهم من عائلة واحدة وهم رجل وزوجته وأطفالهما الستة، إضافةً إلى رجل آخر جرّاء القصف على قرية كفرتعال غربي حلب، كما قُتِلَ نحو سبعة أشخاص من العائلات النازحة، بينهم 3 أطفال، جرّاء القصف على بلدة كفرنوران في ريف حلب، ورجلان بالقصف على محيط البارة جنوبي إدلب، وطفلتان مهجّرتان من ريف حماة بقصف على قرية جدرايا غربي حلب، وطفلة مهجّرة من الهبيط بالقصف على أرحاب غربي حلب، وطفل بالقصف على تقاد في الريف ذاته، مشيراً إلى أن عدد القتلى مرشّح للارتفاع لوجود أكثر من 42 جريحاً في مناطق متفرّقة، بعضهم في حالات حرجة.

وفيما تُشدّد الضربات المتجدّدة الخناق حول آخر معقل رئيسي للجهاديين في البلاد، ذكرت وكالة الأنباء السوريّة الرسميّة "سانا" أن الهجمات الصاروخيّة الانتقاميّة التي نسبتها إلى الجهاديين والفصائل المسلّحة الأخرى، أسفرت عن مقتل ثلاثة مدنيين في مدينة حلب، التي تُسيطر عليها الحكومة في شمال سوريا.

كذلك، قُتِلَ عنصران من قوّات النظام جرّاء استهداف الفصائل المقاتلة دشمة متقدّمة على محور عطيرة في جبل التركمان في ريف اللاذقيّة الشمالي. كما استهدفت الفصائل تجمّعاً للقوّات الحكوميّة في محور أبو دفنة في ريف إدلب الشرقي، ما تسبّب بمقتل ثلاثة وإصابة آخرين، فيما قُتِلَ 11 مقاتلاً جرّاء القصف الجوّي الروسي الذي استهدف تجمّعاً في بلدة معردبسة في ريف إدلب الشرقي، وفق "المرصد السوري".وتتعرّض محافظة إدلب، الواقعة بمعظمها تحت سيطرة "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً) وتنتشر فيها فصائل مقاتلة أقلّ نفوذاً، منذ منتصف كانون الأوّل، لتصعيد في القصف يتركّز في ريف المحافظة الجنوبي والجنوبي الشرقي، حيث حقّقت قوّات النظام تقدّماً بسيطرتها على عشرات القرى والبلدات.

وفي هذا الصدد، قال مدير "المرصد السوري" رامي عبد الرحمن إنّ "القصف، منذ ثلاثة أيّام، على محافظة إدلب ومحيطها، خصوصاً في غرب حلب، هو روسي حصراً"، لافتاً إلى أنّهم "يُريدون أن يُبعدوا الجهاديين والفصائل عن حلب المدينة وطريق حلب - دمشق". ورأى أن هذا القصف "قد يكون تمهيداً لعمليّة عسكريّة برّية، خصوصاً وأن النظام أرسل حشوداً إلى أطراف مدينة حلب خلال الأسابيع الماضية".توازياً، كشف وزير الخارجيّة التركي مولود تشاووش أوغلو أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، دعا نظيره الروسي فلاديمير بوتين إلى المساعدة في وقف زحف الجيش السوري على منطقة وقف التصعيد في إدلب. وأوضح أوغلو أن هذا الحوار حصل بين الرئيسَيْن على هامش المؤتمر الدولي حول ليبيا في برلين، لافتاً إلى أن أردوغان طالب بوتين بالتدخّل "لوقف هجمات النظام السوري على منطقة وقف التصعيد في إدلب".وأشار الوزير التركي إلى أن "أردوغان أطلع الرئيس الروسي على بيانات إحصائيّة، وشرح مدى جدّية الوضع في إدلب"، مشدّداً على أن "الرئيس التركي أبلغ نظيره الروسي صراحة بأنّ الهجمات يجب أن تتوقف. لقد وجّهنا إلى المجتمع الدولي النداء ذاته". وتنشر روسيا قوّاتها في كافة أنحاء سوريا لدعم النظام السوري، في حين تعمل مجموعة من أفراد الأمن الخاص الروسي على الأرض. وكانت قوّات النظام وحليفتها روسيا قد صعّدت منذ كانون الأوّل، عمليّاتها في المنطقة، وتحديداً في ريف إدلب الجنوبي، ما دفع نحو 350 ألف شخص إلى النزوح في اتجاه مناطق شمالاً أكثر أمناً، وفق الأمم المتحدة.وبعد أسابيع من القصف العنيف، أعلنت روسيا في التاسع من الشهر الحالي التوصّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار أكدته تركيا لاحقاً. إلّا أن وقف إطلاق النار لم يستمرّ سوى بضعة أيّام، قبل أن تُعاود المقاتلات منذ منتصف الأسبوع الماضي التصعيد في المنطقة، إذ تُكرّر دمشق نيّتها استعادة كامل إدلب ومحيطها.

وتُعاني محافظة إدلب من وضع إنساني خطر مع تحذير مجموعات الإغاثة من موجة نزوح على نطاق غير مسبوق، إذ حذّرت لجنة الإنقاذ الدوليّة من أن 650 ألف شخص آخرين، معظمهم من الأطفال والنساء، قد ينزحون أيضاً في حال استمرار العنف.