الكرملين يتطلّع إلى وصول نمو الناتج المحلي إلى 4%

بوتين يستثمر مئات مليارات الدولارات في البنية التحتية

02 : 00

تستعدّ روسيا لتحسين بنيتها التحتية ولا سيّما السكك الحديد

يعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، باستثمار عشرات تريليونات الروبل في البنية التحتية المتداعية في بلاده وغيرها من القطاعات على مدار السنوات الخمس المقبلة في محاولة لتحفيز النمو الاقتصادي الهزيل.

وتعهّد رئيس الوزراء الروسي الجديد ميخائيل ميشوستين، الذي عيّنه بوتين الأسبوع الماضي، بتسريع "المشاريع الوطنية". فقد توقف العمل في تنفيذ هذه المشاريع تقريباً منذ الكشف عنها مطلع 2018. ويهدف الكرملين إلى الوصول بإجمالي الناتج المحلي إلى نسبة 4%، وهو هدف طموح نظراً لتوقعات البنك الدولي بأن لا تتجاوز هذه النسبة ما بين 1,6% و1,8% للفترة 2020-2021.

وخصص بوتين 25,7 تريليون روبل (اي 375 مليار يورو أو 414 مليار دولار) للاستثمار في جميع القطاعات تقريباً وهي الرقمنة، والسكان، والبيئة، والتعليم، والطرق، والثقافة والصحة، من الآن حتى نهاية ولايته الحالية في العام 2024.

وستأتي معظم هذه الأموال من الخزينة العامة بما يشمل زيادة ضريبة القيمة المضافة العام الماضي، بينما سيأتي نحو الثلث من الاستثمارات الخاصة. وطلب ميشوستين من أعضاء حكومته الجديدة التي وافق عليها بوتين أمس الأول، تقديم اقتراحاتهم لتنفيذ مشاريع وطنية في 20 شباط.

وروسيا هي أكبر دولة في العالم من حيث المساحة، إلا أنها تعاني من تقادم بناها التحتية التي لا تلبي متطلبات التجارة المعولمة. ولذلك سيتم تخصيص ربع إجمالي ميزانية الاستثمارات لتحسين سكك الحديد وطرق المواصلات الجوية والبرية والبحرية والقنوات المائية الداخلية. ويتم العمل على بناء شبكة طرق سريعة حديثة، يصل طول أحدها إلى 300 كلم تصل ما بين موسكو وكازان إلى الشرق من العاصمة. وتمّت الموافقة على خطة لتطوير شبكات السكك الحديد الروسية بما في ذلك توسيع النشاطات الخارجية لشركة السكك الوطنية "ار زد دي" وبناء خطوط عالية السرعة. كما تعتزم روسيا إكمال بناء عدد من خطوط أنابيب الغاز والنفط، وتطوير خطوط بحرية باتجاه القطب الشمالي الذي أصبح الوصول إليه أكثر سهولة بسبب التغير المناخي.

وفي ما يتعلق بالمشاريع البيئية سيتم رصد نسبة 16% من إجمالي الاستثمارات لهذا القطاع، بعد أن بدأ البلد الذي يأتي في المرتبة الرابعة بين الدول الأكثر تلويثاً للبيئة، يتنبه لتحديات ومشاكل تدمير البيئة. وتريد السلطات خفض الانبعاثات بنسبة 20% في المدن الأكثر تلويثاً للهواء في العام 2024. كما سيتم إنشاء العديد من الحدائق الوطنية وتُبذل جهود لخفض تدفق مياه الصرف الصحي الى نهر الفولغا العظيم وبحيرة بايكال للمياه العذبة.

ومع وجود مناطق شاسعة داخل الدائرة القطبية الشمالية، حيث تم تصميم البنية التحتية بما يتلاءم مع التربة الصقيعية، تُعَدّ روسيا واحدة من أكثر البلدان تعرضاً لتأثيرات الاحتباس الحراري وشهدت فيضانات خطيرة وحرائق غابات هائلة أخيراً.

الى ذلك يرغب الرئيس الروسي كذلك في معالجة قضيتين تعتبران نقطة الضعف في روسيا هما انخفاض عدد السكان والصحة. وقال بوتين في خطابه السنوي أمام البرلمان الأسبوع الماضي "إن مصير روسيا وآفاقها التاريخية تعتمد على عددنا".

وتشهد روسيا انخفاضاً في معدل المواليد الجدد لأن جيل الآباء والأمهات الحالي ولد في التسعينات، وهي الفترة التي انخفض فيها معدل المواليد بشكل كبير بسبب حالة عدم الاستقرار الاقتصادي. وتقلص عدد سكان روسيا بنحو خمسة ملايين شخص منذ 1991، ولكن بوتين قال انه يريد زيادة عدد المواليد الجدد من معدله الحالي وهو 1,5إلى 1,7 لكل امرأة بحلول 2024.

ولتحقيق ذلك أعلن عن حوافز مالية جديدة للآباء والأمهات الذين ينجبون أكثر من طفل. ويريد بوتين زيادة معدل حياة الروس من خلال التشجيع على ممارسة الرياضة والاهتمام بكبار السن بشكل أفضل. كما تسعى روسيا الى خفض عدد وفيات حوادث الطرق كل عام بمقدار الثلث.

ومن بين الاجراءات المزمعة البدء بتشغيل شبكات الجيل الخامس للأجهزة المحمولة في عشر مدن في العام 2024. كما تخطط الحكومة لتشجيع انتاج اجهزة الاتصالات الروسية وإلزام مصنعي الهواتف الذكية تركيب برامج روسية على الهواتف قبل بيعها.

(أ ف ب)


MISS 3