بيروت تشهد على الاعتراض... والراعي: لنمنحها فرصة للعمل

يوم حكومة دياب الأول: ثورة ومواجهات واسعة لإسقاطها

02 : 00

ما كادت حكومة "العهد الثالثة" تلتقط انفاسها و"صورتها التذكارية"، وتلتئم في اولى جلساتها في قصر بعبدا، وما كاد رئيسها حسان دياب يتسلم مهامه رسمياً في السراي الحكومي ويحدّد عناوين العمل الرئيسية لحكومته، حتى "عاجله" الثوار بتحركات جديدة في الشارع، شكّلت امتداداً لمشهد الاحتجاجات المستمر منذ 98 يوماً، على الوضع القائم ورفضاً لحكومة لا تلبي تطلعاتهم. وظلّ محيط مجلس النواب هدفاً رئيسياً للمتظاهرين، وتحولّ ساحة للمواجهات بين القوى الامنية ومحتجين حاولوا ازالة التحصينات الحديدية عند البوابة المستحدثة عند احد مداخل المجلس، وإزالة الشريط الشائك ورمي الحجارة والمفرقعات النارية. واحتدمت المواجهات ليلاً، وتوسعت دائرتها بعد انتقالها الى بعض الشوارع الداخلية. واستخدمت قوات مكافحة الشغب خراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع، ما اوقع عدداً من الجرحى، لُيترجم الثوار غضبهم قطعاً للطرق والاوتوسترادات في مناطق عدة، في وقت نأى تيار "المستقبل" بنفسه عما جرى، مؤكداً عدم علاقته بالمواجهات قبالة مجلس النواب.

وخاطب رئيس الجمهورية ميشال عون الوزراء الجدد: "مهمتكم دقيقة وعليكم اكتساب ثقة اللبنانيين والعمل لتحقيق الاهداف التي يتطلعون اليها سواء بالنسبة الى المطالب الحياتية التي تحتاج الى تحقيق، او الاوضاع الاقتصادية التي تردت نتيجة تراكمها على مدى سنوات طويلة". وشدد على ضرورة العمل لمعالجة الاوضاع الاقتصادية واستعادة ثقة المجتمع الدولي بالمؤسسات اللبنانية، والعمل على طمأنة اللبنانيين الى مستقبلهم. وقال: "لقد سبق ان اعددنا خطة اقتصادية واصلاحات مالية سيقع على عاتق الحكومة تطبيقها او تعديلها عند الضرورة". ودعا إلى "عقد جلسات متتالية لمجلس الوزراء لانجاز جداول الاعمال وتعويض ما فاتنا خلال الاسابيع الماضية".

ومن قصر بعبدا انتقل دياب الى السراي الحكومي حيث أقيمت له مراسم تشريفات رسمية. واعتبر في دردشة صحافية انه يمثل ووزراء آخرين الحراك. وقال: "اقالة حاكم مصرف لبنان غير واردة حالياً ونريد ان نبني على الايجايية". وكشف أنه "التقى سفراء اجانب سابقاً بشكل خارج عن البروتوكول وجميعهم ابدوا استعدادهم للتعاون مع لبنان وسنلتقي جميع السفراء". وأكد أنه سيزور دار الفتوى قريباً.

وعن البيان الوزاري، أشار الى أن "هناك أموراً عدة سننظر لها في البيان الوزاري من ضمنها معادلة جيش وشعب ومقاومة وسنحاول انجازه سريعاً ولا اريد ان التزم بمهلة". وشدد على أن "ما يتعلق بالشق المطلبي، الشارع معه كلّ الحق، أما بالنسبة للحراك التدميري والسياسي فهو لا يخدم الحراك الحقيقي". واوضح ان "نهج الحكومة المالي والاقتصادي سيكون مختلفاً كلياً عن الحكومات السابقة.

وعرض دياب مساء مع وزير الداخلية محمد فهمي، للأوضاع الأمنية والإجراءات التي تنفذها قوى الأمن للمحافظة على الأمن، بحضور المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، ثم استقبل نائب رئيس الحكومة وزيرة الدفاع الوطني زينة عكر.

وفيما تجتمع اللجنة الوزارية التي شكلها مجلس الوزراء لصوغ البيان الوزاري برئاسة دياب عند الساعة الحادية عشرة قبل ظهر غد الجمعة في السراي الكبير، تجري اليوم عملية التسليم والتسلم في وزارة المالية بين الوزير السابق علي حسن خليل والوزير الجديد غازي وزني.

وفي وزارة الاقتصاد والتجارة بين الوزير السابق منصور بطيش والوزير راوول نعمه، وفي وزارة الاعلام بين الوزير السابق جمال الجراح والوزيرة منال عبد الصمد، بعدما تسلمت امس وزيرة الدفاع زينة عكر عدرا مهامها من الوزير السابق الياس بو صعب.

وطالب البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الشعب بأن "لا يتسرّع بالتشكيك والرفض وأن يمنح الحكومة فرصة وضع برنامج إنقاذي وخطّة عمل. ويجب على الحكومة أن تنال الثقة وتكسبها وتستحقها من الشعب اللبناني. كما أن أعمال الشغب وتكسير الممتلكات العامة والخاصة وحرق الدواليب وقطع الطرقات لا تجوز في هذه المرحلة، فلنمنح الحكومة فرصة للعمل". واتصل الراعي بدياب مهنئاً.

وعن التعرض للاملاك الخاصة، دان النائب نهاد المشنوق ورفض "هذا العنف، وتدمير أرزاق الناس في وسط بيروت". واشار الى ان "الإنتفاضة قامت بوجه السلطة وليس لتخريب المدينة على حساب أهلها وتجّارها". وقال: "هذا سيفتح الباب أكثر وأكثر لمزيد من القمع الفوضوي وإسالة الدماء"، وسأل: "ألا يكفي بيروت حرمانها من التمثيل الوزاري المباشر"؟.