الأبيض من بعلبك: تمكنا من الحد من انتشار الكوليرا ولكن الوباء لم ينته بعد

14 : 14

جال وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض في محافظة بعلبك الهرمل، لمتابعة سير عمل المرحلة الثانية من التلقيح ضد "الكوليرا"، برفقة رئيس دائرة المستشفيات والمستوصفات في الوزارة هشام فواز، وفد من اليونيسف برئاسة كياو أونغ، مديرة المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في البقاع غواندولين مينسا، وممثلي منظمة "ميدير" ومؤسسة "عامل"، وكان في استقباله عضو تكتل بعلبك الهرمل النائب علي المقداد، رئيس مستشفى بعلبك الحكومي د. عباس شكر، ورئيس قسم الصحة في قضاء بعلبك د. علي صبحي هزيمة.

المحطة الأولى للجولة كانت في مركز اتحاد بلديات بعلبك حيث التقى رئيس الاتحاد شفيق قاسم شحادة ونائبه جمال عبد الساتر، رئيس بلدية بعلبك فؤاد بلوق ورؤساء بلديات، مدير "الهيئة الصحية الإسلامية" في البقاع عباس معاوية، رئيس مركز الصليب الأحمر اللبناني في بعلبك رامي الفيتروني، رئيس رابطة مختاري بعلبك علي عثمان ومخاتير المدينة، وفاعليات صحية واجتماعية.


تمنى الوزير الأبيض أن "تكون السنة القادمة سنة خير على كل اللبنانيين"، مشيراً إلى أن " هدف الزيارة الأساس هو استكمال الإجراءات في موضوع الكوليرا، ونحن الحمد لله بفضل جهودنا سوياً بالتعاون مع المنظمات الدولية والبلديات والاتحادات البلدية وكل المؤسسات المتعاونة مع الوزارة، تمكنا من الحد من انتشار الكوليرا، ولكن الوباء لم ينته بعد، فنرى بعض البؤر هنا أو هناك، مما يستدعي متابعة إجراءاتنا لتأمين الحماية المطلوبة".


وأكد ان "موضوع اللقاح أساسي ومهم، وفي العالم هناك انتشار للوباء في 30 بلداً، في حين ان كمية اللقاحات انتهت تقريباً، ونحن لدينا 900 ألف لقاح نستخدمها لتأمين الحماية الأساسية للحد من انتشار الكوليرا في بلدنا، والمخاطر متعددة، سواء نتيحة التنقل عبر الحدود، اضافه إلى المشاكل التي نواجهها في شبكة الخدمات الأرضية، التي تجعل هناك إمكانية لانتشار الكوليرا. لذا من المهم أن نأخذ اللقاح الذي يؤمن الحماية للجميع، والشكر الكبير للمؤسسات الدولية، وبخاصة إلى منظمة الصحة العالمية واليونيسف والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين التي أمنت لنا اللقاح، والشكر موصول للجمعيات العاملة ومنها الصليب الاحمر اللبناني ومؤسسة عامل وغيرها، والمؤسسات المتعاونة معنا مثل الهيئة الصحية الإسلامية وكل الذين يساعدوننا في هذه الحملة".


ورأى أن "نجاح هذه الحملة يتوقف على الفعاليات على الأرض، فأنتم أكثر ثقة والتصاقا بالناس، ويستمعون الى نصائحكم، لذا نأمل ان تكونوا معنا، كما كان الجهد والتكامل في مواجهة جائحة الكورونا، أن تكونوا سندا لنا لاستكمال الخطوات. وربّ ضارة نافعة بأن نسلط الضوء على الوضع المتردي لشبكة خدمات المياه والمياه المبتذلة ومشكلة النفايات وغيرها".


وطالب "المنظمات الدولية بأن تزيد الدعم للمناطق التي تحتضن النازحين، فهي تستأهل كل الدعم، خاصة وان الفحوص التي نجريها والتي قامت بها إتحادات البلديات والبلديات اثبتت ان هناك تلوثاً في بعض مصادر المياه، وهذا الأمر من الممكن أن يكون مدخلاً لانتشار اوبئة أخرى تؤثر على صحة الناس اذا لم نتداركه".

وأشار إلى أن "الوزارة قامت بتأمين مختبر لفحص مصادر المياه بشكل مجاني في مستشفى بعلبك الحكومي، حتى نتدارك أي تلوث طارئ بالتعاون مع وزارة الطاقة والمياه والشركاء الدوليين، فقد رصد الاتحاد الأوروبي عبر منظمة اليونيسف 30 مليون يورو لشبكات الصرف الصحي ومحطات تكرير المياه المبتذلة، ومنها محطة إيعات التي نسعى لتكبيرها وتحديثها، ومشاريع اخرى لتأمين المياه الآمنة، ونعدكم بأننا سنبقى نتابع هذا الموضوع سواء مع النواب أو رؤساء الاتحادات البلدية والبلديات، لنرفع الصوت عاليا من أجل معالجة الخلل في الشبكات والمحطات، لحل مشاكلها ولكي تعمل بالشكل المطلوب".


وتابع: "كما أننا سنواكب الوضع الصحي والاستشفائي وموضوع تأمين الدواء. هناك في لبنان مناطق عانت حرماناً مزمناً، ومنها في الموضوع الصحي، ومخططاتنا في الوزارة تقضي بدعم المستشفيات الحكومية بصوره خاصة والمستشفيات عامة في هذه المناطق، وقبل مدة افتتحنا قسماً للعناية بالأطفال الخدج، ونأمل أن يبصر النور المشروع الذي طالما انتظرناه من البنك الاسلامي للتنمية لتأمين اقسام الاشعة والتمييل في مستشفى بعلبك الحكومي الذي حركنا تلزيمه مجددا. كما اننا نتابع مع رئيس بلدية حربتا استكمال الأوراق المطلوبة لبناء المستشفى الحكومي في حربتا، وهناك زيارة قريبة إلى الكويت لتحريك هذا الموضوع، ونأمل أن تكون سنة 2023 جيدة بالنسبة إلى الإستشفاء".

واعتبر أنه "في السقوف المالية للمستشفيات حصة الأسد لمستشفى بعلبك الحكومي ومستشفى دار الأمل الجامعي التي تم رفع السقف المالي لها بشكل ممتاز. وكما وعدنا المستشفيات فإن موضوع مستحقاتها أصبح في عهدة وزارة المالية، ونأمل دفع قيمة العقود والمستحقات للموظفين مطلع شهر شباط القادم، لكي تتمكن المستشفيات من تأمين الخدمات الاستشفائية بالشكل المطلوب، وهناك كمية من الأدوية ستسلم بداية شهر كانون الثاني المقبل لمراكز الرعاية لتأمين الدواء المجاني للمرضى".


وختم الوزير الأبيض: "الكوليرا كانت فرصة جيدة للتعاون الوثيق بين وزارة الصحة العامة ووزارة الداخلية والبلديات عبركم في الاتحادات والبلديات، وحتى لو انتهت أزمة الكوليرا نعدكم بأن التواصل والتلاقي سيستمر لنرتقي بالخدمات الصحية والإستشفائية في المنطقة".





وبدوره النائب المقداد قال: "نرحب بمعالي وزير الصحة في منطقة بعلبك الهرمل، وخصوصاً في هذه الايام المجيدة، فكل عام وأنتم بخير، ونأمل ان تعم أجواء الميلاد المجيد على لبنان بأن يتحقق انتخاب رئيس الجمهورية، وقد أصبح الحوار ضرورياً جداً لكي نتفق على انتخاب رئيس للجمهورية".

وأضاف: هدفنا في هذه اللقاءات تقييم وتحسين الوضع الصحي في بعلبك الهرمل، وعلينا العمل لكي نحول الأزمة إلى فرصة، كما حصل في الكورونا التي كانت مناسبة لتجهيز مستشفياتنا باقسام العناية الفائقة والأسرة لاستقبال المرضى من مختلف المناطق اللبنانية ومعالجتهم في مستشفيات بعلبك".


وأكد "ضرورة تفعيل حملة التلقيح ضد الكوليرا، لأن الكوليرا قد تستمر لسنوات إذا لم نحسن المعالحة، وهذا مشوار طويل، ولا بد من تذكير الناس بأن هناك العديد من البؤر ما زالت موجودة، ومن الوسائل الاساسية لحماية ناسنا وبلدنا الإقبال على تلقي اللقاح، ومعالجة المشاكل قبل أن تستفحل، وهنا اغتنم الفرصة لأتوجه إلى المجتمع الدولي الذي يتعاطى معنا بشيء من الخفة، للإشارة إلى أن من أسباب انتشار الكوليرا تلوث مصادر المياه الناجم عن الصرف الصحي غير المنضبط وغير الصحي في مخيمات النازحين السوريين، فلدينا في لبنان نحو مليوني نازح، وقد اثبتت الدراسات التي أجرتها الهيئة الصحية الإسلامية والبلديات لفحوص المياه في منطقتنا وجود تلوث، ولكن المعالجة للمياه المبتذلة والصرف الصحي تحتاج الى إمكانيات، ونحن نطالب المجتمع الدولي الذي يغطي النازحين في لبنان وينفق عليهم في المدارس والطبابة والمساعدات ان يتحمل مسؤوليته، وبات من المهم عودة النازحين إلى بلدهم بعدما توفرت كل المعطيات التي تؤكد الحرص على أمنهم وسلامتهم بعد العودة، وإذا كان هناك إصرار على بقائهم، وهم أخوتنا وأشقاء أعزاء، فيجب تأمين الحد الأدنى من الخدمات الصحية لهم، وأولها معالجة الصرف الصحي ووضع حد لتلوث مصادر المياه، وهذا يتطلب على الأقل توفير 100 مليون دولار للبنان لهذه الغاية، في الوقت الذي تتلقى بعض البلدان من المجتمع الدولي مليارات الدولارات كمساعدات لمواجهة أزمة النزوح".


وشدد على "دعم مستشفى بعلبك الحكومي ومستشفى بعلبك الحكومي، لأن معدلات الفقر باتت مرتفعة في المنطقة، ولولا دعم حزب الله لما تمكنت هذه المستشفيات من الصمود، وينبغي جفع مستحقات الأطباء والموظفين والعاملين في المستشفيات الحكومية، فهؤلاء واجهوا بجدارة جائحة كورونا، ويتصدّون اليوم للكوليرا، ورواتبهم ما زالت متدنية ولم يتقاضوا المساعدات أسوة بزملائهم في الإدارة العامة".



بلوق

ومن جهته دعا بلوق الجهات المانحة إلى "المبادرة لمعالجة مصادر التلوث التي باتت تهدد مصادر المياه والبيئة، والتي من أسبابها الرئيسة مخيمات النزوح السوري، فلا يكفي دعم النازحين وتحريضهم على عدم العودة إلى وطنهم، بعدما أصبحت بلادهم آمنة، بل ينبغي المبادرة إلى معالجة الخلل الذي تسبب به النزوح في المجتمعات المضيفة، والتجاوب مع البلديات التي أعدت دراسات حول مكامن الخلل ووسائل المعالجة".