... "بَهْدَلْتنا قدّام الأجانب"!

02 : 12

لقطة من التسجيل المصوّر للحوار الذي دار بين الصحافية هادلي غامبل وباسيل في دافوس

في بلد ذاع صيته في أصقاع الأرض باعتباره محكوماً من منظومة فاسدين ومفسدين بلغوا به الدرك الأسفل من الانهيار الاقتصادي والمالي حتى احتل المرتبة 137 عالمياً (من أصل 180 دولة) والمرتبة 13 إقليمياً (من أصل 18 دولة) على مقياس مدركات الفساد... ما كان ينقصه سوى "جرصة" من النوع الذي حصل بالأمس في أهم منتدى اقتصادي عالمي.

"بَهْدَلْتنا قدّام الأجانب" هو واحد من التعليقات التي عبّر عنها اللبنانيون إزاء الواقعة المحرجة التي تعرّض لها وزير خارجيتهم السابق جبران باسيل أثناء استضافته في ندوة مخصصة لمناقشة الوضع في لبنان على هامش "دافوس" في سويسرا، حيث بدا باسيل مربكاً أمام الأسئلة "الفجّة والواقعية" التي وجد نفسه أمامها لا سيما لناحية الاستفسار عن كيفية قدومه للمشاركة في المنتدى، خصوصاً وأنه لم يعد وزيراً للخارجية، غير أنّ جوابه الذي ظنّ أنه سيسعفه، سرعان ما انقلب عليه واقتاده مباشرةً إلى دائرة الإحراج والشبهة تحت وطأة نبذ المجتمعات الديموقراطية المتحضّرة مفهوم "الهدايا" للمسؤولين باعتبارها تقع في خانة الرشوة والفساد.

وفي التفاصيل أنّ مديرة الندوة، الصحافية في قناة "سي أن بي سي"، هادلي غامبل التي استهلت الجلسة بسؤال وجهته إلى جميع الحاضرين وطلبت منهم رفع أيديهم في حال كانوا متفائلين بنجاح الحكومة اللبنانية الجديدة برئاسة حسان دياب، فلم يرفع إلا واحد منهم يده، عادت فتوجهت إلى باسيل بسؤال مباشر: "كيف حضرت إلى هنا؟ على متن طائرة خاصة؟"، ليجيبها: "على نفقتي الخاصة؟". وعلى الأثر ردت عليه غامبل باستغراب "كيف يمكن لوزير يتقاضى راتباً قيمته 5000 دولار أميركي أن يستأجر طائرة خاصة؟"، وأردفت متسائلة: "هل هي أموال عائلية؟"، فأجابها باسيل: "لا هي هدية تم تقديمها لي"... وهنا ساد الذهول بين الحضور بينما توجهت المحاورة إلى الوزيرة الهولندية (المنسّقة الخاصة السابقة للأمم المتحدة في لبنان) سيغريد كاغ التي كانت مشاركة في الندوة، مستغربةً كيف يمكن لمسؤول رسمي أن يقبل هكذا هدية من أصدقاء، وسألتها: "ألديك أصدقاء كهؤلاء؟"، فما كان من كاغ إلا أنّ علّقت بالقول: "عندما نكون في الحكومة ممنوع علينا أن نقبل هدايا من الأصدقاء".


MISS 3