كتابات تستحق النشر لأنطوان أبو زيد

متجلياً

02 : 00

"لم أعد أذكر

الكلمة التي سببتْ مطراً غزيراً

وأنبتتْ في طريقها سهلاً

وضواحي واطئة يمكنُ طيّها

بقبضة عالية أو رياح عاتية

أو برقٍ كالذي شقّ السماء أمامنا

بينما نركض صوب منزل

الأقنان، أعلى ذلك الحيّ المزدحم

بالأرواح.



لم أعد أذكر

وأنا الحيّ الى اللحظة

كيف تسمّر الغناء هناك

مملّحاً وصلباً تقول من عمورة



وكيف تجنّبنا طويلاً

أن نمدّ أصابعنا من شقوق

يومٍ رفيع، لن يعاود الظهور

مثل نجمٍ مضاء

ونادر ،

لنلمس شفاهاً وأرجلاً سقطت

ملامحها على البعد،

رغم جراح بسيطة من قفز

قديم جداً.



لم أعد أذكر

الكلمات اللواتي ألبسنني

ومضين ورائي في الدغل

وما وراءه،

وفي الجبال، وداخل القلاع

وفي البحر العميق يصلّين لأنجو

لألمس الشاطئ بيدين

طريّتين، وقلب

بريء، نسبياً.



لم أعد أذكر

ذلك الشعاع الذي أودعنه في صدري

وقلن لأعبر العالم به

وأرفع النداء من بيت الأقنان

الذي ضمّني وحسبته

برجاً للشجر الذاهب بكلّيته الى

البحر، والمختفي الآن في

سرّة الضواحي.



لم أعد أذكر

هدايا كثيرة متروكة هنالك

على سطح غرفة العدّة

فوق النهر الجوفيّ

حيث لا يجرؤ أحد على النزول.

إلاّ أنتنّ

كلماتي

المرنّمات

السابحات

البلا جسوم

مثل

صلوات الغيم

لأرض

الانتظار

المديد".


MISS 3