"البلقان" فوق صفيح ساخن: الغرب يدعو إلى التهدئة وموسكو تدعم صربيا

02 : 00

الصرب يستخدمون الشاحنات لإغلاق الطرق (أ ف ب)

تقف منطقة "البلقان" فوق برميل بارود قد ينفجر عند أي خطوة أمنية أو عسكرية غير محسوبة الأكلاف، حيث أعلنت شرطة كوسوفو أمس إغلاق أكبر معبر حدودي مع صربيا بعد أن أقام محتجّون صرب مزيداً من الحواجز على الطرقات، فيما سارعت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي للدعوة إلى "نزع فتيل التوتر" بينما دعمت روسيا من جهتها ما تقوم به صربيا بهدف وضع حدّ للتوترات.

وفي حين شهد شمال كوسوفو إطلاق نار وانفجارات وأُقيمت حواجز على الطرق، جاء في بيان أميركي - أوروبي مشترك: "ندعو الجميع إلى التزام أكبر قدر من ضبط النفس واتخاذ إجراءات فورية من أجل نزع فتيل التوتر من دون شروط". وحضّت واشنطن وبروكسل على "الامتناع عن أي استفزاز وتهديدات وأعمال ترهيب".

وأضاف البيان: "نعمل مع الرئيس (الصربي ألكسندر) فوتشيتش ورئيس وزراء (كوسوفو البين) كورتي لايجاد حلّ سياسي بهدف تهدئة التوترات والتوصّل إلى تقدّم لصالح الاستقرار والأمن ورفاه جميع السكان المحلّيين"، في وقت قال فيه المتحدّث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين: "لدينا علاقات وثيقة جدّاً كحليفَين... علاقات تاريخية وروحية مع صربيا"، موضحاً أن موسكو تُتابع "بانتباه شديد ما يحصل (في كوسوفو) وكيفية ضمان حقوق الصرب" في الإقليم الصربي السابق.

وإذ أكد "دعم بلغراد في الخطوات التي تتّخذها"، اعتبر بيسكوف أنّه "من الطبيعي أن تُدافع صربيا عن حقوق الصرب الذين يعيشون في الجوار وسط ظروف بالغة الصعوبة، وأن تردّ بشكل حازم حين يتمّ انتهاك حقوقها". وفي برلين، رأت الحكومة الألمانية أن تعزيز الوجود العسكري الصربي على الحدود مع كوسوفو ينطوي على "إشارة بالغة السوء"، مندّدةً بـ"الخطاب القومي" لبلغراد.

واندلعت الاضطرابات الأخيرة في 10 كانون الأوّل، عندما أقام الصرب حواجز على الطرقات احتجاجاً على اعتقال شرطي سابق يُشتبه في تورّطه بهجمات ضدّ ضباط شرطة كوسوفيين ألبان، ما شلّ حركة المرور في معبرَين حدوديَّين. وبعد إقامة الحواجز، تعرّضت شرطة كوسوفو وقوات حفظ السلام الدولية لهجمات في عدّة حوادث إطلاق نار، بينما وضعت القوات المسلّحة الصربية في "حال تأهب قصوى" هذا الأسبوع.

لكن محكمة في بريشتينا أمرت أمس بالإفراج عن الشرطي السابق ديان بانتيك ووضعه قيد الإقامة الجبرية، وفق ما أفادت متحدّثة باسمها. وقد تكون هذه الخطوة بادرة لتهدئة الوضع. وفي وقت متأخر الثلثاء، استخدم عشرات المتظاهرين على الجانب الصربي من الحدود شاحنات وجرارات لشلّ حركة المرور نحو ميردار، أكبر معبر بين الجارتَين، في خطوة دفعت شرطة كوسوفو الى إغلاق نقطة الدخول أمس.

وجاء في بيان لشرطة كوسوفو: "مثل هذا الحصار غير القانوني منع حرّية تنقل الأشخاص والبضائع، وبالتالي ندعو مواطنينا وأبناء وطننا لاستخدام نقاط حدودية أخرى". كما طلبت بريشتينا من قوات حفظ السلام بقيادة "حلف شمال الأطلسي" إزالة الحواجز التي أُقيمت على أراضي كوسوفو، فيما أعلن وزير الدفاع الصربي ميلوس فوسيفيتش أن بلغراد "مستعدّة للتوصل إلى اتفاق" مع كوسوفو، لكنّه لم يُحدّد تفاصيل في شأنه.

ووصف فوسيفيتش الحواجز على الطرقات بأنها وسيلة احتجاج "ديموقراطية وسلميّة"، مشيراً إلى أن صربيا لديها "خط اتصال مفتوح" مع ديبلوماسيين غربيين لحلّ القضيّة. ويشهد شمال كوسوفو حالة من التوتر منذ تشرين الثاني، عندما ترك مئات من الموظّفين الصرب في الشرطة والقضاء وظائفهم. وجاء ذلك احتجاجاً على قرار مثير للجدل يمنع الصرب الذين يعيشون في كوسوفو من استخدام لوحات المركبات الصادرة من بلغراد، وهو قرار تراجعت عنه بريشتينا في النهاية.


MISS 3