6 قتلى وعشرات الجرحى في صفوف الثوار

العراق... تظاهرات وتهديدات ضد الأميركيين

11 : 24

متظاهرون لبّوا دعوة الصدر في بغداد أمس

تجمّع الآلاف من مؤيّدي الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر بالأمس في تظاهرة حاشدة للمطالبة بـ"طرد" القوّات الأميركيّة، في وقت لا يزال شارع "ثورة بلاد الرافدين" يتمتّع بالزخم الشعبي المطلوب، لضخّ الروح باحتجاجاته الصاخبة الداعية إلى "اسقاط النظام" المدعوم من طهران برمّته، والتي أدّت بالأمس إلى سقوط نحو 6 قتلى وأكثر من 54 جريحاً، منهم 2 سقطوا في "ساحة الكيلاني"، وسط العاصمة العراقيّة.

وبعدما دعا الصدر إلى مسيرة "تُندّد بالوجود الأميركي وبانتهاكاته"، منذ أكثر من أسبوع، تجمّع الآلاف من الرجال والنساء والأطفال من كلّ الأعمار في حي الجادريّة في شرق بغداد، في ساعات الصباح الأولى أمس، بحيث أطلق بعضهم هتافات: "أخرج أخرج يا محتلّ" و"نعم نعم للسيادة"، بينما لم يحضر الصدر نفسه إلى التظاهرة، لكن ممثلاً له تلا بياناً يدعو فيه جميع القوّات الأجنبيّة إلى مغادرة العراق وإلغاء الاتفاقات الأمنيّة مع الولايات المتحدة، وإغلاق المجال الجوّي أمام الطائرات العسكريّة والمسيّرات الأميركيّة، وألّا يتعامل الرئيس الأميركي دونالد ترامب بـ"فوقيّة واستعلاء وعنجهيّة" عند مخاطبته المسؤولين العراقيين.

واعتبر البيان أنّه "إذا تمّ تنفيذ ما ورد أعلاه، فسيكون تعاملنا على أساس أنّها دولة غير محتلّة، وإلّا فهي دولة معادية للعراق". وحظيت دعوة الصدر، التي جاءت بعد تصويت في البرلمان على تفويض الحكومة بإنهاء تواجد القوّات الأجنبيّة في البلاد، بتأييد واسع من الميليشيات الشيعيّة التي تدور في فلك إيران، والمتّهمة بالوقوف وراء أعمال العنف والقمع والخطف والتصفيات بحقّ الثوّار، الذين يتجمّعون في "ساحة التحرير" المركزيّة وفي ساحات أخرى في المدن الجنوبيّة.

كما أصدرت الميليشيات الشيعيّة المتشدّدة، مثل "حركة النجباء" و"كتائب حزب الله" العراقي، تهديدات شديدة اللهجة تجاه رئيس الجمهوريّة برهم صالح، تعليقاً على لقائه ترامب في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس الأربعاء، فيما قدّم أحد مستشاري صالح، وينتمي إلى ميليشيا "عصائب أهل الحق"، استقالته من منصبه اعتراضاً على اللقاء.

وعلى جبهة الثورة، سُجّلت مواجهات عنيفة بين القوّات الأمنيّة والمحتجّين عند "طريق محمد القاسم" السريع، حيث أفاد شهود عيان بشنّ مسلّحين يستقلّون حافلات هجوماً مسلّحاً أطلقوا خلاله الرصاص الحي في اتجاه الثوّار. كما حصلت حالات اختناق بين المتظاهرين إثر إطلاق الأمن قنابل الغاز المسيّل للدموع بكثافة. كما شهدت بعض المحافظات الجنوبيّة مسيرات شعبيّة حاشدة، فيما أوعز قائد عمليّات البصرة الفريق قاسم نزال بنزول وحدات الجيش العراقي إلى الشارع لتأمين المحيط الخارجي لتواجد "المتظاهرين السلميين"، في حين أشار الصدر في تغريدة إلى أنّه لن يتدخّل بالحراك المطلبي "لا بالسلب ولا بالإيجاب".

من ناحيته، حذّر المرجع الديني العراقي الأعلى علي السيستاني، في خطبة الجمعة، السلطات العراقيّة، من "المماطلة والتسويف في تنفيذ الإصلاحات"، مشدّداً على ضرورة "تنفيذ الإصلاحات الحقيقيّة التي لطالما طالب بها الشعب العراقي، وقدّم في سبيل تحقيقها الكثير من التضحيات". كما دعا الأحزاب السياسيّة في البلاد إلى الإسراع في تشكيل حكومة جديدة، مطالباً السلطات أيضاً باحترام حق المحتجّين في التعبير عن أنفسهم.

إلى ذلك، أعلنت جمعيّة كاثوليكيّة فرنسيّة فقدان أربعة من موظّفيها، هم ثلاثة فرنسيين وعراقي، منذ الإثنين في بغداد، مشيرةً إلى أنّه "لم يتمّ طلب فدية" ولم تُعلن أي جهة مسؤوليّتها عن فقدانهم.

على صعيد آخر، ذكر البنتاغون أن 34 جنديّاً أميركيّاً أُصيبوا بارتجاج في الدماغ أثناء الضربات الإيرانيّة الأخيرة على قاعدة "عين الأسد" في غرب العراق، في وقت استدعت وزارة الخارجيّة الكويتيّة السفير الإيراني على خلفيّة تصريح لمسؤول عسكري إيراني رفيع المستوى، ألمح فيه إلى أن الكويت شاركت في الغارة الجوّية التي قُتِلَ فيها قائد "فيلق القدس" السابق الجنرال قاسم سليماني.

وأعرب نائب وزير الخارجيّة الكويتي خالد الجار الله عن "استياء واستغراب الكويت" حيال المزاعم بأنّ احدى القواعد الجوّية الكويتيّة استُخدمت لشنّ الغارة الأميركيّة التي قضت على سليماني. وأبلغ الجار الله السفير الإيراني محمد إيراني، بأنّ الكويت نفت أي دور لها في الهجوم الذي وقع في بغداد، معتبراً أن "مثل هذه التصريحات من شأنها الإساءة للعلاقات بين البلدَيْن".


MISS 3