اصدارات للدكتور سامي عمارة عن الدار العربية للعلوم ناشرون

"بوتين.. ماذا بعد؟"

02 : 00

يودع المؤلف بين طيّات هذا الكتاب الإجابة على الكثير من الأسئلة والتساؤلات التي ظلت ولا تزال، تؤرق مضاجع الملايين في الداخل والخارج ممن تابعوا ولعقود طويلة، مسيرة الدولة السوفياتية. ومن هذه التساؤلات ما يتعلّق بالأزمة الأوكرانية بكل أطيافها وتداعياتها وما أسفرت عنه مقدماتها من نتائج كارثية في الكثير من جوانبها.

يعود المؤلف في كتابه عن الرئيس فلاديمير بوتين إلى ما وصفه عميد الدبلوماسية الأميركية الأسبق هنري كيسينجر بـ"الإيمان الصوفي بالتاريخ"، بكل ما يعني به من تقديسه لمكوناته ومراحله، ومنها ما يتعلّق بمشروعية العودة إلى استراتيجية "بطرس الأعظم" مؤسس الإمبراطورية الروسية، بوصفه "الملهم" لكل ما يقتفي بوتين من خطاه، صوب استعادة ما تراكم من توسعات تاريخية على مدى قرون طويلة. وذلك في توقيت يشهد توحد الكثير من "قوى العصر" ضد روسيا المعاصرة، رداً على جهودها الرامية إلى استعادة مواقعها على خريطة السياسة العالمية، وما يسميه البعض بـ "أطماعها التوسعية".

يقلب المؤلف صفحات التاريخ، البعيد والقريب، من دون السعي لتبرئة طرف على حساب آخر، وإنما يروي الوقائع بشفافية، تتوخى حقائق التاريخ وما تستبطنه في كواليسها من شواهد واعترافات يعود بعضها إلى عقود سابقة؛ وقائع تشهد بما قامت به القيادتان الروسية والأوكرانية مع نهاية ثمانينات - مطلع تسعينات القرن الماضي، كانت تقف في صدارة أسباب ذلك الانهيار المريع الذي يبدو اليوم، أحد أهم مُسبّبات ما يجري من معارك قتالية ومواجهات مسلحة بين روسيا وأوكرانيا.


MISS 3