"كورونا" يقرع أبواب أوروبا ويعزل الملايين في الصين

11 : 51

صار ارتداء الأقنعة الواقية إلزاميّاً تحت طائلة تسطير محضر ضبط بحق الشخص المخالف (أ ف ب)

كثّفت الصين جهودها لاحتواء انتشار فيروس "كورونا" المستجدّ بالأمس، فعزلت أكثر من أربعين مليون شخص بينما تمّ إلغاء عدد من الاحتفالات التي كانت مقرّرة في مناسبة السنة القمريّة الجديدة، بالإضافة إلى إغلاق عدد من المواقع الشعبيّة التي تلقى إقبالاً كبيراً، في وقت قرع الفيروس أبواب القارة العجوز حيث كشفت وزارة الصحة الفرنسيّة وجود حالتَيْن "مؤكدتَيْن" من الإصابة بـ"كورونا" المستجدّ، وهما أولى الاصابات في أوروبا.

وفي هذا الصدد، أوضحت وزيرة الصحة الفرنسيّة انييس بوزين أن الحالة الأولى تتعلّق بمريض دخل المستشفى في بوردو والثانية في باريس، مشدّدةً على أن السلطات ستبذل قصارى جهدها "للحدّ" من انتشار الفيروس، فيما جرى تسجيل حالة ثانية في الولايات المتحدة.

وتضاعفت الحصيلة الرسميّة للمصابين بهذا المرض، الذي ظهر في كانون الأوّل في سوق في مدينة ووهان الصينيّة، مع وفاة 26 شخصاً بين أكثر من 900 مصاب، بينهم 177 في حال خطرة. وغادر المستشفيات 34 مصاباً "تعافوا"، فيما أخضع للفحص أكثر من ألف شخص يُشتبه بإصابتهم. وتمّ الإبلاغ عن حالتَيْ وفاة للمرّة الأولى بعيداً من مركز الوباء: الأولى في هوباي، وهي المنطقة المحيطة ببكين والثانية في مقاطعة هايلونغجانغ، الواقعة على الحدود مع روسيا.

وفي ووهان، التي تعدّ 12 مليون نسمة ووُضعت بحكم الأمر الواقع تحت "الحجر الصحي" منذ الخميس، يقول سائق سيّارة أجرة: "عامنا الجديد مخيف جدّاً... لا نجرؤ على الخروج بسبب الفيروس". وتبدو شوارع ووهان خالية والمحال التجاريّة مُغلقة وحركة السير تقتصر على الحدّ الأدنى. وصار ارتداء الأقنعة الواقية إلزاميّاً تحت طائلة تسطير محضر ضبط بحق الشخص المخالف. وبالرغم من كلّ ذلك، لا خشية من تسجيل نقص في الأغذية، إذ قام كثر بتخزينها استعداداً للعام الجديد.

وفي مستشفيات زارتها وكالة "فرانس برس"، كان مرضى ينتظرون ممرضةً ترتدي بزة للحماية لقياس حرارة أجسامهم. وقال رجل يبلغ 35 عاماً واسمه لي: "لدي حرارة ولدي سعال، أخشى أن أكون التقطت العدوى". وبما أن المستشفيات مكتظّة، تمّت المباشرة ببناء مستشفى مخصّص لاستقبال ألف مصاب بالفيروس، في غضون عشرة أيّام. ويُفترض أن يفتح أبوابه في الثالث من شباط، وفق ما ذكرت وسائل إعلام رسميّة.

كذلك، أعلن التلفزيون الصيني إرسال 40 طبيباً عسكريّاً إلى ووهان. وبالإجمال، ثمّة 13 منطقة مقطوعة عن العالم، وتضمّ أكثر من 41 مليون شخص، أي ما قد يوازي سكان بولندا أو كندا. وتلقّت الناقلات والسفن في نهر يانغتسي، أطول نهر في الصين وتقع ووهان على ضفافه، الأمر بالتوقّف في الاتجاهَيْن.

وفي مؤشّر على حال القلق التي سادت في كافة أنحاء الصين، أعلنت السلطات إغلاق أقسام من "سور الصين العظيم" ومواقع رمزيّة مثل "مقابر مينغ"، في حين كان موظّفو المترو في العاصمة بكين يرتدون زيّاً لحماية أنفسهم وقياس حرارة أجسام المسافرين عند مدخل محطّة بكين. وسيُبقي "استاد بكين الوطني"، الذي شُيّد للألعاب الأولمبيّة في بكين العام 2008، أبوابه مغلقة حتّى 30 كانون الثاني. كما أُغلقت "المدينة المحرّمة"، وهي القصر الأمبراطوري القديم في بكين، أبوابها منذ الخميس وحتّى إشعار آخر، وأُلغيت احتفالات رأس السنة الجديدة التي تجمع عادةً مئات آلاف الأشخاص في الحدائق للاحتفال.وفي شنغهاي، أعلنت مدينة ملاهي "ديزني لاند" إغلاق أبوابها. ومن مونتريال، ألغى "سيرك دو سولاي" الكندي عرضاً كان مقرّراً في بكين بناءً على طلب السلطات.

أمّا في دافوس، حيث يُعقد المنتدى الاقتصادي العالمي، فقد أعلن التحالف من أجل ابتكارات، تحسّباً من الأوبئة الخميس، أن التجارب الطبّية المتعلّقة بإعداد أوّل لقاح يُمكن أن تحصل "بدءاً من الصيف". وتمّ الإعلان عن إصابات في مناطق ودول آسيويّة منها: هونغ كونغ وماكاو وتايوان وكوريا الجنوبيّة واليابان وتايلاند وسنغافورة وفيتنام والنيبال، وأيضاً في الولايات المتحدة وفرنسا.

ويُثير المرض الخشية من تكرار ما حصل مع فيروس "سارس" المماثل، الذي أدّى إلى مقتل 650 شخصاً في الصين القاريّة وهونغ كونغ بين عامَيْ 2002 و2003.