دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والمستشارة الألمانيّة أنغيلا ميركل بالأمس، إلى تحويل الهدنة الهشّة في ليبيا إلى وقف دائم لإطلاق النار، وذلك خلال زيارة ميركل إلى اسطنبول.
وحذّر أردوغان من أن النزاع في ليبيا يُمكن أن يقود إلى "فوضى ستؤثر على حوض البحر الأبيض المتوسّط بأكمله"، متّهماً قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر بأنّه "لم يُظهر أي نوايا للمصالحة"، وانتقد أيضاً عدم توقيعه على وثيقة لوقف إطلاق النار خلال "مؤتمر برلين" الدولي الأحد. وقال: "حفتر لم يوقّع على الوثيقة وقبِلَها شفهيّاً فقط... ونحن لا نعتبر ذلك قبولاً كاملاً"، مضيفاً: "إذا لم يتمّ إرساء الهدوء في أسرع وقت ممكن، فإنّ أجواء الفوضى في ليبيا ستُؤثّر على حوض البحر الأبيض المتوسّط".
كما دعا إلى ممارسة ضغوط أكبر على حفتر، معتبراً أن الهجمات الصاروخيّة على مطار طرابلس تُظهر "من يؤيّد السلام ومن يؤيّد إراقة الدماء والدموع". وأمل أردوغان في "ألّا يرتكب المجتمع الدولي الأخطاء التي ارتكبها في سوريا".
من ناحيتها، قالت ميركل خلال المؤتمر الصحافي المشترك: "يجب بذل الجهود لتحويل الهدنة الهشّة إلى وقف إطلاق نار متماسك ودائم"، مضيفةً: "آمل في أن يتّخذ حفتر خطوات ايجابيّة".
ودشّن أردوغان وميركل جامعة تركيّة - ألمانيّة جديدة في اسطنبول، وسط تحسّن نسبي في العلاقات بين البلدَيْن بعد فترة من التوتر الشديد. وقالت ميركل إنّ الجامعة "مثال فريد للتعاون بين تركيا وألمانيا".
ويشنّ المشير خليفة حفتر هجوماً عسكريّاً واسع النطاق على طرابلس منذ نيسان، للاطاحة بحكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج، الذي تدعمه أنقرة، فيما كثّفت الدول الكبرى جهودها في الأسابيع الأخيرة للتوصّل إلى حلّ سياسي، ولكن هجمات صاروخيّة على مطار معيتيقة في طرابلس هذا الأسبوع هدّدت باستئناف المعارك بين طرفَيْ النزاع.
