محمد دهشة

تظاهرة في صيدا: لا لحكومة المحاصصة ولا ثقة... هل يستطيع "الوكيل محاسبة الأصيل"؟

27 كانون الثاني 2020

02 : 00

يستعيد "حراك صيدا" وهج نشاطاته الاحتجاجية في اليوم الثاني بعد المئة على "الانتفاضة الشعبية" في لبنان، وذلك بعد استراحة لأيام معدودة التقط فيها الناشطون أنفاسهم، أعادوا تقييم الخطوات السابقة من المرحلة الاولى وتأثيرها في المشهد العام تلاقياً مع "ساحات الثورة" الأخرى في باقي المناطق، وأعدوا عناوين عامة لتحركات مدروسة وموجعة للمرحلة الثانية في أعقاب تشكيل الحكومة برئاسة الرئيس حسان دياب، وسط تساؤلهم هل "يحاسب الوكيل الوزاري... الاصيل؟".

ونظم الحراك تظاهرة تحت شعار "لا لحكومة المحاصصة... لا ثقة"، انطلقت من أمام محطة كهرباء عبرا مرورا ببلدة عبرا نفسها، مفرق الخروبة الهلالية، دوار "القناية" وصولا الى "ساحة الثورة" عند تقاطع ايليا"، وذلك وسط اجراءات امنية للجيش اللبناني والقوى الامن الداخلي، وقد رفع المشاركون الاعلام اللبنانية ولافتات تؤكد مطالبهم منها العدالة، وقف الفساد والهدر والمحاصصة.

ولفت الانتباه مشاركة مختلف مجموعات "حراك صيدا"، حيث شارك للمرة الاولى عدد من العلماء والمشايخ، كما رفعت لافتات لوزيري المال والطاقة وقد كتب على الاولى "وزراء المال المنهوب"، ومن بينهم صورة لوزير المال الاسبق دميانوس قطار الوزير الحالي في حكومة دياب، وعلى الثانية كتب "ما عندك كهربا... وزراء الطاقة والصفقات"، فيما حرص عدد من المشاركين على رفع لافتات كتب عليها "لا ثقة"، "لا لحكومة المحاصصة"، "لا لحكومة الاقنعة"، "لن ندفع الثمن"، "لا تمثلنا وسنسقطها"، "اسمعونا"، "نحن الخط الاحمر"، "لا للدولة البوليسية"، "مش راح نخليكن تسرقوا احلامنا"، "الحكومة بدها ثقة، والثقة بدها مجلس، والمجلس بدو طريق، والطريق مسكر يا حلو"، "شبكة الفساد في هذه البلاد أكبر من شبكة الصرف الصحي".الوكيل والاصيل

وقالت الناشطة في الحراك المربية ايمان حنية لـ "نداء الوطن"، ان "التظاهرة هي اشارة ميدانية الى عودة الحراك الى الساحات لاستكمال احتجاجه الذي انطلق في 17 تشرين الاول من العام الماضي من دون كلل او ملل، وقد حالت في الايام الاخيرة ظروف كثيرة دون ان يكون هناك نشاطات حاشدة، منها برودة الطقس والمرض واعادة تقييم المرحلة السابقة للانطلاق مجددا".

واضافت ان "التظاهرة هي "تأكيد المؤكد"، أننا لن نتراجع عن مطالبنا المحقة، وموقفنا من الحكومة لا ثقة شعبية، وان نالت الثقة النيابية لاحقا، سقطت في "امتحان الشارع"، لانه بالنسبة لنا المحاصصة واضحة، رغم الغطاء التكنوقراطي الظاهري، فهي حازت على رضى الافرقاء والقوى اللبنانية التي شكلتها حتى المعارضون لهم فيها وزراء، في التظاهرة نؤكد اننا ما زلنا على ذات النهج في ما يتعلق بمطالبنا، ونتساءل لماذا لم يصدر حتى الآن أي تطمينات في ما يتعلق بسعر صرف الدولار الاميركي والقروض، ولماذا التسوّل لتأمين الادوية والطحين وسواهما، وحول محاسبة الفاسدين، واسترداد الاموال المنهوبة، فهل يستطيع "الوكيل" ان يحاسب الاصيل؟ للأسف لا، وكل ما يجري مسرحية وتقاسم أدوار ولن يمر علينا".

بينما قالت الناشطة خلود حاموش لــ "نداء الوطن"، ان "التظاهرة بمثابة تصويت شعبي على الحكومة... لا ثقة بها... وان نالت ثقة المجلس النيابي"، قبل ان تضيف "ان الشعب اللبناني لم يختر هذه الحكومة، وبالتالي لن تنال ثقته ابداً، ولا يمكن اقرار الموازنة قبل نيل الثقة، والثقة مفقودة"، موضحة ان "حراك صيدا اعاد تنظيم صفوفه مجدداً، لذلك جاءت المشاركة كثيفة وحاشدة ومن مختلف المجموعات المشاركة فيه، وستحفل الايام المقبلة بالمزيد من النشاطات الاحتجاجية للتعبير عن موقفنا هذا".

رهان خاسر

واعتبر الشيخ يوسف مسلماني "ان صيدا اليوم استعادت ساحتها، بعد المشاركة اللافتة في التظاهرة، من الكبار والصغار، والعائلات و"ناشطي الحراك" الذين أرادوا ان يؤكدوا انه في أول مئة يوم، حققنا الكثير والباقي أكثر، واننا لن نقبل "بنص ثورة"، قبل أن يضيف "ثورتنا مستمرة لقلع الفساد من النفوس والنصوص والواقع الملموس"، بينما قال الناشط في حراك الطلاب أحمد ابو زينب، "ان المشاركة في التظاهرة واجب على كل حر وشريف، كي نبعث برسالة اننا لن نضعف ولن نستكين حتى نحقق مطالبنا، التي هي احلام على مستوى بناء مستقبل وطن، سنستمر بالحراك مهما طال والرهان على عامل الوقت لديهم خاسر".

وشهدت "ساحة الثورة" للمرة الاولى مشاركة من عاصمة الشمال طرابلس، تحت عنوان "تحية تضامن مع عاصمة الجنوب صيدا"، بحضور المنشد ابراهيم الاحمد والاستاذ بلال مواس والاستاذ محمد اسماعيل الذين الهبوا المشاركين حماسة، وسط هتافات التأييد للحراك وتلاقي الساحات.