الغرب يضغط على النظام الإيراني: إستدعاء ديبلوماسيين وعقوبات

البابا يدين "إعدامات" طهران: تُغذّي التعطّش للإنتقام!

02 : 00

خلال تظاهرة مناهضة للنظام الإيراني في نيويورك الأحد (أ ف ب)

في تصريحات لافتة هي الأقوى له منذ بدء "ثورة الحرّية" التي تهزّ أنحاء إيران كافة منذ وفاة الشابة الكردية مهسا أميني في أيلول الماضي، دان البابا فرنسيس خلال خطابه السنوي للديبلوماسيين الذين يُقدّمون أوراق اعتمادهم لدى الفاتيكان أمس، استخدام النظام الإيراني عقوبة الإعدام ضدّ المتظاهرين. ودعا الحبر الأعظم إلى وضع حدّ لأحكام الإعدام عالميّاً، وخصّ بالذكر "إيران في أعقاب التظاهرات الأخيرة"، مشدداً على أنّه "لا يُمكن استخدام عقوبة الإعدام لإحقاق عدالة الدولة، نظراً لأنّها لا تُشكّل رادعاً ولا تجلب العدالة للضحايا، بل تُغذّي فقط التعطّش للانتقام"، في وقت أثارت فيه أحكام الإعدام ردود فعل عالمية مندّدة مع استدعاء دول أوروبّية عدّة ممثلي إيران الديبلوماسيين لديها احتجاجاً.

وبالتزامن مع إعلان السلطة القضائية الإيرانية أمس إصدار أحكام إعدام بحق 3 محتجّين جدد، هم صالح مير هاشمي ومجيد كاظمي وسعيد يعقوبي، بعد اتهامهم بـ"الحرابة"، استدعت ألمانيا سفير إيران في برلين للاحتجاج على إعدام رجلَين أخيراً على صلة بالتظاهرات، بحسب وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك التي شدّدت على أن الهدف من ذلك "الإشارة بوضوح إلى أن القمع الوحشي وترهيب السكان والإعدامَين الأخيرين لن تمرّ من دون عواقب"، فيما استدعت وزارة الخارجية الفرنسية كذلك القائم بالأعمال الإيراني "لإبلاغه بإدانتها الشديدة" لعمليات الإعدام وللقمع الحالي في إيران.

وفي السياق ذاته، استدعى وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي القائم بالأعمال الإيراني في لندن "للتنديد بأشدّ العبارات الممكنة بعمليات الإعدام المروّعة التي شهدناها". وأعلنت دول أوروبّية أخرى، مثل الدنمارك وبلجيكا وهولندا والنروج، إجراءات مماثلة، بينما يجري الإعداد لفرض عقوبات جديدة على المستوى الأوروبي، في حين أعلنت وزارة الخارجية الكندية في بيان فرض عقوبات على شخصين و3 كيانات إيرانية، على صلة بـ"قمع" الاحتجاجات، موضحةً أن "العقوبات تشمل نائب وزير الرياضة والشباب وحيد يامن بور، وصحيفة إيران الرسمية للبلاد".

ونقل البيان عن وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي قولها: "نقف إلى جانب شعب إيران الذي ما زال يُعاني من انتهاكات جسيمة لأبسط حقوق الإنسان"، مشدّدةً على وجوب قيام النظام الإيراني بإيقاف حملته التي وصفتها "بالمروّعة" في التعامل مع الاحتجاجات. وترفع أحكام الإعدام الجديدة التي لا تزال ابتدائية وقابلة للاستئناف، إجمالي عدد أحكام العقوبة القصوى إلى 17، تمّ تنفيذ 4 منها، بينما صادقت المحكمة العليا على حكمَين آخرَين.

وفي الأثناء، اعتبر المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي أن السلطات تتعامل مع المسؤولين عن "أعمال الشغب" بطريقة عادلة وجادة. وقال خلال استقباله في طهران جمعاً من أهالي مدينة قم: "نعم، لدينا مشكلة اقتصادية ومعيشية، لكن هل تُحلّ بإحراق حاويات القمامة وإثارة الشغب؟"، لافتاً إلى أن "أيادي العدو الأجنبي ظهرت خلال أعمال الشغب الأخيرة".

إلى ذلك، دعا مجلس الإشراف على الرقابة في شركة "ميتا" الأميركية العملاقة مالكة "فيسبوك"، شبكة التواصل الاجتماعي، إلى السماح في منشوراتها باستخدام وسم "الموت لخامنئي"، الذي سبق للمجموعة أن ألغته. وفي قراره الصادر أمس، اعتبر مجلس الإدارة أن "إزالة المنشور لا تتماشى مع معايير مجتمع "ميتا" أو قيمه أو مسؤولياته المتعلّقة بحقوق الإنسان".


MISS 3