المحادثات الأفغانيّة تُثمر تعهداً بإعداد "خريطة طريق للسلام"

14 : 03

ممثّلون عن الوفود الأفغانيّة في الدوحة أمس الأوّل (أ ف ب)

تعهّدت نحو 70 شخصيّة أفغانيّة تُمثّل كلّاً من حركة "طالبان" والحكومة والمعارضة والمجتمع المدني، في بيان صدر في ختام محادثات سلام استضافتها الدوحة يومَي الأحد والإثنين، إعداد "خريطة طريق للسلام" في أفغانستان. وللوصول إلى هذا الهدف، وعد المندوبون الأفغان بـ"الحدّ من العنف والعمل على عودة المهجّرين ورفض تدخّل القوى الإقليميّة في الشؤون الداخليّة الأفغانيّة".


وبحسب البيان الختامي الصادر عن الاجتماع، فإنّ المشاركين تعهّدوا بـ"ضمان حقوق المرأة في المجالات السياسيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة والتعليميّة والثقافيّة، وفقاً للإطار الإسلامي للقيم الإسلاميّة". ويقع البيان الختامي في 700 كلمة وقرأه بلغة البشتون أمير خان متّقي، الذي كان وزيراً في نظام "طالبان" السابق (1996-2001)، وبلغة الداري حبيبة سرابي، نائبة رئيس المجلس الأعلى للسلام في أفغانستان، الذي أنشأه الرئيس السابق حميد كرزاي.


وقالت المديرة التنفيذيّة لـ"شبكة النساء الأفغانيّات" ماري أكرمي: "هذا ليس اتفاقاً، بل إنّه أساس لبدء النقاش"، مضيفةً: "الجيّد في هذا هو أنّ الطرفين اتّفقا".
من جهته، اعتبر المبعوث الألماني إلى أفغانستان ماركوس بوتزل، الذي شاركت بلاده مع قطر في تنظيم اجتماع الدوحة، بُعيد اختتام المحادثات، أنّ أهمّ ما ورد في البيان الختامي هو "النداء والوعد بالحدّ من العنف في أفغانستان".


وشارك في الحوار الأفغاني الداخلي، الذي لم تحضره الولايات المتّحدة، حوالى 70 مندوباً أفغانيّاً، بينهم مسؤولون في حركة "طالبان" ووزراء في الحكومة ومعارضون وممثلون عن المجتمع المدني وعن وسائل إعلام. ومحادثات الدوحة هي ثالث لقاء من هذا النوع بين "طالبان" وسياسيين أفغان، عقب اجتماعَيْن مماثلَيْن عُقدا في موسكو في أيّار وشباط الماضيَيْن.


ومثّلت المحادثات الأخيرة محاولة جديدة لتحقيق اختراق سياسي، بينما تسعى الولايات المتّحدة إلى إبرام اتفاق مع "طالبان" في غضون ثلاثة أشهر لإنهاء 18 عاماً من الحرب.
وعلى هامش محادثات السلام هذه، أجرى متمرّدو "طالبان" مباحثات منفصلة مع المبعوث الأميركي الخاص إلى أفغانستان زلماي خليل زاد، على مدى ستّة أيّام، عُلّقت السبت الماضي عشيّة انطلاق الحوار الأفغاني الداخلي والذي استمر حتى الإثنين. وعاود المبعوث الأميركي محادثاته مع ممثّلين عن "طالبان"، أمس، وكتب خليل زاد في تغريدة على "تويتر": "أجريت لقاءً مع "طالبان" وسأتوجّه إلى الصين ثمّ أعود إلى واشنطن لأبلّغ عن التطوّرات، وأجري نقاشاً حول مسار السلام الأفغاني".


وتسعى الولايات المتّحدة للتوصّل إلى اتفاق سلام مع "طالبان" قبل حلول موعد الانتخابات الرئاسيّة الأفغانيّة المقرّرة في 28 أيلول، للسماح للجنود ببدء عمليّة الانسحاب. وكان خليل زاد اعتبر أن محادثات الأسبوع الماضي كانت "الأكثر إنتاجيّة" حتّى الآن. ويُفترض أن يتضمّن الاتفاق بين واشنطن و"طالبان" نقطتَيْن رئيسيّتَيْن، هما الانسحاب الأميركي من أفغانستان وتعهّد الحركة بعدم توفير قاعدة لجماعات إرهابيّة، وهو ما شكّل أحد أسباب الاجتياح الأميركي لأفغانستان.


MISS 3