طهران "تقرصن" مضيق هرمز

00 : 00

أقدم "الحرس الثوري" الإيراني أمس على تصعيد أمني خطير من خلال احتجاز ناقلتي نفط، واحدة بريطانية وأخرى تملكها شركة بريطانية، أثناء عبورهما مضيق هرمز. ويأتي هذا التطوّر بعيد إسقاط واشنطن طائرة مسيّرة إيرانيّة أمس الأوّل فوق المضيق، وتنفيذ "درون" لضربة جوّية على قاعدة عسكريّة لقوّات "الحشد الشعبي" انتشرت معلومات بأنها تحوي مقاتلين لـ"حزب الله" في وسط العراق، فيما مدّدت المحكمة العليا في جبل طارق أمس، لثلاثين يوماً احتجاز ناقلة النفط الإيرانية "غرايس 1".

وإذ دانت بريطانيا هذا التصرّف الإيراني ووصفته بالمقلق وغير المقبول، صرّح وزير خارجيتها جيريمي هانت: "أنا قلق للغاية من مصادرة سفينتَيْن بحريّتَيْن من قبل السلطات الإيرانيّة في مضيق هرمز"، وشدّد على أنّ "أعمال الاحتجاز هذه غير مقبولة"، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنّه "لا وجود لرعايا بريطانيين على متن أيّ من السفينتَيْن".

وأشار هانت الى أن الحكومة البريطانية ستعقد اجتماعاً وزارياً طارئاً مساء الجمعة "لمراجعة ما نعرفه وما يمكننا القيام به لضمان الإفراج سريعاً عن السفينتين".

وأكّدت لندن أنّ واحدة على الأقل من الناقلتين ترفع علم بريطانيا.

أما السفينة الثانية التي احتجزتها إيران فهي الناقلة "أم في مسدار" التي ترفع علم ليبيريا، لكنّها مملوكة على ما يبدو من شركة "نوربولك" البريطانية للشحن البحري.

بدورها، اتّهمت واشنطن، إيران، بـ"تصعيد العنف" بعد إعلان "الحرس الثوري" مصادرته ناقلة النفط البريطانيّة الأولى، في حين لمّح الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى احتمال أنّ يكون الإيرانيّون قد احتجزوا أكثر من ناقلة، مضيفاً: "سنتحدّث مع بريطانيا وسنعمل معها. سنرى ما قد يحدث".

وكان ترامب بحث مع نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون في اتصال هاتفي الملف الايراني، وأوضح البيت الأبيض أن الرئيسَيْن بحثا "الجهود الجارية لضمان ألّا تملك إيران السلاح النووي".

في هذا الوقت، نفت مصادر عسكرية إيرانية خبر احتجاز الناقلة الثانية التي ترفع علم ليبيريا، ثم عادت وأكدت الافراج عنها.

إلى ذلك، قصفت طائرة مجهولة من دون طيّار قاعدة عسكريّة لقوّات "الحشد الشعبي" في وسط العراق، بحسب ما أعلنت قيادة العمليّات المشتركة في بيان أمس، ما أسفر عن مقتل مقاتل عراقي وجرح إيرانيَيْن. وسارع البنتاغون إلى إعلان عدم علاقته بالقصف ليل الخميس - الجمعة في شمال بغداد، ويأتي وسط مخاوف لدى السلطات العراقيّة من أن يؤدّي التوتر بين حليفيها الكبيرين، الولايات المتّحدة وإيران، إلى حرب على أرضها.

وأوضحت قيادة العمليّات المشتركة في بيان أن "معسكر الشهداء في منطقة آمرلي التابع للواء 16 في الحشد الشعبي تعرّض لقصف بطائرة مسيّرة مجهولة".

من جهته، أكّد ضابط في شرطة صلاح الدين لـ"وكالة الصحافة الفرنسيّة" بعدما تفقّد مكان القصف، أن القتيل من "الحشد العشائري"، والجريحين هما "مهندسان عسكريّان إيرانيّان" كانا في المعسكر.