مُخرجه يرزح تحت وطأة اتهامات بالتحرّش

Anna... عارضة أزياء تتحوّل إلى قاتلة

16 : 04

anna

دخلت ساشا لوس إلى قاعة العرض حاملةً مشروب كوكتيل في يدها. كانت جاهزة لمشاهدة نفسها في أوّل فيلم طويل. إنها في السابعة والعشرين من عمرها وقد أمضت صباح ذلك اليوم وهي تحتفل في مدينة "عالم هاري بوتر للسحرة".


لم تنظم شركة الإنتاج Summit Entertainment التابعة لشركة Lionsgate أي عرض خاص لفيلم الحركة والتشويق Anna الذي يتمحور حول عارضة سابقة تتحول إلى قاتلة. بل عمدت الممثلة بنفسها إلى تنظيم اجتماع صغير شارك فيه حوالى عشرة أشخاص، منهم عدد من أصدقائها المقربين ولوك بيسون الذي كتب الفيلم وأخرجه. وبيسون معروف بأفلام حركة ناجحة على غرار The Professional (المحترف) وFifth Element (العنصر الخامس)، لكنه ابتعد من الأضواء منذ السنة الماضية، بعدما اتهمته تسع نساء بالتحرش الجنسي أو بتبني سلوك غير مناسب في مجلة "ميديابار" الفرنسية.


من تلك النساء الممثلة البلجيكية الهولندية ساند فان روي البالغة من العمر 28 عاماً التي قصدت الشرطة الفرنسية في أيار 2018 لاتهام بيسون باغتصابها. وأكد محامي بيسون نفي المخرج ارتكابه "أي نوع من السلوكيات المشينة".

وبعد أشهر طويلة من التحقيقات أعلن مكتب المدعي العام في باريس أن بيسون لن يواجه أية تهم بسبب غياب الأدلة.


لم تكن Lionsgate المعروفة بسلاسل أفلام ناجحة، مثل The Hunger Games (مباريات الجوع) وJohn Wick، شركة الإنتاج الوحيدة التي أصدرت فيلماً تأثّر بحركة #أنا_أيضاً المنتشرة في هوليوود، فقد قطعت Amazon Studios علاقاتها بوودي آلن بعد تسليط الضوء مجدداً على ادعاء من العام 1992 مفاده أنه استغل ابنته بالتبني ديلان فارو جنسياً. وفي شهر شباط، قرّر آلن مقاضاة الشركة لنيل 68 مليون دولار على الأقل بسبب فسخ العقد بينهما، معتبراً أن شركة أمازون تراجعت عن اتفاقيات الأفلام معه نتيجة ادعاءات "لا أساس لها من الصحة".


استعانت شركة Twentieth Century Fox من جهتها ببراين سينغر لإخراج فيلم Bohemian Rhapsody (الملحمة البوهيمية) في العام 2016، رغم اتهام المخرج علناً بالاعتداء الجنسي، مع أنه أنكر هذه التهم دوماً. ثم طُرِد المخرج من شركة الإنتاج، لكن ذُكِر اسمه من بين صناع العمل وحقق فيلم السيرة الذاتية عن فرقة الروك البريطانية "كوين" نجاحاً عالمياً على شباك التذاكر. يجيد بيسون اكتشاف العارضات اللواتي يتمتعن بمواصفات النجومية: أصبحت ميلا جوفوفيتش نجمة في هوليوود بعدما اختارها للمشاركة في فيلم The Fifth Element في العام 1997 (ثم تزوجا لفترة قصيرة)، كما عمل مع راي راسموسين وكارا ديليفين.


أما لوس التي نشأت في موسكو وتقيم راهناً في نيويورك، فكانت تعمل مع ماركات مثل "ديور" و"فالنتينو" حين قابلته. قبل أن يبدأ المخرج العمل على فيلم Valerian، كان يراجع صوراً شخصية لمجموعة عارضات للمشاركة في الفيلم، فذُهِل بصورة لوس. تقابل الاثنان في باريس، وبعد تجربة أداء امتدت أربع ساعات، أخبرها بأنه يريد إعطاءها دوراً صغيراً في الفيلم. في موقع التصوير في نيوزيلندا، عبّرت لوس عن تعبها من عرض الأزياء. لم يكن أحد يهتم بسماع رأيها، وبدأت الشخصيات المؤثرة على "إنستغرام" تطغى على هذا القطاع أصلاً.

سرعان ما نشأت صداقة بين المخرج والعارضة. وحين انتهى التصوير، راح بيسون يتصل بها بشكلٍ متكرر ويسألها: "هل تتابعين دروساً في التمثيل؟ كيف يسير عرض الأزياء؟ هل ترغبين في متابعة التمثيل؟".


شجّعها لاحقاً على أخذ دروس تمثيل مع مدربة المشاهير سوزان باتسون، فضلاً عن تلقي دروس لتعديل لكنتها الروسية. وبطلبٍ من لوس، أرسل لها سيناريوهات كي تفهم طريقة صياغتها. ثم قدّم لها سيناريو فيلم Anna أثناء شرب القهوة خلال رحلة إلى لوس أنجليس.

تتذكر لوس ما حصل قائلة: "قرأتُ النص أمامه ثم قلتُ له: "لم يسبق أن سمعتُ بقصة مماثلة". فأجابها: "هذا صحيح، لأنها قصة جديدة. هل تريدين أداء دور Anna؟". لم أصدق ما سمعتُه! أظن أنني أصبتُ بذهول تام".


لو كان مخرج فيلم Anna مختلفاً، لاعتُبِر العمل مجرّد محاولة وقحة لنسخ أفلام الحركة التي أخرجها بيسون وتتّسم بغرابتها وتتميز من الناحية البصرية وتتخذ منحىً كارثياً منذ البداية وتزداد سوءاً مع تطور الأحداث. تولى بيسون بنفسه كتابة فيلم Anna وإخراجه، لكنه يبدو نسخة من أنجح أفلامه السابقة.


بعد فشله الكبير على شباك التذاكر في فيلم الخيال العلميValerian and City of a Thousand Planets (فاليريان ومدينة من ألف كوكب)، من المنطقي أن يفضّل العودة إلى عمل مألوف لترسيخ نجاحه، حتى ان معجبيه المخلصين قد يجدون صعوبةً في التهليل لهذا الفيلم التجاري الباهت بشكلٍ صادم!


MISS 3