طوكيو تُعزّز تحالفاتها العسكريّة مع الغرب في مواجهة بكين

02 : 00

التحالف الاستراتيجي بين واشنطن وطوكيو يتعمّق أكثر من أي وقت مضى (أ ف ب)

في خطوة مهمّة تأتي في خضمّ تزايد التهديدات الصينية والكورية الشمالية وارتفاع حدّة التوتّرات في شأن تايوان، أعلنت الولايات المتّحدة واليابان في ختام اجتماع وزاري عُقد في واشنطن الأربعاء عزمهما على تعزيز تحالفهما الدفاعي ليشمل التصدّي لأيّ هجوم عبر الفضاء، فيما تُعزّز طوكيو تحالفاتها العسكريّة مع الغرب في مواجهة تصاعد نفوذ «التنين الصيني».

وقال وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الياباني ووزيرَي دفاع البلدَين: «نحن متّفقون على أنّ الصين تُشكّل أكبر تحدّ استراتيجي» للبلدَين. وإذ أكّد بلينكن أنّ الولايات المتّحدة «تُرحّب بحرارة» بالاستراتيجية الدفاعية الجديدة التي اعتمدتها اليابان أخيراً، أوضح أنّ البلدَين اتّفقا على أنّ «معاهدة الدفاع المشترك المبرمة بينهما تشمل أيضاً الهجمات التي تتمّ عبر الفضاء»، في مواجهة تزايد القدرات الصينية عبر الأقمار الاصطناعية.

وأشار إلى أنّ هذا الاتفاق يعني أنّ أيّ هجوم يحصل عبر الفضاء ضدّ أيّ من البلدَين من شأنه أن يُفعّل المادة الخامسة من المعاهدة الدفاعية الثنائية والتي تنصّ على أنّ أيّ هجوم على أيّ من البلدَين هو هجوم أيضاً على البلد الآخر، فيما كشف وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أنّ بلاده ستنشر في جزيرة أوكيناوا في جنوب اليابان وحدة للتدخّل السريع من سلاح مشاة البحرية الأميركية (المارينز)، لتعزيز القدرات الدفاعية لحليفتها في مواجهة التهديدات الصينية المتزايدة.

وأوضح أوستن أنّه «بحلول العام 2025 سنستبدل كتيبة مدفعية بهذه القوة التي ستكون أكثر فتكاً وأكثر قدرة على الحركة» في «بيئة أمنية متزايدة الصعوبة». وخلال اجتماعهم في واشنطن، رحّب الوزراء الأربعة بهذا «التحالف المطوّر» في مواجهة حقبة جديدة من «المنافسة الاستراتيجية مع الصين»، على حدّ تعبير وزير الخارجية الياباني يوشيماسا هاياشي.

واجتمع الوزراء الأربعة قبل يومَين من قمّة أميركية - يابانية ستُعقد في واشنطن اليوم بين الرئيس جو بايدن ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا. وفي أوّل ردّ فعل صيني، قال الناطق باسم وزارة الخارجية وانغ ونبين: «في إطار تعاون عسكري ثنائي، يتعيّن على الولايات المتحدة واليابان ضمان عدم الإضرار بمصالح طرف ثالث أو بالسلام والاستقرار الإقليميَّين».

توازياً، وقّع رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك ونظيره الياباني فوميو كيشيدا «اتفاق وصول متبادل» يُقرّب بين جيشيهما. وهذه المعاهدة التي وقّعت في برج لندن، هي إشارة إلى اهتمام لندن المتزايد بمنطقة آسيا والمحيط الهادئ من جهة، ومن جهة ثانية الى جهود اليابان لتعزيز تحالفاتها، خصوصاً لمواجهة الصين.

وبفضل هذه المعاهدة، وهي الأهم من حيث الدفاع بين البلدَين منذ التحالف الإنكليزي - الياباني عام 1902 ضدّ روسيا، أصبحت المملكة المتحدة أوّل بلد أوروبي لديه اتفاق وصول متبادل مع اليابان. ويسمح الاتفاق للجيشَين البريطاني والياباني بالانتشار على أراضي أحدهما الآخر، ويضع إطاراً قانونيّاً لتعاونهما.

وكيشيدا، الذي تتولّى بلاده رئاسة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى للعام 2023، يقوم حاليّاً بجولة أوروبّية - أميركية بدأها في فرنسا وإيطاليا قبل أن يحطّ في بريطانيا. ووصل كيشيدا إلى كندا الخميس على أن يختتم جولته في الولايات المتّحدة الجمعة.

وفي الغضون، دعا رئيس الوزراء الأسترالي أنطوني ألبانيزي خلال زيارة إلى بابوازيا - غينيا الجديدة أمس، جارته الصغيرة، إلى أن «تُبرم بسرعة» اتفاقية أمنية جديدة مع بلاده لقطع الطريق على توسّع الصين في المحيط الهادئ.


MISS 3