باحثون في جامعات أميركيّة يعملون كـ"عملاء أجانب"

بكين تخوض "حرباً سرّية" في الولايات المتحدة

11 : 42

"جامعة هارفارد" الأميركيّة (أرشيف)

تشنّ الصين منذ عقود "حرباً سرّية" ضروساً لسرقة العلوم والتكنولوجيا والمعلومات من الولايات المتحدة، من أجل الحصول على ميزة تنافسيّة في مواجهة واشنطن على الساحة العالميّة. وكان آخر فصول هذه الحرب، تورّط باحثين في ولاية بوسطن في مساعدة الحكومة الصينيّة في بحوث علميّة ونقل معلومات مهمّة للغاية، إذ تُشرف الحكومة الصينيّة على برنامج تسمّيه "برنامج الألف موهبة"، تُشير إلى أنّه لمنع هجرة الأدمغة خارج البلاد. غير أن "مكتب التحقيقات الفدرالي" يُحذّر من أن البرنامج يهدف إلى سرقة الملكيّة الفكريّة والحصول على أسرار العلوم والتكنولوجيا، ويُشجّع على "التجسّس الاقتصادي".

وفي الوقت الذي تمتنع فيه الصين عن الحديث عن البرنامج علناً، زادت الولايات المتحدة من تدقيقها حول البرنامج، الذي شارك فيه منذ 2008 أكثر من 7000 باحث وعالم مقيمين خارج الصين، غالبيّتهم من أصل صيني.

وفي هذا السياق، اتهمت واشنطن أستاذاً في "جامعة هارفارد" وباحثَيْن صينيّيْن بمساعدة الحكومة الشيوعيّة في بكين في سرقة الملكيّة الفكريّة، بحسب ما أفادت قناة "الحرة". واتُّهم رئيس قسم في "جامعة هارفارد" تشارلز ليبر بالكذب حول علاقاته بالصين، في حين اتُّهم الباحثَان بأنّهما "عميلان أجنبيان"، بحيث تلقّى ليبر أكثر من مليون دولار كمنحة ماليّة من الحكومة الصينيّة، ما دفع جامعة "هارفارد" إلى وضعه في "إجازة إداريّة" لأجل غير مسمّى، واصفةً التهم الموجّهة إليه بأنّها خطرة.

كما تلقى ليبر، الذي عمل كمحقق رئيسي في مجموعة ليبر للأبحاث في "جامعة هارفارد"، أكثر من 15 مليون دولار في شكل منح من المعهد الوطني الأميركي للصحة ووزارة الدفاع الأميركيّة. ويتعيّن على المستفيدين من هذه المنح الكشف عن أي تضارب في المصالح، بما في ذلك الدعم المالي من الحكومات أو المنظّمات الأجنبيّة.

ولكن في العام 2011، ومن دون علم جامعة "هارفارد"، انضمّ ليبر إلى "جامعة ووهان للتكنولوجيا" في الصين، كعالم. ووفق أوراق المحكمة، شارك أيضاً في "برنامج الألف موهبة".كذلك، أفاد ممثلو الادعاء بأنّ يانتشينغ يي، باحثة الروبوتات في "جامعة بوسطن"، أخفت حقيقة أنّها كانت ملازمة في الجيش الصيني. وعرّفت عن نفسها على أنّها طالبة باحثة، في الوقت الذي كانت لا تزال تعمل لـ"جيش التحرير الشعبي الصيني"، وتقوم بمهمّات خاصة لصالحه في الولايات المتحدة. أمّا الباحث في السرطان زاوسونغ تشنغ، فقد اعتُقل في "مطار بوسطن لوغان" الدولي وفي حقيبته 21 قارورة من العيّنات البيولوجيّة. وكشف المدّعون العامون أنّه كان يُخطّط للعودة إلى الصين لمواصلة أبحاثه هناك. وقال أندرو ليلنج، المحامي الأميركي لمقاطعة ماساتشوستس خلال مؤتمر صحافي: "هذا جهد موجّه للغاية من قبل الحكومة الصينيّة لملء ما تعتبره ثغراتها استراتيجيّة خاصة".

وظلّ البرنامج سرّياً قبل أن تُقرّ به الحكومة الصينيّة بعد إلقاء القبض على مهندس صيني اتُّهم بسرقة أسرار تقنيّة من شركة "جنرال إلكتريك" الأميركيّة.


MISS 3