السنيورة: لا لإنتظار المعالجات من الخارج فنحن لسنا على شاشة "الرادار" عالمياً

15 : 56

استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة الرئيس فؤاد السنيورة، حيث تم عرض للأوضاع العامة وآخر المستجدات السياسية.

وبعد اللقاء تحدث السنيورة: "اليوم السادس عشر من كانون الثاني تخطينا النصف الأول من الشهر الثالث على عدم انتخاب رئيس للجمهورية لسد هذا الشغور في موقع الرئاسة وهذا الأمر طبيعي هو الطريق الصحيح للبدء بالمعالجات الصحيحة التي يحتاجها اللبنانيون في هذه الآونة وهي أولوية انتخاب رئيس جمهورية الذي من خلال هذا الانتخاب وبعده يتم تأليف الحكومة التي تستطيع مع رئيس الجمهورية أن تتولى معالجة المشكلات الكبرى التي يعاني منها لبنان".


أضاف: "لا شك أننا وبعد هذه التجربة المؤلمة التي مررنا بها في انتخاب ميشال عون وتجربة الست سنوات التي مرت علينا ونتيجة هذه الاجتهادات التي أدت بنا الى أن نقع في هذه المشكلات الكبرى بداية بما يسمى الرئيس القوي في طائفته والتي انتهينا أن ذلك أدى الى المشكلات الكبرى بأن الرئيس حسب الدستور هو رئيس الدولة وهو رمز وحدة الوطن وبالتالي هو الرئيس الجامع للبنانيين ولا يمكن أن يكون رئيساً لفريق من اللبنانيين، بدلاً من أن يكون رئيساً لجميع اللبنانيين ويستطيع أن يكون الحافظ المحافظ على الدستور والقادر على جمع اللبنانيين وان يقود المؤسسات وأن يحرص على أمر أساسي في الدستور وهو ما يسمى فصل السلطات وبالتالي الرئيس هو الذي يحافظ على هذا التوازن ما بين السلطات والقادر على أن يصار الى سير العملية للحكم في لبنان على الطريق الصحيح ليس هذا فقط بل وقعنا أيضاً في مشكلة أخرى والتي أدت بنا الى ما يسمى الديموقراطية التوافقية وهي أدت الى تخريب نظامنا الديموقراطي اللبناني، أي أن النظام الديموقراطي اللبناني القائم على المحاسبة والمساءلة لمن يتولون السلطة هكذا تستقيم الأمور بهذا العمل الديموقراطية التوافقية التي أدت الى أما أن يصار داخل الحكومة التوافق ما بين الوزراء بما فيه مصلحتهم أو ليصار الى ممارسة الفيتوات المتبادلة التي أدت الى ما وصلنا اليه" .


وتابع السنيورة: "أقول هذا الكلام، لأننا يجب أن نستخلص الدرس من هذه التجربة المريرة التي مر بها لبنان، وبالتالي يجب علينا أن ندرك انه للخروج من هذه الأزمات الكبرى التي يفترض أن تبدأ بالمعالجة الأساسية انتخاب رئيس جمهورية ونعيد للبنانيين الثقة بالغد وهذا الأمر لا يمكن أن يتحقق من خلال المعالجات عن طريق المراهم، أنا وقفت هنا في هذا الموقع قبل سنتين وقبل سنة أيضاً وفي هذا الوقت بالذات وأشرت الى انه اذا لم نصل الى القيام بالمعالجات الصحيحة فان كل يوم تأخير في التوصل الى إجراء المعالجات سوف يعني شهراً إضافياً من الآلام والأوجاع والأكلاف التي يتحملها اللبنانيون. وما مررنا به خلال السنتين الماضيتين كفيل بان يوصل هذه الرسالة بشكل صحيح بأننا ما مررنا به هو المزيد من الآلام التي يتحملها اللبنانيون والتي لا يمكن الخروج منها إلا بتصويب بوصلتنا ومعرفة أن الطريق الصحيح للخروج هو في اعتماد الإصلاحات الحقيقية لم يعد من الممكن أن نستمر كما كنا عليه بتضييع الوقت وحرف انتباه الناس وإشغالهم بمسائل جانبية بعيداً عن إجراء الإصلاحات التي يحتاجها لبنان على كل الأصعدة".



وأردف: "وهنا ينبغي أن نقول بوضوح، أن الإصلاحات التي يجب أن تشمل الأمور الاقتصادية والمالية والإدارية وجميعها مهمة وضرورية، ولا يمكن أن تحل المشكلات بدون اللجوء الى هذه المعالجات ولكن كل هذه المعالجات غير كافية إذا لم تقترن بإصلاحات عن طريق تصويب الأداء السياسي تصويب سياسة لبنان في علاقته مع محيطه العربي والعالم، تصويب الطريقة التي ينبغي أن نتصرف بها في احترامنا لما يسمى الشرعيتين العربية والدولية. هذه الأمور من الداخل يجب إن تتم وينبغي أن يصار الى العودة الى احترام الدولة في سلطتها وسيطرتها على كامل أراضيها، وأن نعود الى احترام استقلالية القضاء".


وتابع: "هذه جملة من الأمور، بأن نعود لنحترم الكفاءة والجدارة في تحمل المسؤوليات جملة من الأمور اذا لم تكن هناك من إصلاحات في ما يسمى الأداء السياسي اذا تعدى عن الطريق القويم ووصلنا في ما وصلنا إليه".


وأضاف السنيورة :"اليوم نحن أمام استحقاقات، والعالم كله مشغول بكثير من المشكلات التي تتضاءل فيه أهمية لبنان إزاء ما يهتم به العالم من مشكلات إذا استمررنا كما نحن الآن ودون أن نتصرف بتبصر ورغبة في إيجاد حلول، اعتقد ان المشكلات ستزداد اكثر عن ما هي حاليا، أنا أقول هذا الكلام مع تأكيد انه بإمكاننا الخروج من هذه المآزق التي نمر بها نعم هناك إمكانية وانا شديد الثقة بان لبنان كدولة لا يمكن أن تفلس، لان في إمكانها عندما تتصرف بشكل حكيم ومتبصر وحرص على المصلحة العامة، تستطيع أن تخلق قيما اقتصادية كل يوم، وبالتالي الدولة ليست كشركة يمكن أن تفلس وتوزع الموجودات. الدولة كيان مستمر وبالتالي ينبغي أن نتصرف على هذا لأساس ونأخذ البلاد نحو المستقبل هناك مشكلة أساسية لدى اللبنانيين، أن ليس لديهم ثقة بالغد".


وقال السنيورة: "نحن الآن أمامنا التحدي كيف أن نأخذ اللبنانيين نحو المستقبل؟ وبالتالي ولكي نستعيد ثقة اللبنانيين بالمستقبل هناك جملة من القضايا التي ينبغي علينا أن نأخذها في الاعتبار، أحببت أن أقول في نهاية هذا اللقاء مع دولة الرئيس نبيه بري والذي تناولنا فيه جملة من الأمور والقضايا التي يعاني منها اللبنانيون والتي اعتقد أن هناك قدراً من الأمور التي نراها بنفس الطريقة لحجم المشكلات وبما ينبغي أن يصار اليها من معالجات".


وقال: "أتمنى أن تسود المرحلة القادمة تحسنا في مستوى القيادة عن طريق انتخاب رئيس للجمهورية وتحسناً أيضاً في تقدير الأمور بشكل صحيح لأننا عانينا في الفترة الماضية من سوء التقدير والتدبير والإدارة والتبصر للأمور".


واستطرد السنيورة: "هذه الأمور، كفيلة بأن تأخذنا نحو الطريق الصحيح للمعالجات، ليس في الإمكان الانتظار أن تأتي المعالجات من الخارج. الخارج مشغول بمشاغله ولديه الكثير من المشاغل. ونحن "مش عم نطلع على شاشة الرادار" لدى الكثيرين من دول العالم وبالتالي، اذا لم ندرك انه علينا الحل من قبلنا اعتقد انه ليس علينا توقع شيء.


وختم السنيورة: "أنا قول، انه إذا وضعنا عقلنا في رأسنا وتصرفنا بما ينبغي علينا وبما ينبغي أن نستعيد فيه دولتنا كي تكون صاحبة القرار الوحيد في لبنان، كل الأديان السماوية تؤمن بوحدانية الخالق. إذا ليس هناك ازدواجية في الكون، في الدول ليس هناك إمكانية للازدواجية. علينا أن ندرك هذه الحقيقة ونتصرف على أساسها ونأخذ بلدنا نحو الإنقاذ الذي يتمناه اللبنانيون".


كما استقبل بري الرئيس السابق لجمعية الرقابة على المصارف سمير حمود ومدير الإدارة المشتركة في وزارة الإشغال والنقل منير صبح والنائب الأول لحاكم مصرف لبنان الدكتور وسيم منصوري".





MISS 3