محمد دهشة

ناصر ياسين في صيدا: "وزير على الأرض يشتغل"... والمؤسسات الأهلية تمدد مبادرة التنظيف

مبادرة "صيدا تواجه" لإنشاء صندوق لدعم العمل البلدي والبيئي حتى شهر رمضان المقبل

17 كانون الثاني 2023

المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام

20 : 34

تمضي صيدا قدماً في معالجة مشكلة النفايات بكافة أشكالها، من رفعها ونقلها الى الكنس واعادة تشغيل المعمل الحديث عن منطقة سينيق، في ظل عجز مؤسسات الدولة ووزراتها المعنية عن دفع المستحقات المالية للبلدية واتحاد صيدا – الزهراني والشركات المتعهدة معا، وذلك بتكاتف ما بين قواها السياسية والبلدية وهيئات المجتمع المدني.


وقد شهد هذا الملف البيئي الشائك والمتداخل تطورين بارزين، الأول زيارة وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال  ناصر ياسين للمدينة ومشاركته مع متطوعي تجمع المؤسسات الأهلية لتنظيف شوارع صيدا واحيائها، في اليوم التاسع من المبادرة التي أطلقتها جمعية التنمية للانسان والبيئة برئاسة فضل الله حسونة وبالتعاون مع التجمع برعاية من البلدية ودعم فاعليات المدينة والجوار.




والثاني: تمديد المبادرة التي كانت مقررة لعشرة أيام فقط الى نهاية الشهر الجاري، على أمل التوصل إلى حلول تجنب المدينة وشوارعها واحيائها تراكم النفايات في شكل مقزز بعدما إنطلقت يوم الاثنين المنصرم (9 كانون الثاني) ولاقت مشاركة واسعة وارتياحا في الأوساط الشعبية.


وقد وصل ياسين إلى المدينة ظهرا وجال مع ممثلي تجمع المؤسسات الأهلية في الشوارع الرئيسة للمدينة، وزار بعض الأحياء، واطلع على نتائج الحملة المستمرة والتي شارك فيها عشرات من المتطوعين والمتطوعات الى جانب عدد من عمال بلدية صيدا.



ورعى ياسين الحفل التكريمي الذي أقيم في قاعة بلدية صيدا للمشاركين في المبادرة بحضور النائب عبد الرحمن البزري ورئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي، ورئيس بلدية البرامية جورج سعد ووفد من الحركة البيئية اللبنانية، إلى جانب مسؤولي عدد من الجمعيات المشاركة.


وتوجه الناشط محمد حنينة بالشكر الكبير للمتطوعين من جميع الهيئات، وأكد على الاستمرار بالعمل خدمة للمدينة، وأنه في اليوم التاسع للحملة تم تنظيف 90 بالمائة من الشوارع، ولفت الى ان المبادرة التي أطلقتها جمعية التنمية للانسان والبيئة قد أمنت بدل أتعاب الى 25 عاملا شاركوا بالحملة.



وشدد رئيس تجمع المؤسسات الأهلية ماجد حمتو، على أننا كلنا يد واحدة، ونحن في هذه المنطقة نمارس سياسة التعاون والتشبيك وكل منا حسب الامكانات المتاحة أمامه"، قائلا "عندما انطلقنا بالمبادرة، طرحنا سؤال: هل نستطيع؟ والان نقول لقد نجحنا، بعضنا قدم المال، والبعض الآخر الدعم البشري، وكل حسب امكاناته، والآن نتساءل:" هل نستطيع الاستمرار بالمبادرة؟ والجواب سنستمر إذا استطعنا وضع خطة واضحة وحسب الامكانات المتوفرة، ومن خلال خطة استراتيجية لمعالجة النفايات المنزلية واستخدام آليات عمل جديدة"، معلنا عن استمرار المبادرة حتى نهاية الشهر الحالي، بدعم ورعاية من جميع الهيئات والمؤسسات التي أيدت المبادرة عند انطلاقها.




وأشارت المهندسة عفت إدريس باسم الحركة البيئية اللبنانية إلى محاولة الحركة البيئية إعادة بناء البلد من خلال التعاون والتشبيك مع مكونات المجتمع الذي يشهد انهيارا غير مسبوق. وأضافت "هذه التجربة الناجحة في صيدا سنحاول تعميمها في مناطق أخرى والشعلة التي بدأت في صيدا ستنتقل الى مناطق أخرى".


وشكر النائب البزري الذي شكر جميع المتطوعين والمتطوعات على الجهد المبذول خلال ايام المبادرة، وقال: "في صيدا لن نفتقد البدر، التعاون عنوان النجاح، وفي صيدا عندنا المجتمع الأهلي المتعاون مع المجلس البلدي ومختلف القوى وكلنا قادرون على تحقيق النجاح"، متطرقا إلى تجارب التعاون منذ الإحتلال الاسرائيلي وبعد التحرير، وتجربة عدوان نيسان 1996، وصولا إلى عدوان تموز 2000 حين تحولت بلدية صيدا إلى خلية نحل من التعاون لمواجهة نتائج العدوان المذكور. خاتما "ما نحقق من نجاح هو استمرار لنجاح الشراكة بين المكونات الاجتماعية، وأن صيدا هي بداية حل الازمة البيئية وليست مدينة الازمة البيئية.




وقالت مقررة اللجنة البيئية في مبادرة "صيدا تواجه" المهندسة سهاد عفارة "اننا نستطيع أن نعطي ما لدينا، حاول البعض التشكيك ولكن نجحنا، وأن تنطلق المبادرة من جميع المجموعات والهيئات، وبالتالي علينا شكر الجميع على الجهد الذي بذل لانجاح المبادرة".


ووجه الوزير ياسين الشكر الكبير للمتطوعين والمتطوعات الذين بذلوا الجهد الكبير لإنجاح المبادرة. قائلا "كي نكمل الطريق يجب ان يكون للبلدية دور بالإشراف على معمل المعالجة، انه بحاجة الى صيانة شاملة وإدارة جديدة وبالتعاون مع البلدية والمجتمع المحلي يمكن مساعدته على تخطي الصعاب. كما يجب العمل على إنجاز مطمر صحي بالتعاون مع بلديات المنطقة. بالإضافة إلى تعزيز الفرز من المصدر"، موضحا أن العمل جاري لتعديل قانوني يسمح للبلدية باتخاذ خطوات عملية ومالية لمعالجة النفايات. داعيا أصحاب المبادرة إلى استمرارها حتى شهر رمضان.



وذكر رئيس البلدية المهندس محمد السعودي الحاضرين بقوله السابق أننا سنواجه مشكلة بالجمع والمعالجة. قائلا "المشكلة بتاخر دفع المستحقات للشركتين ما دفع بهما إلى الافلاس، وطالب مجلس الوزراء الذي سيجتمع غدا إلى أخذ قرار تسديد المستحقات. وتوجه بالشكر للجميع حول المبادرة وانجاحها"، خاتما غدا ستنتهي المبادرة، لكن تجمع المؤسسات مددها الى نهاية الشهر علنا نصل الى حل نهائي للمشكلة.


وعلمت نداء الوطن"، أنه في حال لم يتم دفع المستحقات المالية للبلدية والشركة المتعهدة من الصندوق البلدي المستقبل، فان الاتجاه يميل الى اطلاق مبادرة لانشاء صندوق دعم ومنها اقتراح التبرع بمائة ألف شهريا من كل صاحب منزل ومحل، على أن يدرس كيفية جمعها ومنها اقتراح عبر جباة اشتراكات المولدات الخاصة.


وكان رجل الأعمال مرعي ابو مرعي قد زار السعودي قبل أسابيع في منزله في الهلالية، وأطلق دعوة للتكاتف بين القوى السياسية والبلديات في قرى المدينة واتحادها وهيئات المجتمع المدني في معالجة المشكلة عبر إنشاء صندوق دعم... وإلى المواطنين للمساهمة في المعالجة عبر التبرع بمئة ألف ليرة لبنانية، وقد عممت بلدية مجدليون اليوم كتاباً إلى القاطنين فيها وحثهم على التبرع بمئة ألف ليرة لبنانية للمساهمة في رفع النفايات على قاعدة ان التعاون في هذه الفترة العصيبة يقينا من الأوبئة والأمراض، على أمل إنقاذ الوطن من هذه المعضلات التي نمر بها".


وليلا، شارك الوزير ياسين في الاجتماع الذي عقدته هيئة المتابعة لمبادرة "صيدا تواجه" في مبنى بلدية صيدا بحضور "النائب البزري، رئيسة مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة السيدة بهية الحريري والمسؤول السياسي للجماعة الإسلامية في الجنوب الدكتور بسام حمود ورئيس البلدية السعودي، فيما تغيب النائب الدكتور أسامة سعد لإرتباطه بموعد مسبق. حيث جرى بحث أزمة النفايات المستجدة في صيدا والجهود المبذولة على الصعيد الرسمي والبلدي والأهلي للتخفيف من حدتها، وآفاق الحلول المرحلية والدائمة لهذه الأزمة.


وقال الوزير ياسين فقال "اللقاء المسائي جرى عند الرئيس السعودي مع النائب الدكتور عبد الرحمن البزري ومع السيدة بهية الحريري والدكتور بسام حمود، لخصنا الجولة التي قمنا بها اليوم ولكن وضعنا خارطة طريق لرفع النفايات من المدينة وإدارة النفايات من الآن الى الأشهر المقبلة وإلى ان تتيسر الأمور على مستوى الإدارة المركزية للنفايات وعلى مستوى المراسيم وعلى مستوى الحكومة".


وأضاف: "لكن في هذا الوقت، وخلال الأشهر المقبلة سنبقى نعمل لدعم البلدية مع الهيئات الأهلية وتجمع المؤسسات الأهلية والجمعيات لتبقى عملية رفع النفايات مستمرة من شوارع المدينة كما جرى في الأيام العشرة الأخيرة، وان يكون هناك تعاون أيضا مع المتعهدين ليعملوا ضمن الشروط التي يجب ان يعملوا فيها ويقوموا بواجباتهم ونحن نسعى لتطوير العمل الذي نشتغله كوزارة بيئة مع المنظمات الدولية بالتعاون مع البلدية".




وردا على سؤال حول ما هي الخطوة الأولى أو أقرب خطوة سيتم البدء بها على هذا الصعيد" فأجاب "أقرب خطوة ستكون متابعة دعم البلدية في الإستمرار بعملية كنس ورفع النفايات من الشوارع كما حدث في آخر عشرة أيام، وأن نبقى مكملين بها إلى آخر الشهر الجاري وبعدها تمتد لشهر رمضان المبارك نكون خلالها قمنا بنوع من تقييم ودراسة لهذه التجربة على مدى 3 أو 4 أشهر. وفي هذا الوقت البلدية ستبدأ جديا بالتعاون مع الناس ليكون لديها صندوق لدعم العمل البلدي والبيئي يغطي هذه المصاريف إلى أن تكون الأمور تيسرت على مستوى الحكومة".


وحول ما اذا كانت خارطة الطريق تشمل ايضاً معمل معالجة النفايات قال ياسين "المعمل يشتغل حالياً ولديه مستحقات يأخذها وسيكون هناك رقابة ومتابعة أكبر لعمله والبلدية ستلعب دوراً أكبر بهذا الموضوع".


من جهته قال السعودي "اشكر الوزير ياسين على زيارته وما رأيناه اليوم "وزير على الأرض يشتغل" حتى أن بعض الناس طلبوا منه الحضور كل يوم طالما تكون البلد نظيفة! واتفقنا على خطوات عملية تختصر بتأمين صندوق يساعد بعملية إزالة النفايات من الشوارع.

MISS 3