موسكو تهدّد بـ"حرب نوويّة" لتجنّب الهزيمة

الغرب يمدّ كييف بالأسلحة الثقيلة ...وترقّب لاجتماع رامشتاين اليوم

02 : 00

كاهن يُبارك جنديّاً أوكرانيّاً بعد خروجه من مياه جليديّة بمناسبة عيد الغطاس الأرثوذكسي قرب خطوط التماس في منطقة دونيتسك أمس (أ ف ب)

في إطار التصميم الغربي على مساعدة كييف على الانتصار في المعارك الضارية ضدّ قوّات الاحتلال الروسي، أعلن وزراء دفاع بريطانيا وبولندا وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا، وممثلو الدنمارك والتشيك وهولندا وسلوفاكيا في بيان مشترك من العاصمة الإستونية تالين، تقديم مساعدات عسكرية "غير مسبوقة" لأوكرانيا لمواجهة الغزو الروسي، بما في ذلك الدبابات الهجومية. وأكدت هذه الدول التزامها بـ"السعي الجماعي لتقديم حزمة غير مسبوقة من المساعدات، بما في ذلك دبابات ومدفعية ثقيلة وأنظمة دفاع جوي وذخيرة ومركبات مشاة قتالية، لصالح وزارة الدفاع الأوكرانية". وحضّ البيان الحلفاء الآخرين على المساهمة في دعم أوكرانيا بالأسلحة في مواجهة روسيا، وفق وكالة "رويترز".

وكشف وزير الدفاع البريطاني بن والاس أن بلاده تعتزم إرسال 600 صاروخ "بريمستون" إلى أوكرانيا لدعمها في مواجهة روسيا، فيما قرّرت الدنمارك أن تمنح أوكرانيا 19 مدفع "قيصر" بعيدة المدى فرنسية الصنع، علماً أن بعضها لم تتسلّمه كوبنهاغن بعد. كما قرّرت السويد تزويد كييف بمدافع "آرتشر" الطويلة المدى، المتنقلة والحديثة التي تُطالب بها كييف منذ أشهر عدّة، على ما أعلن رئيس الوزراء أولف كريسترسون.

كذلك، أعلنت بولندا استعدادها لتزويد أوكرانيا بدبابات ألمانية الصنع من نوع "ليوبارد" من دون موافقة برلين، وسط انتقادات أوكرانية للتردّد الألماني بتزويدها بالدبابات الحديثة، في حين كشف وزير الدفاع الليتواني أرفيداس أنوسوسكاس لوكالة "فرانس برس" أن "بضع دول" ستُرسل دبابات "ليوبارد" إلى كييف. و"ليوبارد" من الدبابات الثقيلة الحديثة ذات التصميم الغربي التي تطلبها كييف من حلفائها، ويقول الخبراء إنّها ستكون حاسمة في المعارك المقبلة في شرق أوكرانيا.

وسيجتمع وزراء الدفاع وكبار المسؤولين العسكريين في الدول الغربية التي تُقدّم مساعدات عسكرية لأوكرانيا، إضافةً إلى وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في رامشتاين اليوم. وسيكون هذا الاجتماع الثالث من نوعه، في وقت حذّر فيه نائب رئيس مجلس الأمن الروسي والرئيس السابق ديميتري ميدفيديف من أن "هزيمة قوة نووية في حرب تقليدية قد تُشعل حرباً نووية"، في إشارة إلى الحرب التي تشنّها بلاده في أوكرانيا.

وفي منشور على "تلغرام" للتعليق على دعم "حلف شمال الأطلسي" للجيش الأوكراني، كتب ميدفيديف: "القوى النووية لا تخسر أبداً في صراعات كبرى يتوقف عليها مصيرها"، فيما أكد الكرملين أن تصريحات ميدفيديف تتّفق تماماً مع عقيدة موسكو النووية.

كما أدّت تسريبات منسوبة لمسؤولين أميركيين في تقارير صحافيّة غربيّة عن إدراك إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن حاجة أوكرانيا لقدرات عسكرية إضافية للتمكّن من ضرب شبه جزيرة القرم، ردّ فعل الكرملين على الفور، بحيث حذّر من أن تسليم الدول الغربية كييف أسلحة طويلة المدى قادرة على استهداف عمق الأراضي الروسية سيؤدّي إلى تصعيد خطر في النزاع المسلّح بين البلدَين وسينقل الصراع إلى مستوى نوعي جديد.

تزامناً، كشف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال لقائه مع رئيس بيلاروسيا المشكّك في شرعيّته ألكسندر لوكاشينكو أن موسكو ومينسك مستعدّتان "لأي تطوّرات" في مجال الدفاع، لافتاً إلى أن بلديهما قد وقعتا مذكّرة في شأن تعزيز أمن روسيا وبيلاروسيا والحدّ من التهديدات التي تواجههما من بلدان أخرى. من جانبه، اعتبر لوكاشينكو أن الغرب يُحاول استخدام أوكرانيا ضدّ بيلاروسيا وضدّ روسيا على حدّ سواء، موضحاً أن موسكو على علم بخطط "جيراننا الغربيين، وليس أوكرانيا فقط".

ووسط الأزمة الديبلوماسية بين واشنطن وموسكو، كشف جهاز الأمن الفدرالي الروسي (أف أس بي) أنّه فتح تحقيقاً بحق مواطن أميركي بشبهة "جمع معلومات استخباراتية مرتبطة بمسائل بيولوجية تتعارض مع أمن روسيا الاتحادية"، لكنّه لم يُحدّد هوية هذا المواطن الأميركي ولا إذا تمّ توقيفه ولا إذا كان في روسيا أو في الخارج، بينما ذكرت وزارة الخارجية الأميركية أنّها تتحقق من المسألة عن كثب و"نحن على اتصال مباشر بالسلطات الروسية".


MISS 3