صلاة الجمعة مرّت بهدوء في القدس وسط تعزيزات أمنيّة إسرائيليّة

عاهل الأردن: ندعم حلّ الدولتَيْن على حدود الـ67

12 : 13

قوّات الأمن الأردنيّة تؤمّن الحماية لتظاهرة مناهضة لـ"صفقة القرن" في عمّان أمس

أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بالأمس "موقف المملكة الثابت" من القضيّة الفلسطينيّة، ووقوفها إلى جانب الفلسطينيين حتّى إقامة دولتهم المستقلّة على حدود 4 حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقيّة، ووفق حلّ الدولتَيْن.

وشدّد الملك خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس على "موقف الأردن الثابت تجاه القضيّة الفلسطينيّة"، بحسب بيان صادر عن الديوان الملكي. كما أكد "وقوفه إلى جانب الأشقاء الفلسطينيين في نيل حقوقهم العادلة والمشروعة، وإقامة دولتهم المستقلّة على خطوط 4 حزيران من العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقيّة، لتعيش بسلام مع دول المنطقة كافة، وفقاً لحلّ الدولتَيْن".

وأوضح الملك أن "الأردن سيستمرّ بالسعي إلى تحقيق السلام الشامل والعادل، الذي ترضى عنه شعوب المنطقة، طبقاً للشرعيّة الدوليّة"، لافتاً إلى أنّه "سيمضي بالتنسيق الوثيق مع الأشقاء الفلسطينيين والعرب، والعمل مع المجتمع الدولي، للتعامل مع المرحلة المقبلة".

واحتلّت إسرائيل القدس الشرقيّة العام 1967، التي كانت تخضع للسيادة الأردنيّة كسائر مدن الضفة الغربيّة قبل احتلالها، وضمّتها لاحقاً، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي. وتعترف إسرائيل، التي وقّعت معاهدة سلام مع الأردن العام 1994، باشراف المملكة الهاشميّة على المقدّسات الإسلاميّة في المدينة.

وفي الأثناء، شارك نحو ثلاثة آلاف شخص في تظاهرة انطلقت من أمام المسجد الحسيني في عمّان، وسط تواجد أمني كثيف. وحمل المشاركون في التظاهرة لافتات كُتب على بعضها: "الأردن يرفض صفقة القرن"، و"تسقط صفقة القرن"، إضافةً إلى أعلام أردنيّة وفلسطينيّة. كما أحرق متظاهرون علم إسرائيل وسط هتافات "الموت لإسرائيل" و"هذا النهج ولا تبديل، بدنا نحرق إسرائيل".

كما هتفوا: "اسمع يا ترامب اللعين، مش للبيع فلسطين"، و"الأردن وفلسطين شعب واحد مش شعبَيْن"، إضافةً إلى "نموت وتحيا فلسطين"، في وقت تظاهر قرابة 300 شخص أمام السفارة الأميركيّة في منطقة عبدون غرب عمّان، مندّدين بخطّة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط. كذلك شارك المئات في تظاهرات مشابهة في كلّ من أربد شمال المملكة والكرك في الجنوب والسلط في شمال غربي الأردن.

على جبهة أخرى، عزّزت الشرطة الإسرائيليّة وجودها في المدينة القديمة في القدس، إلّا أن صلاة الجمعة في المسجد الأقصى مرّت بهدوء، إذ سرت مخاوف جدّية من احتمال تصاعد حدّة التوتر صباح الجمعة عندما تظاهرت مجموعة من الفلسطينيين في حرم الأقصى في القدس الشرقيّة بعد صلاة الفجر.

وفي هذا الصدد، كشف المتحدّث باسم الشرطة الإسرائيليّة ميكي روزنفيلد أن مجموعة من الفلسطينيين الذين تجمّعوا عقب صلاة الفجر في حرم الأقصى "بدأوا مسيرة بهتافات قوميّة"، مضيفاً أن "الشرطة ردّت وفرّقت التجمّع". لكن صلاة الجمعة التي شهدت حضور أكثر من 30 ألف فلسطيني في المسجد الأقصى، مرّت من دون تسجيل أي حوادث، بحسب ما أفاد مسؤولون دينيّون ومراسلو وكالة "فرانس برس".

وأكد روزنفيلد أن الإجراءات "الأمنيّة المشدّدة" ستتواصل في أنحاء المدينة القديمة، بينما "ستردّ وحدات الشرطة عند الضرورة"، في حين صرّح نائب المفوّض العام بالإنابة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين كريستيان ساوندرز بأنّ الفلسطينيين في "حالة صدمة" إزاء الخطّة الأميركيّة. وأضاف: "بالتأكيد لدينا مخاوف جدّية من أنّها قد تتسبّب بتصعيد في المواجهات والعنف".

وأسفرت مواجهات بين المتظاهرين الفلسطينيين والقوّات الإسرائيليّة في الضفة الغربيّة عن إصابة نحو 30 شخصاً بجروح منذ الثلثاء، بالرغم من أن التظاهرات كانت صغيرة بمعظمها.

وفي غزّة، الخاضعة لسيطرة حركة "حماس" الإسلاميّة، شارك الآلاف في تظاهرات خرجت هذا الأسبوع. وارتدى كثيرون بالأمس شارات كُتب عليها: "لا لصفقة القرن" في تظاهرات داخل القطاع، بينما نفّذت إسرائيل ضربات جوّية استهدفت مواقع لـ"حماس" في غزة في وقت مبكر الجمعة، بعد إطلاق ثلاثة صواريخ منها في الليلة السابقة، في هجمات لم تتسبّب بسقوط ضحايا أو وقوع أضرار، بحسب الجيش الإسرائيلي.

وأعلن الجيش الإسرائيلي بعد ظهر الجمعة أن ثلاث قذائف هاون أُطلقت من غزّة في اتّجاه إسرائيل، ما استدعى ضربة انتقاميّة نفّذتها مدرّعة واستهدفت موقعاً عسكريّاً تابعاً لـ"حماس" في جنوب القطاع، وفق الجيش الذي ذكر أن منظومة الدفاع الصاروخي الإسرائيليّة اعترضت إحدى القذائف. ويُشتبه بأنّ القذيفتَيْن الأخريَيْن سقطتا في أرض خلاء. ولم يُسجّل وقوع أي إصابات.

تزامناً، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربيّة أحمد أبو الغيط أن "العرب لن يتخلّوا عن الفلسطينيين"، وذلك خلال استقباله الرئيس الفلسطيني محمود عباس، عشيّة اجتماع في مقرّ الجامعة في القاهرة على المستوى الوزاري حول خطّة السلام الأميركيّة. وقال أبو الغيط في بيان: "النضال من أجل قضيّة فلسطين العادلة ليس نضالاً فلسطينيّاً فحسب، وإنّما هو نضال عربي جماعي"، مشدّداً على أن "توقيت الطرح الأميركي والطريقة التي عُرض بها يُثيران علامات استفهام عدّة، ويقتضيان ردّ فعلٍ محكماً من العرب".في غضون ذلك، دعت لندن إسرائيل إلى عدم ضمّ أي أجزاء من الضفة الغربيّة، كما تلحظ خطّة ترامب، التي كانت موضع ترحيب حذر من قبل السلطات البريطانيّة. وقال وزير الخارجيّة دومينيك راب في بيان إن "المملكة المتّحدة تُعبّر عن قلقها في شأن تقارير عن قرارات محتملة تؤدّي إلى ضمّ أجزاء من الضفة الغربيّة من قبل إسرائيل"، مضيفاً: "أي قرار أحادي الجانب سيُلحق أضراراً بتجديد الجهود لإعادة إطلاق مفاوضات السلام، ويتعارض مع القانون الدولي".

وكان لافتاً الموقف الذي أعلنه الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر أمس الأوّل، إذ اعتبر في بيان أن خطّة ترامب للسلام في الشرق الأوسط تنتهك القانون الدولي، وحضّ الأمم المتحدة على منع إسرائيل من ضمّ أراض فلسطينيّة. ورأى أن "الخطّة الأميركيّة الجديدة تُقوّض فرص سلام عادل بين الإسرائيليين والفلسطينيين"، مضيفاً: "في حال تطبيقها، ستقضي الخطّة على الحلّ الوحيد القابل للتطبيق لهذا النزاع الطويل، حلّ الدولتَيْن".