صنّفت "فاغنر" "منظمة إجرامية دولية"... ولا إجماع في رامشتاين

واشنطن: نساعد كييف لشن "هجوم مضاد" في الربيع

02 : 00

وزراء دفاع أوكرانيا وأميركا وألمانيا في حديث في قاعدة رامشتاين أمس (أ ف ب)

على الرغم من الدعم العسكري الغربي المتنامي لأوكرانيا، أعرب رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأميركية الجنرال مارك ميلي أمس عن شكوكه في تمكّن القوات الأوكرانية من دحر الجيش الروسي من أراضيها هذا العام، في وقت فشل فيه حلفاء كييف في الاتفاق على تسليمها دبابات ثقيلة خلال اجتماعهم في قاعدة رامشتاين الأميركية في ألمانيا، ما يُحبط آمال أوكرانيا ويضطرّها لانتظار إجراء مزيد من النقاشات للحصول على ضوء أخضر من ألمانيا.

وإثر اجتماع رامشتاين، قال ميلي خلال مؤتمر صحافي: "من وجهة نظر عسكرية، ما زلت أرى أنه سيكون من الصعب جدّاً في هذا العام دحر القوات الروسية عسكريّاً من كامل... أوكرانيا المحتلّة"، وأضاف: "هذا لا يعني أن هذا الأمر لا يُمكن أن يحصل. لكنّه سيكون بالغ الصعوبة"، معتبراً أنه "يُمكن بالنسبة إلى الأوكرانيين أن يشنّوا هجوماً واسع النطاق بهدف تحرير أكبر قدر من الأراضي"، لكن "ذلك يبقى رهناً بتسليم المعدّات والتدريبات".

وفي السياق، توقّع وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن حصول هجوم مضاد للقوات الأوكرانية في الربيع، مؤكداً أن ما يسعى إليه الحلفاء هو مساعدة كييف في الإعداد لذلك. وعلى صعيد تسليم المعدات، أوضح أنّه "لدينا فرصة سانحة بين اللحظة الراهنة والربيع... أي عندما يبدأون عملياتهم، هجومهم المضاد"، لافتاً إلى أنّ "هذه ليست فترة طويلة وعلينا جمع القدرات المناسبة".

وحضّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الدول الغربية على تسريع وتيرة تزويد بلاده أسلحة ثقيلة، خصوصاً دبابات. لكن أي قرار لم يُتّخذ في ختام اجتماع رامشتاين حول إرسال دبابات "ليوبارد" الألمانية الصنع والتي تُطالب بها كييف بالحاح. وأوضح وزير الدفاع الألماني الجديد بوريس بيستوريوس أنّ المسألة "نوقشت"، لكن "أي قرار لم يُتّخذ" في هذا الشأن، لافتاً إلى أن "الآراء ليست متطابقة" بخصوص هذا الموضوع.

ويرى خبراء أن الدبابات الثقيلة الحديثة ذات التصميم الغربي ستُعطي أفضليّة حاسمة لكييف في المعارك التي تلوح في الأفق في شرق أوكرانيا، حيث عاودت روسيا الهجوم بعد تعرّضها لانتكاسات شديدة هذا الشتاء. وعرضت بولندا وفنلندا تسليم دبابات "ليوبارد 2" إلى أوكرانيا، لكن إعادة تصدير أي من المعدّات العسكرية الألمانية الصنع مشروط بالحصول على موافقة برلين.

وقبل ساعات من هذا الاجتماع، تعهّدت الولايات المتحدة وبريطانيا والسويد والدنمارك إرسال شحنات جديدة كبيرة من الأسلحة إلى أوكرانيا. وستُفرج واشنطن عن مساعدة عسكرية جديدة بقيمة 2.5 مليار دولار تشمل 59 عربة مصفحة من طراز "برادلي"، تُضاف إلى 50 مركبة مدرّعة خفيفة من هذا الطراز تمّ التعهد بها في السادس من كانون الثاني، و90 ناقلة جند مصفحة من طراز "سترايكر"، وفق البنتاغون.

أمّا فنلندا، فتعهدت بمساعدة عسكرية بقيمة 400 مليون يورو لأوكرانيا، وهي أكبر مساهمة لها حتى الآن وتشمل أسلحة مدفعية وذخيرة، بينما ردّ الكرملين بأن تسليم أوكرانيا دبّابات ثقيلة لن يُغيّر أي شيء على الأرض. واتهم الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف الدول الغربية بـ"التشبث بوهم مأسوي بقدرة أوكرانيا على تحقيق النصر على أرض المعركة".

ميدانيّاً، تعرّضت مدينة باخموت المحاصرة (شرق)، مركز القتال الحالي، لقصف عنيف مرّة أخرى أمس، بحسب وكالة "فرانس برس"، في حين ذكرت سلطات الاحتلال الروسي أنها لاحظت "تصاعداً كبيراً في حدّة" القتال في منطقة زابوروجيا (جنوب) حيث تدور اشتباكات "على امتداد خط المواجهة بأكمله". بالتوازي، كشفت أجهزة الأمن الأوكرانية توقيف "7 عملاء روس" في منطقة دنيبرو (شرق)، للاشتباه في قيامهم بالتجسّس لصالح موسكو واحتمال تورّطهم في استهداف مبنى أسفر عن مقتل 45 شخصاً، من بينهم 6 أطفال.

وفي الأثناء، أعلنت الأمم المتحدة وصول أول قافلة إنسانية إلى محيط بلدة سوليدار في شرق أوكرانيا التي أعلن الجيش الروسي ومرتزقة مجموعة "فاغنر" الروسية السيطرة عليها الأسبوع الماضي، في وقت صنّفت فيه الولايات المتحدة "فاغنر" على أنها "منظمة إجرامية دولية"، وفق البيت الأبيض الذي ندّد بما تقوم به في أوكرانيا.

واعتبر المتحدّث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي أن "فاغنر" "منظمة إجرامية تواصل ارتكاب فظائع وانتهاكات لحقوق الإنسان على نطاق واسع"، لافتاً إلى أن مجموعة المرتزقة تنشر نحو "50 ألف" شخص في أوكرانيا، بينهم 40 ألف سجين صدرت بحقهم أحكام في روسيا.

وكشف كيربي أن واشنطن لن تكتفي بإعلان المجموعة "منظمة إجرامية دولية" وستفرض عليها عقوبات أخرى، فيما امتنع الكرملين عن الإفصاح عَمّا إذا كانت روسيا تتوقع أن تتعرّض موسكو إلى ضربات صاروخية، وذلك بعد نشر صور على وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر نشر أنظمة دفاع جوي على مبان في العاصمة. بالتزامن، أعلن خفر السواحل الأميركي أنه يتعقب سفينة تجسّس روسية يُشتبه في قيامها بالتجسّس قبالة سواحل هاواي في المياه الدولية، بحسب شبكة "سي أن أن".


MISS 3