تظاهرات حاشدة في زاهدان رغم التضييق الأمني

02 : 00

رفع لافتة كبيرة لعامل الإغاثة البلجيكي أوليفييه فانديكاستيل المحتجز في إيران على أحد مباني بروكسل أمس (أ ف ب)

تحدّى عشرات آلاف الإيرانيين الإجراءات الأمنية المكثّفة لأجهزة نظام الجمهورية الإسلامية، ونزلوا في تظاهرات حاشدة في مدينة زاهدان أمس، حيث أظهرت مقاطع مصوّرة محتجّين يرفعون لافتات تدعو إلى إسقاط النظام ويهتفون "الموت للمرشد قاتل الأطفال"، و"الموت للباسيج".

وأقامت القوات العسكرية نقاط تفتيش في مناطق مختلفة من زاهدان مثل شيرآباد وكشاورز وجام جم وخيام وبازار مشترك وكوثر ومناطق أخرى، وحتى أمام منازل المواطنين البلوش، تحسّباً لتلك الاحتجاجات. أمّا "الحرس الثوري" الإيراني، فأنشأ مع ضباط إنفاذ القانون، نقاط تفتيش باستخدام حواجز خرسانية على كافة مداخل مدينة زاهدان ومخارجها وسط أجواء أمنية مشدّدة.

وقد اشتكى السكان من المعاملة المهينة للقوات العسكرية معهم، إذ استجوبوا وفُتّشوا جسدّياً، إضافةً إلى إجبارهم على إبراز بطاقات هويّتهم. كما أفادت تقارير عن وجود قوات عسكرية داخل مدارس مدينة زاهدان التي حُوّلت إلى قواعد عسكرية، وفق موقع "إيران إنترناشيونال".

وأظهرت مقاطع فيديو قيام عناصر الأمن الإيراني بالهجوم على مراسم أربعينية الطبيبة آيدا رستمي في مدينة كركان في شمال إيران، حيث اعتُقل شقيقها وعدد من المشاركين في المراسم. كما أظهرت مقاطع فيديو من مدن إيرانية عدّة، مثل العاصمة طهران وكرج وقزوين وأراك، ترداد المواطنين شعارات مناهضة للنظام الإيراني ولخامنئي من نوافذهم ومن أسطح المنازل وفي الشوارع.

توازياً، قام الفرنسي - الإيرلندي برنار فيلان، المحتجز في إيران منذ بداية تشرين الأول، بـ"تعليق إضرابه" عن الطعام والشراب، بناءً على طلب عائلته التي كانت تخشى عواقب ذلك على حياته، في غياب رعاية السلطات الإيرانية، بحسب ما أفادت شقيقته كارولين ماسي فيلان وكالة "فرانس برس".

وقالت شقيقته: "وافق برنار على قراءة كلماتنا وعلّق إضرابه عن الطعام والشراب ولكنّه لا يزال في خطر"، موضحةً أنه لم يتلقَّ أيّ عناية. وكشفت أنه "مصمّم ومستعدّ للبدء من جديد إذا لم يتغيّر شيء". وتابعت: "أنا قلقة للغاية لأنّه لم يرَ طبيباً ويُعاني انخفاضاً كبيراً في ضغط الدم، وهو ليس على ما يرام"، مشيرةً إلى أنّ السلطات الإيرانية بدت غير مرنة.

من جهتها، أعربت وزارة الخارجية الفرنسية عن "قلقها العميق على حياة برنار فيلان"، وحضّت السلطات الإيرانية "مراراً وتكراراً على الإفراج الفوري عنه لأسباب طبية". وحمّلت إيران "المسؤولية الكاملة عن وضعه وصحّته".