من داخل قاعة المجلس النيابي حيث يواصلان اعتصامهما منذ يوم الخميس الفائت، رفضاً للمماطلة في انتخاب رئيس للجمهورية، أكد عضوا كتلة نواب التغيير النائب ملحم خلف والنائبة نجاة عون صليبا استمرارهما في هذا التحرّك السلمي، حتى تحقيق أهدافه.
على الرغم من كل الصعوبات اللوجستية التي تعترضهما، في ظلّ انقطاع الكهرباء لفترات طويلة من النهار والليل، وتدني درجات الحرارة خصوصاً في المساء، يواظب النائبان المعتصمان على متابعة الحصص الدراسية مع طلابهما عبر تطبيق زوم، وهما على تنسيق دائم مع عدد كبير من النواب، على أمل توسيع رقعة هذا التحرك في الأيام المقبلة ليشمل عدداً أكبر من البرلمانيين.
وفي حديث لموقع "نداء الوطن الإلكتروني"، قال خلف إنّ "المواجهة الحالية مستمرّة في مجلس النواب"، معلناً التمسّك بهذه الخطوة رغم الظروف المحيطة بها.
وأضاف: "ما يهمّنا اليوم هو إنهاء الأزمات المعيشية وتحقيق مطالب المواطنين. ونحن هنا مع إرادة صلبة من الناس، وكوننا نحمل إرادة الناس ما من صعوبة في بقائنا داخل القاعة".
خلف الذي شرح انه يمضي وقته بمطالعة الكتب وخصوصاً ما يتعلق منها بالمواد القانونية والدستورية، تابع: "الوضع المالي في لبنان من سيّء إلى أسوأ فالدولار تخطى في الأيام الماضية عتبة الـ51 ألفاً، وعندما تتدنّى العملة الوطنية بهذا الشكل تكون التبعات على حياة المواطنين بالإجمال، خصوصاً في ما يتعلّق بالدواء والطحين والمدارس، فالوضع يسوء من دون حلول عمليّة".
واعتبر خلف أنّ "الشعب اللبناني يعاني بغياب حكومة قادرة على المواجهة، لا سيما في ظل الفراغ الرئاسي الحاصل، فيما مجلس النواب عاجز عن انتخاب رئيس جديد للبلاد، مما يضع الناس بميل والسلطة بميل آخر".
وأردف قائلاً: "لا يمكننا أن نترك الوضع على ما هو عليه الآن، ومن الضروري أن نعتمد نهجاً جديداً وإيجابياً غير تدميريّ لإعادة تكوين السلطة بحدّ ذاتها، ولكن لا يمكن إعادة بناء السلطة من دون رأس الهرم، أي انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وإلا نكون مساهمين بقتل الديمقراطية في لبنان".
وعن احتمال ارتفاع عدد النواب المعتصمين داخل المجلس قال خلف: "هناك عدد كبير من الأطراف السياسية المرحّبة بما قمنا به أنا وزميلتي نجاة عون، وثمة مشاركة فاعلة من نواب زملاء ستظهر في الأيام المقبلة، مما يؤكد الإجماع على أهمية انتخاب رئيس جديد للبنان".
ورداً على سؤال عن احتمال مشاركتهم في جلسات اللجان المشتركة التي قد تلتئم الأسبوع المقبل بدعوة من الرئيس نبيه بري، اكتفى خلف بالقول: "نحن نعتبر أنفسنا موجودين في القاعة بفعل المادة 74".
من جهتها، أكدت النائبة نجاة عون صليبا لموقعنا الاستمرار بالاعتصام "داخل المجلس النيابي رغم الظروف الراهنة".
وقالت: "نحضر الاجتماعات ونقوم بواجبنا الوطني"، مشددةً على "أهمية الإسراع بانتخاب رئيس جديد يخرج لبنان من الأزمة الراهنة".
