"يفتقرُ الشّعب ليغتنيَ المسؤولون".. عودة: لعقد جلسة لا تُغلق إلّا بانتخاب رئيس

13 : 05

 ترأّس متروبوليت بيروت وتوابعها للرّوم الأرثوذكس المطران الياس عودة، خدمةَ القدّاس الإلهيّ في كاتدرائيّة القدّيس جاورجيوس.


بعد الإنجيل، ألقى عظة، قال فيها: "أعاد زكا كلّ الأموال التي سلبَها من الضّرائب، فيما نجد مسؤولينا يثقلون كاهل المواطن كلّ يومٍ بضرائبَ جديدةٍ بغية سدّ عجزٍ افتعلوه هم أنفسهم، ثمّ أغرقوا البلاد والبشر، عوض تحمُّل المسؤوليَّة والسير بخططٍ إصلاحيَّة تنقذُ البلد وتحافظ على الشعب. المعادلة في بلدنا هي: يفتقر الشّعب ليغتنيَ المسؤولون. يموتُ الشعب ليحيا المسؤولون. يدان الشّعب فدية عن المسؤولين. الوطن كلّه يصرخُ متألماً، إذ قد أصابَ حكّامه مرض الأنانيّة والكبرياء، وبرص خطيئة الجشع، وعمى المال والسلطة. فإلى متى تصمّ الآذان عن آلام شعبٍ ما عاد لديه أي شيء ليخسره؟".


أضاف: "شهدنا هذا الأسبوع حلقة أخرى من مسلسل مسرحية انتخاب رئيس، والمحزن أنّ مَن لم يقوموا بواجبهم على أتمّ وجه يتذمّرون ويشعرون بالاشمئزاز من تكرار المهزلة. أليس أولى بهم أن يقدموا على ما يُخرج المجلس من هذا الجمود القاتل؟ ألا يعلمون طريقة تكوين السّلطات في الأنظمة الديمقراطيّة، وطريقة إجراء الانتخابات؟ كيف يُبرّر المعطلون لناخبيهم تقصيرهم في أداء واجبهم الدستوريّ والوطنيّ؟ كيف يُبرّرون وضعَ مصالحهم قبل المصلحة العامّة، وتقديم حساباتهم الضيّقة على كلّ حساب؟ كيف يستطيعون أن يضحكوا ويهزأوا وشعبهم يدمع ويبكي؟ متى يخرج هؤلاء من أوهامهم بأنّهم محورُ الكون وأنَّ العالم لا يفكر إلّا بهم؟ ما هذه المهزلة؟ قليلٌ من التّواضع ومن الواقعيّة. ألا يخجل مَنْ يدَّعون أنهم مسؤولون، ممّا أوصلوا البلد وشعبه إليه؟ ألا يخجلون من أنفسهم عندما يتحدثون عن الكرامة وعن السيادة وعن الحقوق؟ وكلّها ضاعت بسبب مواقفهم العبثيّة. أملنا في أن تصحوَ ضمائرُ مَن ضمائرهم نائمة، وأن ينضمَّ عددٌ كبيرٌ من النّوّاب إلى رفاقهم المعتصمين داخل المجلس، مطالبين بعقد جلسة انتخابيّة لا تُغلَق إلّا بانتخاب رئيس. أوليس هذا واجب النواب الأول؟ أمّا واجبهم الثّاني الرقابيّ، فعليهم وعيه جيّداً للقيام بواجبهم الذي يقتضيه فصل السلطات، عوض الخلط بينها وتخطي الدستور".

MISS 3