مدفيديف يُحذّر من اندلاع حرب عالميّة ثالثة

بولندا مستعدّة لتسليم أوكرانيا دبابات "ليوبارد"

02 : 00

تظاهرة تُطالب بتسليم دبابات "ليوبارد" إلى أوكرانيا في بروكسل أمس (أ ف ب)

في وقت يشتدّ فيه الطلب على هذه المدرّعات من جانب كييف للتصدّي للقوات الروسية التي تحدّثت عن تحقيق مكاسب ميدانية صغيرة أمس، أبدت بولندا استعدادها لإرسال دبّابات "ليوبارد" الألمانية إلى أوكرانيا حتّى وإن لم تكن برلين قد وافقت بعد على ذلك، بينما قرّر الاتّحاد الأوروبي تخصيص نصف مليار يورو إضافية لتسليح أوكرانيا و45 مليون يورو أخرى لتدريب وحدات عسكرية أوكرانية في دول أعضاء في الاتّحاد.

ولا تزال الحكومة الألمانية منقسمة في شأن تسليم كييف دبّابات ثقيلة، فيما يواجه المستشار الألماني أولاف شولتز، الذي لا يزال متردّداً في اتخاذ قرار بهذا الشأن، ضغطاً متزايداً، خصوصاً بعدما أعربت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك عن استعداد بلادها للسماح لوارسو بإرسال هذه المدرّعات إلى كييف رغم امتناع شولتز عن التعليق على الأمر.

وبموجب القانون الألماني، يتوجّب على كلّ بلد يملك أسلحة ألمانية طلب الإذن من برلين قبل إرسالها إلى دول خارج الاتحاد الأوروبي. وفي هذا الصدد، قال رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيسكي أمام صحافيين: "سنطلب هذه الموافقة لكنّ هذه القضية ثانوية"، مضيفاً: "إن لم نحصل على موافقة (الألمان) فسنزوّد أوكرانيا بدباباتنا في إطار تحالف صغير، حتى لو لم تكن ألمانيا منضمّة إليه".

وقُبيل الإعلان البولندي، قال مدير مكتب الرئاسة الأوكرانية أندريه يرماك: "نحن بحاجة إلى دبابات، ليس 10 و20، بل مئات منها". وأضاف: "اليوم، يجب أن تكون كلّ دبابة قادرة على القتال موجودة في جبهتنا. لأنّ هذه الجبهة ليست فقط جبهة أوكرانيا. إنها ساحة معركة حيث تواجه الحضارة مستنقعات التخلّف والهمجية".

ميدانياً، ظهر الزعيم الانفصالي الموالي لروسيا في شرق أوكرانيا دينيس بوشلين في مدينة سوليدار، التي أعلنت موسكو احتلالها منذ أكثر من أسبوع، وتنفي كييف حتى الآن سقوطها بشكل كامل في أيدي الروس. كما أعلن الانفصاليون السيطرة على قريتَي كراسنوبوليفكا ودفوريتشي، الواقعتين بالقرب من سوليدار، في حين أشارت هيئة الأركان العامة للجيش الأوكراني إلى أن "العدو يواصل هجومه في قطاعَي باخموت وأفدييفكا بهدف الاستيلاء على منطقة دونيتسك بأكملها رغم الخسائر الكبيرة".

وفي الغضون، ادّعى نائب رئيس مجلس الأمن الروسي والرئيس السابق دميتري مدفيديف أن العملية العسكرية في أوكرانيا أصبحت إجراءً قسريّاً وردّاً على التحضير للعدوان من قبل الولايات المتحدة وأقمارها الاصطناعية، محذّراً من أن العالم أصبح يقترب من تهديد اندلاع حرب عالمية ثالثة.

على المستوى الديبلوماسي، قرّرت إستونيا طرد السفير الروسي ردّاً على قرار مماثل اتّخذته موسكو بحقّ السفير الإستوني. وما هي إلّا ساعات على قرار إستونيا، حتّى أعلنت لاتفيا أنّها طلبت من السفير الروسي مغادرة أراضيها وقرّرت خفض مستوى العلاقات الديبلوماسية مع موسكو.

ديبلوماسيّاً أيضاً، خطت جنوب أفريقيا التي تعرّضت للانتقاد بسبب موقفها "المحايد" الرافض لإدانة موسكو منذ بدء الحرب في أوكرانيا، عتبة جديدة أمس بإعلانها أنّها "صديقة" لروسيا، وذلك خلال اجتماع بين وزيرَي خارجية البلدَين في بريتوريا. وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو "لا ترفض إجراء مفاوضات مع أوكرانيا"، مشيراً إلى أن "أولئك الذين يرفضون يجب أن يُدركوا أنه كلّما طال الوقت كلّما كان من الصعب إيجاد حلّ". كما اعتبر أن الصراع بين موسكو والغرب أقرب إلى "حرب حقيقية".

وبعدما أحرق اليميني المتطرّف السويدي - الدنماركي راسموس بالودان نسخة من المصحف أمام السفارة التركية في ستوكهولم السبت، اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنّ السويد لم يعُد بإمكانها الاعتماد على "دعم" تركيا من أجل انضمامها إلى "حلف شمال الأطلسي"، بينما أكد وزير الخارجية السويدية توبياس بيلستروم أنّ بلاده "ستحترم الاتفاق القائم بين السويد وفنلندا وتركيا في شأن طلب انضمامنا إلى حلف شمال الأطلسي"، لافتاً إلى أنّه لا يُريد "التعليق" حاليّاً على تصريحات الرئيس التركي.


MISS 3