الحلبي أطلق ومكاري الخطّة الإعلاميّة حول التحوّل التربويّ

17 : 24

أطلق وزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي ووزير الإعلام زياد المكاري والمنسقة الخاصة للأمم المتحدة السيدة يوانا فرونتسكا والمدير العام للتربية عماد الأشقر الحملة الإعلامية حول التحول في التربية، وذلك في مؤتمر صحافي عقد في وزارة التربية، في حضور مديرة مكتب اليونسكو الإقليمي السيدة كوستانزا فارينا وفريق عمل المكتب، وممثلي المنظمات الدولية والجهات الداعمة للتربية، مديرة مكتب الوزير رمزة جابر، مدير التعليم الأساسي جورج داود، رئيسة دائرة الامتحانات أمل شعبان، مديرة مشروع "كتابي" الممول من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية الدكتورة وفاء قطب ومسؤولة البرامج في المشروع بوليت عساف ، ومنسقة المشاريع الخارجية في الوزارة إيمان عاصي واعلاميين.


يذكر انه تم إطلاق الحملة الوطنية لتحويل التعليم في لبنان، لمناسبة اليوم الدولي للتعليم، استتباعا لقمة تحويل التعليم التي تم عقدها في نيويورك في أيلول 2022.


بعد النشيد الوطني، تحدث مدير الحفل المستشار الإعلامي ألبير شمعون، فأشار إلى أن التطور السريع الذي فرضه إيقاع المتغيرات في العالم، فرض تحولا في التعليم، ما استوجب شرحا وشراكة مع الرأي العام لمواكبة المتغيرات وتحقيق اهداف التنمية المستدامة لجهة الجودة.


فرونتسكا:

وتحدثت أيضا المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان السيدة يوانا فرونتسكا فقالت:


1. أود أن أتقدم بخالص الشكر لوزارة التربية والتعليم العالي، ووزارة الإعلام، واليونسكو، لدعوتي للمشاركة في هذا الحدث، والاحتفال باليوم العالمي للتعليم وإطلاق الحملة الإعلاميّة للتعليم في لبنان.


2. مثل عام 2023 منتصف المدة منذ أن تبنت الأمم المتحدة خطة التنمية المستدامة لعام 2030 للسلام والازدهار والبشر والبيئة. وفي هذه اللحظة المفصلية في تطبيق تلك الخطة، يدعو اليوم العالمي للتعليم هذا العام إلى الحفاظ على تعبئة سياسية قوية حول التعليم لترجمة الالتزامات والمبادرات العالمية إلى أفعال في كل بلد.


3. على المستوى العالمي، هناك أزمة تتعلق بنظام التعليم والخدمات التي تفاقمت بسبب جائحة كوفيد-19 والركود المالي، والصراعات، حيث لا يزال 244 مليون طفل وشاب خارج المدرسة. وانخفض عدد الشباب العاملين بمقدار 34 مليوناً في عام 2020 بمعدل أعلى من معدل البالغين. ولا شك ان هذه الأزمة العالمية تفاقمت في لبنان بسبب الأزمة الاجتماعية والاقتصادية.


4. مع ذلك، يجب ألّا يمنعنا شيء من ضمان الحقّ في التعليم الجيد طوال الحياة؛ وتعزيز التعليم كمسعى عام ومصلحة عامة. يجب علينا جميعاً أن نقوم بدورنا لضمان ذلك.


5. التعليم هو المصدر الأساسي للأمل وبناء القدرات وتعزيز فرص الحياة لأجيالنا القادمة. إنّ التعليم مدى الحياة الذي يبدأ في السنوات الأولى من العمر يمكن أن يكسر حلقة الفقر، ويحسن المؤشرات الصحية، ويجهز الناس لوظائف لائقة مع فرص لاكتساب المهارات، والتخفيف من أزمة المناخ. يمكن للتعليم أن يعد المتعلمين للوفاء بمسؤولياتهم تجاه مجتمعاتهم ليكونوا مواطنين مسؤولين. ان السعي لتحقيق المساواة بين الجنسين وضمان حقوق النساء والفتيات هو أيضًا التزام لا يمكن تحقيقه إلا إذا استثمرنا في التعليم.


6. يبني اليوم العالمي للتعليم على الزخم الكبير الذي ولدته قمة الأمم المتحدة لتحويل التعليم التي انعقدت في نيويورك في أيلول 2022 والتي شارك فيها لبنان، مبدياً اهتمامه بحشد الدعم السياسي والمالي لترجمة الالتزامات إلى أفعال. بما في ذلك تسريع التعليم الأساسي، ودعم التعليم الأخضر، وتعزيز التعلم الرقمي العام، وتعزيز المساواة بين الجنسين في التعليم ومن خلاله، وضمان استمرارية التعلم في حالات الطوارئ والأزمات الاجتماعية والاقتصادية.


7. كما وسلطت قمة الأمم المتحدة المشار اليها الضوء على أهمية ضمان بيئة تعليمية إيجابية تدعم تنمية جميع أصحاب المهارات حيث تشمل هذه البيئة المدارس، والمعلمين، والمناهج، وإدماج الجميع في الوصول إلى التعليم.


8. بسبب الأزمة الاجتماعية والاقتصادية، يتطلب الوضع اليوم في لبنان جهداً مشتركاً منا جميعاً لضمان وصول كل طفل إلى المدرسة. إن تكلفة ضعف الاستثمار في التعليم تهدد مستقبل لبنان بصورة لا يستطيع تحملها.


9. يجب علينا جميعاً أن نوحّد جهودنا من أجل الوفاء بالالتزامات التي تم التعهد بها خلال قمة تحويل التعليم. بما في ذلك من خلال عقد ميثاق تضامن للمضي قدمًا لترجمة الالتزامات إلى أفعال وتعزيز قدرات صانعي السياسات، والمعلمين، والمربين، لجعل التعليم تحويلياً. يجب أن نعمل معاً لدعم عناصر المنظومة التعليمية كافة، بما في ذلك المعلمين، وتمكينهم من الحصول على الموارد الكافية، وتنمية أنفسهم والوفاء بدورهم كمنتجين للمعرفة داخل نظام التعليم والمجتمع.


10. اليوم، في مناسبة إطلاق الحملة الإعلامية في لبنان، أود أن أشجع وسائل الإعلام على مواصلة مشاركتها في دعم قطاع التعليم ونقل الرسائل الرئيسية المتعلقة بأولويات التعليم وخلق الفرص في البلد.


11. إنّ التعليم حق أساسي من حقوق الإنسان. إنه مصدر للكرامة الشخصية والتمكين وقوة دافعة للنهوض بالتنمية الاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية، والثقافية.


12. إنني أتطلع إلى تعاوننا المستمر وتحقيق نتائج ملموسة في النهوض بأجندة التعليم".


مكاري


ثم تحدث وزير الإعلام زياد مكاري، فقال: "يسرني أن أشارك في فعاليات هذا المؤتمر الذي يناقش موضوع تحويل التعليم من اجل وضع حد للازمة العالمية المتمثلة في غياب المساواة والشمول والجودة في التعليم منذ جائحة كورونا، وليس خافياً أنّها تتعمق أكثر فأكثر في لبنان بسبب أزمة اقتصادية ومعيشية غير مسبوقة يعانيها المواطن. إنّ وضع حد لهذه الازمة يتطلب تضافر الجهود العالمية والمحلية وتعاون مختلف القطاعات والوزارات. ومن هذا المنطلق، تأتي مشاركتنا في اللقاء اليوم تحسساً منّا في وزارة الإعلام لهذه الازمة العالمية من خلال دعمنا لقطاع التربية، ومواكبة منا لالتزامات لبنان بمؤتمر تحويل التعليم بوعي شعبي واجتماعي وبمعرفة المسار التحويلي المرتقب في التعليم في لبنان من اجل انتشاله من الازمات وتحويله الى منارة للتعليم في الشرق بغية ضمان حقوق الانسان والمساواة بين الجنسين والانصاف والادماج".


اضاف: "هدفنا من اللقاء هو ضمان تأطير هذه الالتزامات وتطبيقها في واقعنا اللبناني من خلال دعمنا للقطاع التربوي الذي تمكن في زمن الازمات هذا من الصمود والاستمرار بالرغم من الصعوبات. فعالمنا يزداد ضبابية ويطرح الكثير من التحديات:


أولا: جائحة كورونا التي حرمت الطلاب نصف اوقاتهم التي كان يفترض ان يقضوها في المدرسة.


ثانيا: الازمة الاقتصادية العالمية التي تحرم الطلاب في الكثير من الدول من الكهرباء والانترنت، وتعرقل بذلك اللجوء الى وسائط تكنولوجيا الاتصال الضرورية للتعليم عن بعد.


ثالثا: عدم المساواة بين الفقراء والاثرياء في الحصول على التعليم. يضاف الى كل ذلك الفقر والحروب والصراعات وأزمات المناخ".


وتابع: "أما في لبنان، فإن الأزمات تتوالى خصوصا مع تفاقم مشكلة الكهرباء وزيادة الدين العام وانعدام القدرة الشرائية لدى المواطن وانهيار الليرة اللبنانية والبنى التحتية، اضافة الى الازمات السياسية والاجتماعية، ولعل أهمها أزمة النازحين السوريين التي تفاقم الوضع الاقتصادي والاجتماعي، وباتت تشكل عبئاً كبيراً على البلد.


أضف الى ذلك، الخلل في المؤسسات، سيما عدم انتخاب رئيس للجمهورية. كل هذه الامور وغيرها اثرت على قطاع التعليم الذي تزعزع أسوة بغيره من القطاعات الاساسية في البلد. وعلى الرغم من ذلك فان وزارة التربية تحولت الى خلية ازمة لإنقاذ ما يجب انقاذه من الاعوام الدراسية، من خلال اللجوء الى التعليم عن بعد والحفاظ على التعليم الرسمي واللجوء الى مساعدات خارجية لدعم الاساتذة وقطاع التعليم".


وأشار الى "ان التعليم عن بعد، حاول سد الفجوة الناتجة من عدم تمكن الطلاب من الوصول الى مدارسهم، الا ان لهذه الاستراتيجية ايضا سيئاتها، إذ إنها زادت من عزلة الطلاب وفرضت نوعا من اللامساواة في الحصول على العلم".


وقال: "لذلك، فإن طرقاً جديدة لتحويل التعليم اصبحت ضرورية. وقد واكبنا وزارة التربية في تأمين التعليم الرسمي من خلال شاشة التلفزيون الرسمي. وبرأينا هذه الوسيلة جيدة ومنصفة للجميع وخصوصا للفقراء الذين لا قدرة لهم على تأمين الانترنت او تحديث جهاز الكومبيوتر. اما التلفزيون فهو متوافر للجميع بشكل مجاني. الا أن دمج البرامج التربوية بالبرامج الترفيهية والاخبارية غير كاف. لذلك، نحن نقترح تخصيص قناة للتعليم والتوعية". وقال: "لقد اطلعنا على التزامات وزارة التربية خلال مشاركة وزير التربية في مؤتمر التحول التعليمي في نيويورك، ونتعهد بدعم هذه الالتزامات والاقتراحات من خلال عملنا الإعلامي والتوعوي. ونرى أنه يجب تحسين اوضاع التعليم من دون التركيز فقط على مشاكل التعليم المادية، انما ايضا على صحة الطالب والمعلم النفسية والاجتماعية وضرورة حصوله على العلم".


وتابع: "نحن نضع منصاتنا ووسائل اعلامنا بتصرف التربية، اذ لا حل لمشاكل اللامساواة والتغيير المناخي من دون قطاعي التربية والاعلام. كما اننا نشيد بإنشاء مرفق التمويل الدولي المعني بالتعليم والذي سوف يدعم التعليم والابتكار التربوي في العالم، ولا سيما في الدول التي تواجه ازمات كبرى مثل لبنان. كما نشكر اليونيسكو واليونيسف ووزارة التربية لدعمها هذا القطاع بشكل كبير، ونتمنى ان يبقى لبنان منارة للعلم والتعليم في المنطقة من خلال مواكبة التحول العالمي في هذا المجال".


الوزير الحلبي:

وتحدث الوزير الحلبي في نهاية المؤتمر، فقال: "إذا استعرضنا مضامين الرسائل التي نطلق نماذج منها اليوم في حملتنا الإعلامية عن التحول في التعليم، نجد فيها بعضا من هواجسنا الكثيرة التي نعبر عنها في كل مناسبة، من ضياع عام دراسي نتيجة الإضرابات، او نتيجة تلاشي القيمة الشرائية لنقدنا الوطني، او نتيجة حملة خبيثة مبرمجة تستهدف التعليم الرسمي وتضع نصف المتعلمين على قارعة التسرب المدرسي والضياع، فيما سجل تاريخنا تضحية اجدادنا بأغلى المقتنيات للحصول على التعليم لأولادهم. أقول ذلك وانا أستعرض العبارات التي تبنتها الامم المتحدة عبر منظماتها عند انتشار الوباء والإقفال القسري للمدارس، والحجر المنزلي للبشرية، فيما التربية لا تنتظر، والتعليم حق نلتزم به ونوفره لجميع الأولاد المقيمين على الأراضي اللبنانية بدعم من المجتمع الدولي. هذا المجتمع الذي يبدو وكأنه يتراجع عن التزاماته تجاه لبنان ويضيق الخناق على الحكومة اللبنانية تحت عناوين شتى، تدفع التربية وأولاد اللبنانيين ثمنها. لكننا لن نتوقف عن التعليم مهما بلغ التضييق".


أضاف الوزير الحلبي: "اليوم نطلق مع الوزير الصديق زياد مكاري الحملة الإعلامية عن التحول في التربية والتعليم، وقد شاركنا منذ أشهر في الأمم المتحدة في نيويورك بقمة التحول في التربية والتعليم، وأكدنا التزامنا بالأهداف المحددة للتنمية المستدامة. واليوم نؤكد مجددا سعينا المستمر لتطبيق مقتضيات التنمية، ونضم جهودنا إلى الجهود العالمية للمحافظة على الكوكب اخضر تتدنى فيه الانبعاثات الحرارية إلى المستويات المقبولة. وننطلق في تحقيق المدارس الخضراء في مبانيها وتجهيزاتها وتدريب معلميها وترسيخ سلوكيات الحياة الخضراء والموارد المتجددة في حياة المتعلمين ويومياتهم. صحيح اننا نعيش فقرا مدقعا، لكننا نقاتل من اجل ان لا يتم وضع الأولاد امام خيارين إما التعليم أو الطعام، لأننا لا نناقش في الحصول على الحق في التعليم بل نتطلع إلى رفع مستوى الجودة، وتحويل المدارس إلى واحة جاذبة يتناغم فيها التعليم مع الأنشطة الرياضية والفنية ومع العناية بالبيئة المدرسية لتكون آمنة ومريحة وحاضنة للتنوع الوطني والفكري والاجتماعي، يعتز التلامذة بانتمائهم إليها وتشكل منصة لانطلاق احلامهم وتطلعاتهم نحو المستقبل".


وتابع: "نغتنم فرصة وجود المنسقة الخاصة للأمم المتحدة السيدة فرونتسكا لنؤكد التزاماتنا أهداف التنمية والعمل اليومي لتحقيقها في مواعيدها، ولنرفع الصوت عبرها إلى الأمين العام للأمم المتحدة السيد أنطونيو غوتيريش لكي يعطي توجيهاته بدعم التربية في لبنان، سيما وأننا سلكنا طريق الحوكمة الرشيدة والشفافية واستخدام التكنولوجيا في ورشة تطوير مناهج التعليم، وباشرنا الإصلاحات الإدارية وخفض النفقات غير المجدية، واعتمدنا مسار الجودة والاعتمادية في المدارس. وبالتالي لا يجوز ان تدفع اجيالنا ثمن تقاعس المؤسسات الدستورية عن انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة".


وقال : "كذلك نرحب بالوزير مكاري ونثمن وجوده ومؤازرته لوزارة التربية في إطلاق هذه الحملة، والعمل على نشرها في وسائل الإعلام التي تواكبنا مشكورة. فنحن وإياه شركاء في كل ورش العمل التي تحمل عناوين تربوية ووطنية وتنموية وترفع اسم لبنان. إن ورشة تحديث المناهج تهدف إلى توفير تعليم متقدم يكوّن طالبا يمتلك فكرا ناقدا ومبدعا وممتلكا للمهارات، ومواطنا لبنانيّا راسخا في واقعه المحلّي وقادرا على التعامل مع الأزمات بمختلف أنواعها، ومواطنا عالميا منفتحا قادرا على مواكبة تحديات العولمة في كل ظرف وزمان ومكان، والعمل على أن يكون التعلّم بمعارفه وطرائقه من أجل الحياة والعمل والتنمية المستدامة، ومن أجل السلام والتكافل الاجتماعي. وإننا نتابع تحشيد كل الطاقات الفكرية والتربوية في لبنان للانكباب على التفكير في حماية التعليم ومستقبله وفاقا لمنهجية بحثية تتيح تقديم رؤية وحلول مبنية على معطيات علمية موثوق بها ورصينة وضمن مقاربات متقاطعة المجالات والمناهج، وتحديدا كل ما يتعلق بأزمة التعليم المتعددة الأوجه في خلال السنوات التي يُتوقع أن تمتد عبرها هذه الأزمة".


وختم: "كما نواصل العمل على تحقيق التحول الرقمي، وردم الفجوة الرقمية، والوصول العادل للتقنيات وبالتالي دخول عصر التعليم الرقمي التفاعلي انسجاما مع المناهج الحديثة. شكرا للسيدة فرونتسكا، وشكرا للوزير مكاري على التعاون الدائم، وشكرا لوسائل الإعلام على تنوعها فهي طريقنا إلى الرأي العام".