جورج بوعبدو

مهرجان "البستان" ينطلق في آذار... "إيقاعات السلام" تتحدّى اليأس والأزمات

25 كانون الثاني 2023

02 : 01

تفتتح أوركسترا Della Magna Grecia المهرجان مع عدد من الفنّانين العالميين

على وقع "إيقاعات السلام"، ينظم مهرجان "البستان الدولي للموسيقى" برعاية وزارة الثقافة، دورته هذه السنة في 23 شباط على أن يختتم في 19 آذار، حيث شاء المنظمون الردّ بالموسيقى على إيقاعات الأزمات واليأس والقهر والفقر والجوع التي يعانيها اللبنانيون، في دورة تجمع موسيقيين ومغنّين من دول تعاني الحرب والاحتلال.




برنامج فني زاخر يميز دورة هذا العام الذي أعلن عنه خلال مؤتمر صحافي أقيم في فندق "البستان" أمس، ويتضمن 19 حفلة متنوعة لموسيقيين عالميين ومحليين، ينظم بعضها في فندق "البستان" وبعضها الآخر في كنيسة "مار يوسف" في بيروت وفي كنيسة "مار الياس" قنطاري. وتمتد نشاطاته هذه السنة الى صيدا وصور.



وتحضر مقطوعات المؤلف الموسيقي الروسي رخمانينوف في معظم حفلات المهرجان إحياءً لمرور 150 عاماً على ولادته. ويتخلل البرنامج الكلاسيكي المطعّم بالجاز حفلة غنائية للفنان جورج خباز.



وفي المناسبة، فسّرت نائبة رئيسة المهرجان لورا لحود سبب اختيار "إيقاعات السلام" Harmonies of Peace عنواناً لدورة هذا العام، موضحة أن المقصود منه "الرد بالموسيقى على ايقاعات الازمات التي نعيشها"، مضيفةً: "نرفض ان نعيش على ايقاعات الانهيار والإحباط واليأس والقهر والفقر والجوع، ونصر على المقاومة بالموسيقى والثقافة والابداع".

وأشارت الى انّ "هذه النسخة، تلقي الضوء على موسيقيين من اوكرانيا وفلسطين وروسيا ولبنان، أي من دول تعاني جراء الحروب والاحتلال. فالموسيقى تتخطى الحدود وهي لغة توحد الشعوب ويفهمها الجميع".



بدوره، شدد المدير الفني للمهرجان وقائد الأوركسترا الإيطالي جانلوكا مارتشانو على أن المهرجان "يحمل رسالة مهمة، إذ ثمة رابط ما بين الموسيقى والسلام، ولبنان مثال يحتذى به في العالم في كيفية تخطي المعاناة ونشر الايجابية".







البرنامج


يفتتح المهرجان بعزف منفرد لعازفة الكمان الأميركية من اصل صيني ايللي سو، وترافقها اوركسترا من ايطاليا بقيادة قائدة الاوركسترا الايطالية جيانا فراتا. ويختتم بحفلة عنوانها "موسيقى من أجل السلام" تعزفها اوركسترا "موسيقيي أوروبا الشباب".



وتحيي عازفة البيانو الاوكرانية فالنتينا ليزيتزا حفلة في 24 شباط، تاريخ الاجتياح الروسي لاوكرانيا. وتقدم اوركسترا "موسيقيي اوروبا الشباب" بقيادة باولو اولمي امسية في صور عنوانها "باسم حفظة السلام" موجّهة لقوات الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل). كذلك، تنظم أمسية جاز شرقي في خان صاصي في صيدا مع الفنّان فارس اسحق والرباعي خام.



ومن أبرز محطات البرنامج حفلة موسيقية في مستشفى AUBMC لدعم مرضى السرطان واخرى غنائية شرقية تقدم على مدى ليلتين عنوانها «جايي الايام» من إعداد الممثل جورج خباز الذي عبر عن فخره بالمهرجان الذي يتابع تألقه رغم كل الأزمات، شاكراً اللجنة المنظمة وفريق العمل وكل المساهمين فيه.



واضاف قائلاً: «منذ ثلاثة أعوام وانا منغمس في تحضير الألبوم بالتعاون مع المؤلف الموسيقي وعازف البيانو لوقا صقر والمغنية لينا فرح، الذي يتضمن 12 قطعة موسيقية، تسع منها من كلماتي وألحاني، وهو مزيج من الغناء والمسرح والقصيدة والحنين الى الوطن.



كما يتخلل العرض عزف مقطوعات موسيقيّة لأفلام ومسلسلات لبنانية بارزة منها غدي وبراندو الشرق. بالإضافة الى تكريم أهم الفنانين والمفكرين اللبنانيين أبرزهم زكي ناصيف ووديع الصافي وصباح ونصري شمس الدين وفيروز وفيلمون وهبه وملحم بركات وسعيد عقل وجبران خليل جبران والأخوان رحباني وغيرهم الكثير».


ختم جورج خباز حديثه بقصيدة «بلدي» قائلاً:

«بلدي من أول ما خلقت وفنك بيحكيلي عن أيامك العزّ والأيام البخيلة

فنّك ذكي لحن دافي وصباح يشيّب ليلك الغافي

وصوت الجبل بميتك الصافي يهدر هدر يلوّن جمر

يخبّر عمر لم فيروزك تغنّيلي بلدي من أول ما خلقت وفنّك بيحكيلي

شمس الدّين من عندك بتشرق بمسبحة بركعة بصلا بترتيلة

وبركات من السما وهبه تعبي صبر بقلوبنا العليلة

الحجر البشر التراب الشجر حتى المدافن فيك بتعنيلي

ليلك عنيد نهارك سعيد وجناح مكسّرة يطيّرها خليلي

ومهما زعلت عالمعاصي عاصي ومن السما منصور عالمحنة الطويلة

وإذا عالقهر شي ليلة نسيت صلّيلك من جبل زيتونك إنت صلّيلي».



ويتضمن البرنامج ايضاً حفلة عنوانها «إيقاعات من الشرق والغرب» لعازف البيانو اللبناني - الفرنسي عبد الرحمن الباشا ترافقه عازفة التشيللو الفرنسية الارمنية أستريغ سيرانوسيان. وتتميز الاغنيات بأنماط موسيقية متنوعة وحضور نحو 18 فناناً على المسرح. فيما سيكون محبو الجاز على موعد مع حفلتين، الأولى كلاسيكية والثانية تخيم عليها اجواء الجاز الشرقي، يبرز في البرنامج قداس هايدن العاشر "المناهض للحرب"، بحسب مارتشانو، والذي ألفه هايدن في العام 1796 بينما كانت النمسا في خضمّ الحرب وكانت تخشى الاجتياح، تعزفها الاوركسترا الفلهارمونية بقيادة مارتشانو وتحييها جوقة جامعة "سيدة اللويزة" بقيادة الاب خليل رحمه.



ويخصص المهرجان سنوياً مساحة للأوبرا، ويستضيف في هذه الدورة السوبرانو الروسية المعروفة ايلينا ستيكينا. كما يبرز أيضاً من روسيا عازف البيانو الشاب ألكسندر مالوفوفيف.