محمد دهشة

"حراك صيدا" يستعدّ لتفعيل احتجاجاته ومشاريع المدينة على "بساط النقاش"

"معمل المعالجة الحديث" في "سينيق" تحوّل إلى معمل لتوليد النفايات

4 شباط 2020

02 : 00

مدخل معمل معالجة النفايات الصلبة في سينيق

يستعد "حراك صيدا" لإعادة تفعيل تحركاته الإحتجاجية مجدداً، بعد "استراحة طوعية" في ساحة الثورة عند "تقاطع ايليا" في اليوم العاشر بعد المئة على انطلاقه، بعد مشاركة بعض مجموعاته في التظاهرة أمام السفارة الاميركية في عوكر رفضاً لـ "صفقة القرن". وأكدت مصادر الحراك لـ "نداء الوطن"، أن اللقاءات بين "مجموعات صيدا" بمختلف ألوانها تجري على قدم وساق، من أجل تنسيق الموقف من التطورات المرتقبة لجهة إقرار الحكومة لبيانها الوزاري بعد الانتهاء من صياغته، وانعقاد جلسة لمجلس النواب لمنحها الثقة، والتكامل مع أي حراك احتجاجي تقرره ساحات الثورة في كافة المناطق اللبنانية.

وعلى وقع الاستراحة، أتاح الحراك المزيد من حرية التعبير لشرائح المجتمع الصيداوي بمختلف الاختصاصات لوضع قضايا ومشاكل ومشاريع المدينة على بساط النقاش والبحث، وكان اللافت عقد سلسلة من "اللقاءات الحوارية" التخصصية أبرزها من "الرعاية" تحت شعار "المشاريع التنموية في مدينة صيدا، ما لها وما عليها"، واستضافت فيه المهندس نبيل الزعتري، الذي تناول مشاريع المدينة وخصوصاً "محطة تكرير المياه" في منطقة سينيق، والتي من المفترض أن يحول إليها الصرف الصحي من المدينة وشرقها، "غير أنها لا تعمل وجلّ ما تفعله هو ضخ المياه الآسنة مسافة 2 كلم في البحر"، حسبما قال الزعتري الذي لفت الى انه كان يفترض" تركيب محطة تكرير في الأرض المستحدثة المردومة بجانب معمل النفايات، ولكن تمّ نقلها بضغط ورفض صيداوي إلى خلف المدينة الصناعية في الغازية"، متسائلا: "لماذا لا نلغي المحطة القديمة طالما أن الجديدة تستطيع أن تفي بالغرض"؟ مؤكداً أن "الحل يكمن في إنشاء محطات تكرير في المناطق حيث يمكن أن تستعمل هذه المياه المكررة لري المزروعات لئلا تبقى صيدا رهينة طوفان المجارير عند أي خطأ في التشغيل".

وحول معمل معالجة النفايات الحديث في منطقة سينيق، اعتبر الزعتري ان "المعمل نفسه تحوّل إلى معمل لتوليد النفايات، حيث هناك خلاف في الرأي حول القدرة الإستيعابية للمعمل وعلى كمية العوادم المتبقية، وعلى مصير العصارة المتولدة من عملية المعالجة"، مضيفاً أن "السرية تلف عمل المعمل وتمنع شركات المراقبة من دخوله ويحصر عملها في مراقبة الكميات". ولفت الى أن "سوء المعالجة واضح من الروائح المنتشرة التي يتهربون منها وينسبونها للبحيرة والمجارير والدباغات، وتساهم نفايات جزين وبيروت والنفايات المهربة بالروائح". ومن الناحية المالية، استغرب كيف أن "أغلى سعر للمعالجة في لبنان هو في المعمل، واليوم يهددون بأنهم سيقفلونه إذا لم يقبضوا مستحقاتهم"، رافضاً "مشاركتهم معنا لصنع حاضر ومستقبل لنا ولأولادنا في هذه المدينة، فنحن أبناء هذه الأرض وهذا حقنا ولن نستجديه، صيدا فيها قدرات ولديها مقدرات، ولا يجوز لأي جهة أو شخص أن ينفرد باتخاذ قرارات تغير وجه المدينة لمئات السنين".بيت المهندس

توازياً، عقد مهندسون من صيدا والجوار لقاءً حوارياً في "بيت المهندس"، جرى خلاله بحث مختلف الشؤون والقضايا التي تهمّ المهندسين في منطقة صيدا وجوارها، وقال المهندس إبراهيم حجازي: "إن لجنة البيئة تحمل عبئاً كبيراً على عاتقها، نظراً للمشاكل البيئية الموجودة في المدينة، والمسؤول المتابع لهذا الملف هو المهندس بلال شعبان، ومن أبرز ما قامت به هو الزيارات الميدانية لمعمل النفايات ولبلدية صيدا ووزارة البيئة"، معتبراً أن "إدارة المصنع تستجيب ورقياً بالنسبة للروائح والمنظر والتقرير التقني، ولكنها لا تتجاوب في تطبيق ما هو مطلوب على الأرض"، متحدثاً عن"تحفظات لدى الوزارة على ما تفعله إدارة المصنع ومبدأ صفر نفايات غير موجود، وبالتالي تمّ تراكم الجبل، وفكرة الـ RDF غير دقيقة. ما يعني أن المصنع ينتج نفايات لا يمكنه التخلص منها، وهم ليسوا شفافين ودراسة التدقيق البيئي لم تكتمل رغم مطالبة وزارة البيئة باستكمالها، والطلب مراراً بإيجاد مطمرٍ صحي، فضلاً عن الكلفة المرتفعة التي يتقاضاها المصنع مقارنة مع باقي المصانع في لبنان".