مقتل أهمّ مساعد لسليماني في سوريا

"تصعيد دموي" سوري - تركي في إدلب

02 : 00

قصف جوّي يستهدف نازحين مدنيين في بلدة كفرنايا أمس (أ ف ب)

في تطوّر أوقع قتلى ويُنذر بتصعيد عسكري خطر بين الطرفَيْن، شهدت محافظة إدلب بالأمس تبادلاً لإطلاق النار بين القوّات السوريّة والتركيّة، في وقت تُواصل دمشق بدعم روسي انتزاع مناطق خاضعة لسيطرة "هيئة تحرير الشام" والفصائل الأخرى في شمال غربي سوريا، بينما تسبّبت غارات روسيّة على مناطق عدّة بمقتل 14 مدنيّاً على الأقلّ، بينهم 6 أطفال، وفق حصيلة لـ"المرصد السوري لحقوق الإنسان". في حين استرعى الانتباه ليلاً إعلان "مركز المصالحة الروسي" في قاعدة حميميم في سوريا أنه تلقى بلاغات بأن "الخوذ البيضاء" والمسلحين من منظمة "هيئة تحرير الشام" يعدون لشن عمل استفزازي في إدلب باستخدام "مواد سامة"، وهو ما وضعه مراقبون في إطار التحضير الاستباقي لهجمات بأسلحة محرمة دولياً على مواقع الفصائل المناوئة للنظام تمهيداً لاتهام "الخوذ البيضاء" بالوقوف وراء هذه الهجمات.

وبالعودة إلى الاشتباك التركي - السوري، فقد أعلنت أنقرة مقتل ستة من جنودها بالإضافة إلى ثلاثة مدنيين أتراك يعملون لصالحها، جرّاء قصف مدفعي شنّته قوّات النظام ضدّ قوّاتها المتمركزة في محافظة إدلب، فيما ردّت تركيا سريعاً عبر استهداف مواقع للجيش السوري. وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال مؤتمر صحافي إنّ مقاتلات تركيّة من طراز "إف 16" والمدفعيّة قصفت "أهدافاً حدّدتها أجهزة استخباراتنا"، محذّراً أيضاً من أن نحو مليون شخص في محافظة إدلب يتوجّهون إلى الحدود مع تركيا.

وأوقع القصف وفق وزارة الدفاع التركيّة، 76 قتيلاً من قوّات النظام السوري، في حين أوردت وكالة الأنباء السوريّة الرسميّة (سانا) أنّ الردّ التركي لم يُسفر "عن أي إصابة أو ضرر". إلّا أنّ مدير "المرصد السوري" رامي عبد الرحمن أكّد لوكالة "فرانس برس"، "مقتل 13 جنديّاً سوريّاً وإصابة نحو 20 آخرين بجروح في الردّ التركي"، الذي طال مواقع عسكريّة في جنوب إدلب ومحافظتَيْ اللاذقيّة وحماة المحاذيتَيْن. ويُعدّ هذا التصعيد "المواجهة الأخطر" بين الطرفَيْن منذ بدء التدخّل العسكري التركي المباشر في سوريا منذ العام 2016، وفق عبد الرحمن.

وبينما توجّه أردوغان إلى موسكو طالباً خلال مؤتمر صحافي عقده في كييف "أن يفي كلّ طرف بالتزاماته بموجب اتفاقات أستانا وسوتشي"، أوضحت موسكو في بيان عن وزارة الدفاع أنّ "مجموعة من الجنود الأتراك قاموا بتحرّكات في إدلب، ليل الأحد - الإثنين، من دون إبلاغ روسيا بالأمر، ووجدت نفسها تحت نيران القوّات الحكوميّة السوريّة التي كانت تستهدف الإرهابيين في منطقة سراقب"، في ريف إدلب الجنوبي. إلّا أن وزير الدفاع التركي، الذي تنتشر قوّاته في 12 نقطة مراقبة في إدلب ومحيطها بموجب اتفاق مع موسكو، ثلاث منها محاصرة من دمشق، أكّد أن أنقرة نبّهت موسكو قبل يوم واحد من نشر جنود أتراك في المنطقة التي استهدفها القصف.

وتمكّنت قوّات النظام، وفق المرصد، من التقدّم غرب سراقب وقطع الطريق الدولي "أم 4" عند قرية النيرب، لتُصبح بذلك على بُعد ثمانية كيلومترات جنوب شرقي مدينة إدلب، فيما أفادت "سانا" عن اندلاع اشتباكات عنيفة في النيرب، كاشفةً أن تقدّم جيش النظام أدّى إلى "قطع خطوط إمداد الإرهابيين بين مدينتَيْ سراقب وأريحا"، في وقت أعلنت الدفاع الروسيّة عن إسقاط طائرة مسيّرة قرب قاعدة حميميم في ريف اللاذقيّة في سوريا، مشيرةً إلى أنها كانت قادمة من جهة البحر.

وفي غضون ذلك، أعلنت "منظّمة الصحة العالميّة" إغلاق ما لا يقلّ عن 53 منشأة طبّية في المنطقة في كانون الثاني، بينما دانت كلّ من واشنطن ولندن التصعيد العسكري للنظام في إدلب.

بالتوازي، قُتِلَ القائد العسكري في "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني أصغر باشابور، والذي كان أحد أهمّ المساعدين للجنرال قاسم سليماني في سوريا ومقرّباً منه جدّاً، خلال اشتباكات قرب حلب، وفق ما أفادت وسائل إعلام إيرانيّة، التي ذكرت أن باشابور كان أوّل من رافق سليماني إلى سوريا حين استعان نظام الرئيس السوري بشار الأسد بميليشيات إيرانيّة لاخماد الثورة السوريّة.

على جبهة أخرى، رصد "المرصد السوري" فصلاً جديداً من التوتر بين القوّات الأميركيّة ونظيرتها الروسيّة في شمال شرقي سوريا، حيث حلّقت 3 مروحيّات روسيّة بالأمس فوق مدينة "تل تمر"، في حين أقلعت مروحيّات أميركيّة من قاعدة "قسرك" لإبعاد نظيرتها الروسيّة عن المنطقة، بحيث لاحقتها حتّى وصولها أجواء رأس العين في ريف الحسكة. كما التفّت عربات روسيّة على حاجز أميركي مؤلّف من 10 عربات، كانت تتمركز لمنع الدوريّات الروسيّة من السير على طريق "أم 4"، حيث سلكت طريقاً ترابيّاً وتجاوزت الحاجز الأميركي لتُحلّق مروحيّات أميركيّة وتُطلق تحذيرات وإشارات دخانيّة للعربات الروسية قبل أن تعود أدراجها.


MISS 3