إسرائيل تحذّر الناتو: التهديد الإيراني وصل إلى أوروبا

صواريخ روسية على أوكرانيا وعقوبات أميركية على "فاغنر"

02 : 00

خلال انتشال جثة مواطن أوكراني قُتل جرّاء الضربات الروسيّة في المنطقة الصناعيّة لكييف أمس (أ ف ب)

في أوّل ردّ روسي على قرار واشنطن وبرلين تزويد كييف بدبابات ثقيلة متطوّرة لمواجهة أي هجوم كبير لقوات موسكو في المستقبل، أطلق الجيش الروسي "موجة صاروخيّة" جديدة استهدفت أنحاء عدّة من أوكرانيا، في قصف أوقع 11 قتيلاً و11 جريحاً على الأقلّ وتسبّب بانقطاعات في التيار الكهربائي، فيما سُجّل الضرر الأكبر في منطقة كييف.

وإذ كشف القائد العام للقوات الأوكرانية المسلّحة فاليري زالوجني أنّ الدفاعات الجوية "دمّرت 47 صاروخاً عابراً، 20 منها قرب العاصمة" كييف، أشار إلى أنّ الروس أطلقوا إجمالي 55 صاروخاً من الجوّ والبحر أمس، في حين أسقط الجيش الأوكراني 24 مسيّرة إيرانية الصنع من طراز "شاهد" خلال الليل.

وذكر وزير الطاقة هيرمان غالوشينكو أنّ كييف ومناطق أخرى شهدت "انقطاعاً طارئاً" في التيار الكهربائي بعد ضرب مواقع الطاقة، بينما تُحاول روسيا إحداث "فشل منهجي" في الشبكة الوطنية. غير أنّ رئيس الحكومة الأوكرانية دينيس شميغال أكد أنّ "الوضع لا يزال تحت السيطرة".

وحصلت الضربات بالقرب من أوديسا، قبل وقت قصير من وصول وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا إلى تلك المنطقة في الصباح، لإجراء مباحثات مع نظيرها الأوكراني دميترو كوليبا، في وقت اعتبر فيه الكرملين أن قرار الدول الغربية إرسال دبابات إلى كييف يجعلها طرفاً في النزاع.

لكنّ المتحدّثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية آن كلير لوجاندر أوضحت أنّه "لسنا نحن كما ليس أيّ من حلفائنا في حرب مع روسيا"، معتبرةً أنّ "تسليم المعدّات العسكرية في إطار ممارسة الدفاع المشروع لا يُشكّل انخراطاً في الحرب".

ويأتي هذا التوضيح بعد تصريحات مماثلة لوزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك قالت فيها: "نحن نُقاتل في حرب ضدّ روسيا وليس في ما بيننا". بالتوازي، كشف وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس خلال زيارة لقوات سلاح الجو الألماني في ساكسونيا أنهالت (شرق) أن برلين تنوي تسليم أوكرانيا دبابات "ليوبارد 2" بين "أواخر آذار ومطلع نيسان".

وفي السياق، أعلنت كندا انضمامها للولايات المتحدة وألمانيا ودول أخرى في تزويد أوكرانيا دبّابات ثقيلة لمواجهة القوات الروسية، مع 4 دبابات "ليوبارد" جاهزة للقتال وسيتمّ إرسالها خلال الأسابيع المقبلة، مشيرةً إلى أنّ عدد الدبّابات التي ستُرسلها إلى كييف "قد يرتفع" في المستقبل.

وعلى خطّ تكثيف التسليح الغربي لكييف، اقترحت دولة أوروبّية إرسال ذخائر عنقودية إلى أوكرانيا لاعتقادها بأن هذا النوع من الأسلحة يُمكن أن يساعد القوات الأوكرانية في ساحة المعركة. وكشف المسؤول الأوروبي الذي لم يرغب في الكشف عن هويته واسم دولته أن حكومته وافقت على الشحنة وكانت تعمل للحصول على إذن من ألمانيا التي شاركت في إنتاج هذه الذخائر.

أمّا في جديد العقوبات الغربيّة على روسيا، فصنّفت وزارة الخزانة الأميركية مجموعة "فاغنر" شبه العسكرية الروسية "منظمة إجرامية عابرة للدول"، فيما فرضت الخارجية الأميركية قيوداً على منح التأشيرات لـ531 عسكريّاً روسيّاً، وعقوبات على أفراد "مرتبطين بعمليات فاغنر في قارات عدّة".

وعلى صعيد آخر، طالب الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ خلال زيارة إلى مقرّ "حلف شمال الأطلسي" في بروكسل، الناتو، بتشديد نهجه تجاه إيران، في وقت تزوّد فيه الجمهورية الإسلامية روسيا مسيّرات تستخدمها الأخيرة في حربها الوحشية ضدّ أوكرانيا.

وإذ رأى هرتسوغ أنّ "الأزمة تتخطّى حدود أوكرانيا، مع وصول التهديد الإيراني الآن إلى أعتاب أوروبا"، حذّر من أنّ "وهم المسافة لا يُمكن أن يستمرّ"، إذ "على الناتو أن يتّخذ أقوى موقف تجاه النظام الإيراني بما يشمل عقوبات اقتصادية وقانونية وسياسية وردعاً عسكريّاً موثوقاً به".

MISS 3