موسكو: مفتاح إنهاء الصراع الأوكراني بيد واشنطن

02 : 00

جنود أوكرانيون في خندق قريب من باخموت للتصدي للغزو الروسي (أ ف ب)

فيما يقترب الغزو الروسي لأوكرانيا من عامه الأوّل، الذي كان من المفترض أن يستغرق أسابيع قليلة وفق الحسابات الروسية الأولية، ليتحوّل مع مرور الوقت إلى نزاع دولي متشعّب ومعقّد، أعلنت موسكو أمس أن "الرئيس الأميركي جو بايدن يملك مفتاح إنهاء الصراع في أوكرانيا عن طريق توجيه كييف، لكن واشنطن لا ترغب حتى الآن في استخدامه". وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن "مفتاح نظام كييف بيد واشنطن إلى حدّ كبير". وأضاف: "نرى الآن أن القائد الحالي للبيت الأبيض لا يريد استخدام هذا المفتاح. فهو على العكس من ذلك يختار مسار ضخّ المزيد من الأسلحة إلى أوكرانيا".

وكثيراً ما تتهم موسكو واشنطن بإعطاء أوامر لأوكرانيا وإطالة أمد الصراع من خلال تزويدها بالأسلحة. من جهتها تقول الولايات المتحدة إن روسيا شنت حرباً وحشية باختيارها ويمكن أن تنهيها بسحب قواتها.

في السياق، صرّحت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أمس، أن نتائج إجتماع "الناتو" في قاعدة "رامشتاين" الجوية، حيث تمّ البت في مسألة تزويد كييف بالأسلحة، دليل آخر على عدم مسؤولية الغرب الكاملة ورغبته في تصعيد الصراع.

ورأت أن "نتائج هذا الإجتماع تشهد بشكل لا لبس فيه على عدم مسؤولية الغرب والرغبة في مزيد من تصعيد الصراع". قائلةً إنهم "لا يشعرون بالأسف لأي شخص على أراضي أوكرانيا، ولا يشعرون بالأسف على مواطنيهم، لأن الدبابات لوحدها لا تسير". وحذرت زاخاروفا من أن "أولئك الذين سيذهبون ضمن هذه الكتائب، الألوية المصاحبة للدبابات، يجب أن يعرفوا المصير الذي أعدته حكوماتهم لهم".

إلى ذلك، إتّهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، "نازيين جدداً" في أوكرانيا بارتكاب جرائم بحق مدنيين، في يوم إحياء ذكرى "ضحايا المحرقة"، وذلك في خطاب لطالما استخدمه لتبرير عمليته العسكرية في البلد المجاور.

وقال في بيان نشره الكرملين: "كلّ محاولة لمراجعة مساهمة بلادنا في النصر (خلال الحرب العالمية الثانية) تعود في الواقع إلى تبرير جرائم النازية وفتح الطريق أمام إعادة إحياء آيديولوجيتها القاتلة".

أما الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي المتحدّر من أصل يهودي، فقال: "اليوم، كما هي الحال دائماً، تكرّم أوكرانيا ذكرى الملايين من ضحايا المحرقة"، داعياً العالم للوقوف صفّاً واحداً في مواجهة "اللامبالاة" و"الكراهية".

في الميدان، أعلنت كلّ من كييف وموسكو أن معركة "شرسة" تهزّ مدينة فوغليدار التي تحاول القوات الروسية دخولها في شرق أوكرانيا، فيما تؤكد أوكرانيا أن الروس "يبالغون" في وصف انتصاراتهم.

وأكّد رئيس إدارة الإحتلال الروسي في منطقة دونيتسك الأوكرانية دينيس بوشيلين أنه "يتوقع وصول أنباء جيدة" من فوغليدار التي كان يسكن فيها نحو 15 ألف شخص قبل بدء الغزو، لافتاً إلى أن "تطويق المدينة وتحريرها المقبل سيحلان بعض الأمور، وأن الإنتصار قد يسمح "بتغيير ميزان القوى على الجبهة" من خلال فتح الطريق أمام هجوم على بلدات بوكروفسك وكوراخوفي.

في المقابل، أكّد الناطق باسم الجيش الأوكراني في الشرق سيرغي تشيريفاتي حدوث "معارك شرسة" وإبعاد القوات الروسية. وقال في مقابلة تلفزيونية إن "العدو يحاول بالفعل تحقيق النجاح في هذا القطاع لكنه لم يتمكن من ذلك بفضل جهود قوات الدفاع الأوكرانية"، لافتاً إلى أن "العدو يبالغ في نجاحه وأمام خسائره يتراجع".

وأعلنت كييف هذا الأسبوع أن الجيش الروسي قد كثّف هجماته في الشرق خصوصاً في فوغليدار وباخموت التي تستهدفها القوات الروسية منذ أشهر رغم الخسائر الكبيرة. واستولت القوات الروسية وقوات فاغنر المسلحة على مدينة سوليدار، شمال باخموت، في أول انتصار ميداني لها منذ أشهر عدّة وسلسلة من النكسات.


MISS 3